-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا تقدم نداء تونس وتراجعت النهضة؟

الشروق أونلاين
  • 2657
  • 7
لماذا تقدم نداء تونس وتراجعت النهضة؟
ح. م

إلى حد الآن وفي انتظار النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التونسية التي ستعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، يسجل تقدم لحركة نداء تونس على حساب حركة النهضة بفارق اكثر من عشرة مقاعد.

وكان واضحا منذ تأسيسه في يونيو 2012، أن حزب نداء تونس هو بمثابة ائتلاف غير معلن بين محسوبين على حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ونقابيين ويساريين من مختلف مشارب اليسار وبعض المستقلين.

وبحسب خطابه المعلن منذ التأسيس، كان نداء تونس يطرح نفسه بديلا في الحكم عن حركة النهضة وحلفائها في “حكومة الترويكا” التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والمؤتمر من أجل الجمهورية.

وفي ضوء ذلك، استنفر الحزب في الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية في الفترة بين 4 و24 أكتوبر/تشرين اول كل قواه من أجل حشد انصاره معتمدا أحيانا على تكتيك “التفزيع” من خصمة وما قد يفعله من “تقييد للحريات” الشخصية للتونسيين في حال وصل للحكم، وهو ما أتى بثماره لدى قطاع من التونسيين رغم تطمينات النهضة المتكررة.

فلم تستطع النهضة على ما يبدو إدارة “الحوار” مع جهاز إعلامي نافذ قوي وقادر على التاثير الكبير في غياب سياسة إعلامية واضحة لديها، ولم تتمكن بالتالي من توجيه رسائل مقنعة لهذا القطاع من التونسيين في وجه هذه “الفزاعة”.

ولئن أبرزت الاجتماعات الانتخابية لحركة النهضة قدرة على الحشد الأكبر خلال الحملات الدعائية مقارنة بباقي القوى بما فيها نداء تونس، فإن منافسي النهضة يبدو أنهم خافوا من هذا “الاستعراض للقوة” وتحسبوا له من خلال تحالفات انتخابية سرية محتملة لحسن إدارة المعركة والحاق هزيمة “بعدو” لا ينفع معه التشتت.

ولعل ما يثبت توجه تكتيك الوحدة غير المعلن لدى ما يطلق ممثلي النظام القديم من “الدستوريين” الذين ترشحوا على قوائم حزبية متعددة، هو ما أكدته بعض المصادر المطلعة أن أحد زعامات حزب “دستوري” (منتسبي النظام السابق)  صوت في مركز انتخابي لم يحصل فيه حزبه الذي يدعمه على أي صوت تقريبا، ما يعني ضمنا أنة قد يكون صوت وأنصاره لنداء تونس.

وبالتالي يبدو ان هناك احتمال بأن التكتل الدستوري اليساري المناهض للنهضة قد استقر بشكل أو بآخر على “تكثيف التصويت لدى حزب واحد  (نداء تونس) بهدف تفادي هزيمة أمام حركة النهضة قد تكون مكلفة.

ويذهب البعض إلى ان بعض اليساريين في بعض الدوائر قد صوتوا تصويتا “مفيدا” لفائدة “تغيير موازين القوى” لنداء تونس ما جعل هذا الحزب يحصل على أعلى نسبة من المقاعد في “مجلس نواب الشعب” القادم.

وكثيرا ما ردد متظاهرون يساريون في أنحاء عديدة من البلاد شعارات تتهم حتى رئيس الحركة راشد الغنوشي “بدم شكري بلعيد” المعارض اليساري الذي اغتاله منتسبون لتيار أنصار الشريعة في 2013 مثلما ذهبت إلى ذلك تحقيقات وزارة الداخلية.

