قاضي التحقيق في قضية رهبان تيبحيرين مارك تريفيديك بالجزائر هذا الاثنين
أفادت مصادر متطابقة لـ “الشروق اليومي” أن القاضي الفرنسي الملكف بالتحقيق في قضية اختطاف واغتيال رهبان دير تيبحيرين سنة 1996 السيد مارك تريفيديك سيحل بالجزائر قادما إليها من باريس الاثنين المقبل الموافق لـ 12 أكتوبر الجاري. وسيكون حسب ذات المصادر برفقة 13 معاونا من الفرنسيين، بينهم 4 محققين و9 شخصيات تمثل قطاعات الأمن والشرطة والقضاء الفرنسية، وسيقوم بالتنقل إلى دير الأطلس الواقع بمنطقة تيبحيرين من أعالي بلدية ذراع السمار غربي المدية، الأربعاء المقبل، أين سيباشر عملية استخراج جماجم الرهبان السبعة من مقبرة الدير قصد عرضها على التشريح وخبرة الـ “أ دي أن”. كما سيقوم خلال تواجده بالجزائر بالاستماع إلى إفادات وشهادات أكثر من 20 شخصا بينهم من كان يوصف بالشخصيات المهمة في التسعينيات من القرن الماضي، إلى جانب إرهابيين تائبين وغيرهم.
وتأتي زيارة هذا القاضي الفرنسي الذي أسندت إليه مهمة متابعة ملف اغتيال الرهبان السبعة شهر ديسمبر من سنة 2011 بعد تلك التي جرت في نوفمبر من السنة الماضية ووصفت وقتها بالتمهيدية لما يعقبها من زيارات. وكان القاضي ترفيديك قد استمع في وقت سابق بفرنسا إلى عدد من الشهود ذوي الصلات بملف الرهبان، بينهم رئيس فرع المخابرات الفرنسية بالجزائر “بيار لودواري” والضابط بنفس الفرع “جون شارل ماركياني“، وهما الشخصيتان اللتان توصفان بالثقيلتين في الملف بسبب ما أثارته تصريحاتهما المتعلقة بالقضية والمسربة إلى الإعلام الفرنسي وقتها من زوابع، قبل أن يباشر هذا القاضي حملة إعلامية شرسة ضد الجزائر التي اتهمها بعرقلة قدومه إلى الجزائر والعودة بلف القضية إلى المربع الأول، مستعينا بحملة الضغط الإعلامية الواسعة التي قادها أهالي الرهبان ومحاميهم “باتريك بودوان” على صفحات الجرائد قبل أن تثمر ضغوطهم هذه لقاء مع الرئيس الفرنسي فرونسوا هولوند الذي وعد بما سماه الوصول إلى الحقيقة وتسهيل تنقل قاضي التحقيق الفرنسي إلى الجزائر.
هذا وسيتعرف الشهر الجاري تنقل القاضي الجزائري الملكف بالتحقيق في الملف والقضية “جزائريا” إلى فرنسا للاستماع إلى إفادات عدد من الأشخاص الفرنسيين ذوي العلاقة بالملف، بينهم الضابطان “بيار لودواري ” و“جان شارل ماركياني” المذكورين، بسبب قربهما الوطيد من القضية والملف على حد سواء، إذ تكشف الوثائق الاستخباراتية الفرنسية المسربة، أن الأول استقبل بمقر السفارة الفرنسية بالجزائر وفدا عن التنظيم الإرهابي الجماعة الإسلامية المسلحة التي تبنت اختطاف واغتيال الرهبان السبعة بعيد عملية الاختطاف من أجل تسلمه الدليل المادي على أن الرهبان ما يزالون أحياء، كشرط– وقتها– لاستمرار التفاوض حول الفدية ومطالب الإرهابيين، في وقت كان “ماركياني” هو الملكف بعملية التفاوض مع الخاطفين.