-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وزير خارجية تونس السابق رفيق عبد السلام لـ"الشروق":

“الانتخابات ليست عصا سحرية لحل كل المشاكل”

“الانتخابات ليست عصا سحرية لحل كل المشاكل”
ح.م
وزير خارجية تونس السابق رفيق عبد السلام

يشرح وزير خارجية تونس السابق رفيق عبد السلام، الأهمية التي تمثلها الانتخابات التشريعية المقررة، اليوم، بالنسبة للداخل والخارج، ويقرّ عبد السلام في حواره مع الشروق أن العملية الانتخابية لا يمكنها لوحدها أن تحل كل مشاكل البلد بالقول: “العلمية الانتخابية ليست عصا سحرية”.

 

لماذا هذا الاهتمام الدولي بالانتخابات التونسية؟ 

الاهتمام المتزايد بالعملية الانتخابية المقررة في تونس، يعود إلى مجموعة من المعطيات، فتونس هي مهد انطلاق الحراك الشعبي في العالم العربي، ومثّلت من خلاله الاستثناء، مقارنة بتجارب دول أخرى تعرفون الأوضاع المتردية التي وصلت لها تلك الأقطار، كما أن تونس تتوفر على عوامل استقرار في الداخل وفي المجال الإقليمي والدولي.

 

إلى أي مدى تمثل تونس محطة مهمة بالنسبة للخارج؟ 

من مصلحة الجميع أن تكون تونس دولة مستقرة، فالخطر المتولد عن مناطق النزاع، سيمتد إلى دول أخرى ولن يبقى حبيس حدود الدولة، فتونس والجزائر ومصر ودول بعيدة نوعا ما عن ليبيا تأثرت بشكل أو بآخر بالاضطرابات الحاصلة هنالك، ومن هذا المنطلق تطمح دول الجوار ودول أوروبا، إلى أن تكون تونس مستقرة، فالأولى تشاركنا الحدود البرية والقرب، لأن أي مكروه لا قدر الله سيمد عليها، زيادة على تأثرها بالوضع الليبي، أما عن الفضاء الأوروبي فهي تشاركنا الحدود المائية، وأي اضطراب سينعكس عليها سواء بالهجرة أو الإرهاب، فالمصلحة عامة إقليميا ودوليا.

 

تبدي حماسة لما تحمله الانتخابات، لكن الانتخابات السابقة لم توصل التونسيين إلى”الجنة”؟ 

الانتخابات ليست عصا سحرية تُحل بموجبها كل المشاكل، الانتخابات آلية من آليات العمل الديموقراطي، فهي تساعد، والانتخابات الماضية مكنت من اكتساب الشرعية، وساهمت في تفكيك العديد من القنابل التي كانت متربصة بالبلاد سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي، من خلال العملية الانتخابية لعام 2011 تم إصدار الدستور التوافقي، وتم إقرار المؤسسات الانتقالية وإحداث التوازن بين الحرية والاستقرار وهذا الأمر أعتقد أنه غائب في الدول التي شهدت حراكا شعبيا وبعده اضطرابات.

 

تحدثت عن الاستقرار، ما مدى تأثر العملية الانتخابية بالاضطرابات الأمنية؟ 

نعم، هنالك بعض العمليات الإرهابية بين الفينة والأخرى، مثل الذي حصل نهاية الأسبوع، ما حدث وتزامنه مع موعد الانتخابات، يدفعنا للقول بأسى إن هنالك بعض الأطراف تعمل على إبقاء الوضع الأمني مترديا، خدمة لأغراض خاصة غير معلومة، لكن يجب التأكيد أنه لا يجب توظيف الخطر الإرهابي في الحقل السياسي، محاربة الإرهاب يجب أن تتم في إطارها، أي مصالح الأمن التي يجب أن تحظى بالتفاف شعبي ورسمي هذا على المستوى الداخلي، وتنسييق دولي مخابراتي وعسكري خاصة مع الجزائر.

 

هل العملية الانتخابية تحوز أدوات نزاهتها؟

لقد عملت السلطات في البلاد على توفير كل الضمانات لإجراء انتخابات نزيهة، فالانتخابات تتم وفق إشراف هيئة مستقلة، بعيدا عن الأجهزة التنفيذية للدولة، وهنالك رقابة محلية من الأحزاب والمجتمع المدني، وهذه الأطراف مطالبة بالمساهمة في إنجاح العملية الانتخابية عبر عملية المراقبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عزيز

    هل يستطيع آل سعود والامارات بخط أوراق التوانسة وبث الفوضى في بلد فتي في الديمقراطية كما فعلوا في مصر ويفعلوا اليوم في ليبيا أم أن التوانسة سيكونوا أذكى من الدكتاتوريات ويعطوا نمودجا ديمقراطي يحتدى به سيحرج السعودية والامارات ومصر ويحبط مؤامراتهم

  • منذر

    "من مصلحة الجميع ان تكون تونس دولة مستقرّة"، لماذا لم يقل هذا الشخص او حزب النهضة نفس الشيء حول الجزائر اثناء الحقبة الرهيبة التي مرّت بها، وما ادراك ما الجزائر من حيث موقعها وحجمها الجغرافي وإرثها السياسي والجهادي. مرت الجزائر بسنوات الجمر ولم نتلقى اي تأييد من الجيران أو الدول الغربية التي كانت تخطط الى تقسيمها الى ثلاث دويلات. هذا الشخص هو صهر الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، ذاك هو رأس ماله السياسي الوحيد واشتهر بتصريح رسمي له بان عاصمة تركيا هي اسطنبول.