ليفي.. الزائر المزعج
الزيارة الغريبة التي قام بها اليهودي برنار هنري ليفي إلى تونس وما تردد عن اجتماعه بعدد من الناشطين الجزائريين يجعلنا ندق ناقوس الخطر حول هذا الزائر المزعج الذي لم تطأ قدمه بلدا إلا اشتعل فتنا وحروبا وانقسامات.. كيف لا وهو الذي مر على العراق وأسس جماعة التوحيد والجهاد المتطرفة التي أشعلت الحرب الطائفية بين السنة والشيعة؟
كما مر ليفي على ليبيا، وكان المنظر الأول للثورة على الاستبداد، فحول هذا البلد الذي يزخر بالخيرات إلى بؤرة للنزاعات والحروب بين الجماعات المسلحة. كما ظهر هذا الزائر المزعج كذلك في أوكرانيا، البلد الأوروبي الهادئ، وأشعل فيه ثورة ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وأسقطه، ثم خطب في ساحة الميدان أمام الجماهير متحدثا عن مجد أوروبا الذي يُبنى على خراب أوكرانيا.
برنار ليفي مرّ على سوريا وظل يدعو إلى التدخل الأجنبي بالقوة في هذا البلد، ولا تكاد تخلو ثورة في بلد ما أو فتنة بين طائفتين من طيفه، بل إنه في كثير من المرات هو المحرك الرئيسي عبر تحركاته الميدانية ولقاءاته مع الناشطين والفاعلين، وهو ما جاء للقيام به في تونس حيث التقى ناشطين محسوبين على أقليات لتحريكها مستقبلا.
فقد حاول إشعال ثورة في إيران احتجاجا على انتخابات جوان 2009، كما دعا مرارا إلى التدخل الدولي في دارفور ضد نظام البشير. وقد عرف عن هذا الفيلسوف العنيف مقولة “لا تغيير من دون استخدام قوة السلاح”. وهو تماما ما تم تطبيقه ميدانيا في ليبيا، سواعده في ذلك علاقاته الوثيقة جدا مع عدد من الشخصيات الليبية.
برنار ليفي الذي لا تتشرف الجزائر بأنه ولد فيها، يقف دائما في الجهة المعادية لقضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فقد وقع على عريضة رفقة 11 مثقفا بينهم الإيراني الملحد سلمان رشدي ضد الاحتجاجات الشعبية في العالم الإسلامي على إثر نشر الصحف الدانمركية للرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم ووصف الاحتجاجات بالشمولية الجديدة. كما يقول ليفي عن الحجاب إنه دعوة من المرأة إلى الرجل لاغتصابها.
والعيب ليس في هذا اليهودي المتعصب بل في بعض العرب والمسلمين الذين لا يجدون حرجا في الاجتماع به، وهو الذي لا يخفي حبه لإسرائيل وكرهه للعرب، حيث يقول بالحرف عن الجيش الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر تلو الأخرى في حق أطفال غزة وشيوخها: “لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً كالجيش الإسرائيلي الذي يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية”!!