-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اليمن: ضاعت الدولة وحضرت الطوائف

صالح عوض
  • 1625
  • 0
اليمن: ضاعت الدولة وحضرت الطوائف

في جنوب اليمن حراك من أجل إعلان دولة الجنوب، وفي الشمال الشرقي، الحوثيون يتمددون ويقتحمون العاصمة ليشكلوا دولة على مزاجهم، والقاعدة والسلفيون في صعدة وسواها يتمترسون في المواقع والجبال لإسقاط الدولة، والطائرات الأمريكية من غير طيار تقصف وتقتل بالاتفاق مع الدولة اليمنية.. والدولة لم تعد تستطيع أن تمد ساقيها في العاصمة صنعاء.

الإقليم والأمريكان والإسرائيلون والغربيون جملة، يريدون أن ينتهوا من دولة اليمن، أي وحدة اليمن ومؤسسات الدولة، ويعملون على بعثرتها مذهبيا وجهويا وعشائريا لكي تذهب دولة اليمن من الخريطة ويتسنى بعد ذلك لأصحاب المشاريع المختلفة جني ثمرات تدمير البلد.

اليمن هو والسودان، البلدان العربيان المقتربان من عواصم القرن الإفريقي كله والقادران على تشكيل محور إقليمي يستطيع تحقيق أمن البحر الأحمر وتشكيل بوابة للأمن القومي العربي من جهة باب المندب والعمق الإفريقي.. وبالفعل كان لهذين البلدين الدور الكبير في حرب 1973 وكانت البحرية اليمنية والمصرية مفخرة العسكرية العربية، حيث تمكنا من إغلاق باب المندب 6 أشهر كاملة أمام السفن الأمريكية والإسرائيلية.

من هنا يأتي مشروع تفتيت اليمن لأكثر من هدف استراتيجي، وغير بعيد عن هذا، نموذج سياسي في جزيرة العرب لا يتبع الطريقة القبلية العائلية لن يكون مرحبا به في الجزيرة، وهذا ما جعل اليمن مستبعدا دوما من مجلس التعاون الخليجي.

لا يمكن الحديث عن اليمن ومآلات التطاحن والتنازع فيه دون الحديث عن الفشل الذريع الذي منيت به سياسات الدولة اليمنية داخليا تجاه الارتقاء بالشعب اليمني من الانتماءات القبلية والجهوية والمذهبية إلى مستوى المواطنة ومستلزماتها، وخارجيا نحو الإقليم، حيث عصفت رياح التصارع في الإقليم وتغيير مواقع التحالفات، الأمر الذي ألحق باليمن أضرارا فادحة وخسارات نوعية.

اليمن يقف اليوم على حافة الانهيار الكبير ونذير تلاشي الدولة تحت هتافات الحوثيين وصراخات الجنوبيين وانعزال القاعدة والسلفيين وبين هؤلاء وأولئك يقف الإخوان المسلمون ومعهم النظام في حيرة وعجز رهيب، تزيده تدخلات الإقليم عنتا وارتباكا مما ينتج عنه من تعقيدات متتالية يصعب معها وضع خارطة طريق للخروج من المأزق..

اليمن السعيد ليس شقيا بسياسييه وطوائفه وفرقه وزعاماته الجهوية.. إلا أنه موعود من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبركة والإمان وهذا إنما يؤكد على أن عبقرية المكان ورسالته وطبيعة اليمنيين الأصيلة في كرمها وروحها القومية والإيمانية ضمانات للخروج من المازق .. ولن يكون العرب قادرين على الوقوف لاسناد اليمن وسيبقى وحده حتى يستقر لليمنيين إن لا فائدة في هذا التنازع وينبغي أن يجنبوا ساحتهم صراع الأضداد لأنه لا يليق باليمن أن تحارب نفسها بالوكالة.. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!