وبحسب بعض المتابعين فإن الفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والمطالب الاجتماعية الملحة من جانب النهضة في عهد حكومة “الترويكا” يبقى غير مؤثر بنفس درجة فشل إدارة معركة “تشويه الصورة” عبر فضائيات وإذاعات ساهم اعضاء من النهضة في توسيع دائرة تاثيرها عبر حضور غير مدروس في برامج هذه الفضائيات.

اخيرا، قد يكفي القول بأن نداء تونس قد وجد أكثر من حليف يناصره حتى من خارج طيفه السياسي، في الوقت الذي لم يكن هناك متاح حليف قوي مؤثر أمام حركة النهضة في هذه الانتخابات فواجهت منفردة أكثر من قوى سياسية، دون أن تشفع لها قاعدتها الجماهيرية لوحدها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • بدون اسم

    حزب اردوغان ليس حزب اسلامي وانما علماني فصحح معلوماتك من فضلك

  • هشام

    فازت لانها تجيد الدعاية الاعلامية و دحض منافسيها !وهل هذا عيب ام تفوق؟هذه هي السياسة من ينجح في الهيمنة الاعلامية في حملته و الدعاية و اقناع الجماهير يكسب صوتها و كل شيئ متغير فيها اليوم الشعب قد يختار الاسلاميين و غدا اليساريين و ليس هناك حزب يخلد و يفوز دائما هذه هي التجربة السياسية الدمقراطية و هذه التقلبات ليست بالامر الغريب عند الدول الدمقراطية ذات التجربة الطويلة كالدول الاوربية تنتقل من اليمين الى اليسار هذه هي الدمقراطيةو ليست "اسلامية او احمل السلاح "فهنيئا للشعب التونسي

  • ابراهيم

    ومزالت بعض الشعوب العربية لم تستوعب الدرس الاحزاب العلمانية واليسارية نجحت في انتخابتها الا بالتخويف من الاسلام والاسلاميين وهذا ما دارت عليه حملات ا نتخابات الرئاسية الاخيرة في الجزائر فكانوا يذكرون الشعب باحداث التسعين والفيس وكانه هو المسؤل عن تلك الاحداث والشعب الجزائري يعرف من هو المسؤل

  • ابراهيم

    الى التعليق رقم 1 متى حكمت الاحزاب الاسلامية في الدول العربية حتى تتهمها بالفشل كلما جاءتها فرصة للحكم اخافوا منها الشعب بتهمة تقيد الحريات وتطبيق الشريعة وانها ضد الديمقراطية انظر الى تجربة تركيا لما كان الشعب واعي ولا تؤثر فيه الاتهاما والفزاعات كيف جدد الثقة في حزب اسلامي وحكومة اسلامية رغم ان الدستور التركي ينص على ان الدولة علمانية اما نحن العرب الدولة اسلامية وتخاف من الحكومات الاسلامية والحزب ذات المرجعية الاسلامية مما يؤكد ان الشعوب في الدول العربية كل ما فعلته الاحزاب العلمانية بالشعوب

  • غريب

    بعدما ترى ان كل الانظمة التي اسقطت عادت للحكم كما في تونس ومصر والتي كانت وستبقى عميلة للغرب و محافضة على مصالحم نتاكد ان الحكومات العربية تعين من طرف الغرب

  • ahmed

    الدين لله و الوطن للجميع، لا لإحتكار الدين من طرف الاحزاب السياسية، كلنا مسلمون و خيرنا أتقانا و ليس بإنتمائه إلى حزب سياسي معين، لا لإستغلال الدين، لا للأحزاب الدينية، الدين لله و الوطن للجميع الدين لله و الوطن للجميع الدين لله و الوطن للجميع

  • بدون اسم

    الجواب بسيط : لان الاحزاب الاسلامية ليست لديها خبرة في تسيير امور اي بلد قبل ان تحكموا على كلامي انظروا للدول التي حكمتها احزاب اسلامية ماذا حل بها ؟ السياسة خبرة و فهم الواقع الاقتصادي للبلد و البلدان لا تسير بالشعارات الرنانة افيقوا