-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تغنانت الجزائر!

جمال لعلامي
  • 5883
  • 13
تغنانت الجزائر!

من يعتقد بأن الوضع غير معقد في منطقة الساحل، فهو واهم، ومن يعتقد بأن الحلّ معلـّب وجاهز ينتظر التطبيق، فهو مخطئ، لكن من يعتقد بأن الجزائر تبيع وتشتري مواقفها فهو خطـّاء، وخير الخطائين التوابون.

إن ما يجري من تطورات متسارعة بمنطقة الساحل، أو بظهر الجزائر، ليس بالأمر الهيّن، ولا بالمسألة المسطحة، التي يُمكن التعاطي معها ببرودة أعصاب، أو بمنطق “تخطي راسي”، والآن بدأت تتضح أهداف ما سمي بـ”الربيع العربي” الذي هبّ أيضا على ليبيا، فحوّلها إلى رماد، قبل أن ينقل “المعركة” إلى مالي في سياق مخطط توسيع دائرة النار والخراب!

الجزائر كانت ومازالت وستبقى مستهدفة، في نظر مخضرمين يحفظون عن ظهر قلب، مؤامرات وخطط النظام العالمي القديم والجديد، ولذلك، لا ينبغي التهوين من المخاطر القادمة من الجنوب، فالذي جرى ومازال يجري في ليبيا ومالي، ليس سوى الشجرة التي تغطي الغابة، أو الذائب من جبل الجليد!

ليس من السهل، أن تحمي ظهرا بطول يتجاوز الألفي كيلومتر، وسط الصحراء والزوابع الرملية، فالوضع غير المستقرّ وغير الآمن بليبيا ومالي، استدعى من الجزائر مضاعفة حيطتها وحذرها، وهذا يتطلب دعما ماليا ولوجيستيا استثنائيا، ربما لم يكن في الحسبان!

من الطبيعي أن تـُستهدف الجزائر في أرضها ووحدتها وأمنها واستقرارها، فثباتها على مواقفها منذ عشرات السنين، فيما يخصّ أمهات القضايا المصيرية، جعلها دائما في قلب الأحداث و”الأهداف” التي تركز عليها مخابر صنع القرار في العالم!

نعم، إن استمرارية الموقف الجزائري مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وضد التطبيع مع إسرائيل، ومع تصفية الاستعمار حيثما وجد، ومع دعم حركات التحرر في العالم، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وضدّ التدخل العسكري في أيّ شبر من الأراضي الحرّة والسيّدة للدول.. هي أحد أهم المبررات التي تجعل الجزائر دائما في عين الإعصار!

إن المواقف الجزائرية “ما تحول ما تزول”، ولذلك، يغضب هؤلاء وأولئك، ويضغطون ويبتزون ويستفزون ويُناورون ويحاولون ليّ ذراع الجزائر، تارة بالترغيب، وتارة بالترهيب، وأحيانا بالتحبيب، لكن الجزائر هي الجزائر، والجزائري دائما “راسو خشين”، وعندما يجدّ الجدّ فإن “التغنانت” لن تفارقه وترافقه حيثما حلّ وارتحل!

لا ينبغي ضرب أسداس في أخماس، حتى يتضح الخيط الأبيض من الأسود، فيما جرى ويجري في مالي، ولعلّ محاولات عسكرة منطقة الساحل وأفغنتها، لم تعد خافية أو مستترة أو مبنية للمجهول، وليس من البراءة أن تحتشد فرنسا وأمريكا، وتتجند روسيا والصين، في إطار “حرب عالمية” جديدة، قد تكون باردة وساخنة في آن واحد!

من حقّ الجزائر وواجبها، أن تحمي حدودها وتؤمن ترابها وتحصّن أمنها واستقرارها، ومن حقها أيضا أن تبحث عن مصلحتها في “اللعبة الدولية” التي لا وجود فيها للمتهاون والأحمق، حتى لا تكون طرية فتمضغ ولا يابسة فتكسر، وقبل كل هذا، فلا أحد من الأجانب يُمكنه أن يعوّض الجزائر أو ينوب عنها ليحدّد مصيرها أو مصلحتها!

ستبقى الجزائر واقفة بمواقفها الخالدة ومبادئها التاريخية الثابتة، وحتى إن قدّر الله، وحصلت طوارئ أو متغيرات أو مراجعات، فإنها ستكون في الشكل وليس في المضمون، فمن حقّ الجزائر كذلك أن لا ترمي بنفسها إلى التهلكة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • زهرة ر

    جزائر يا لحكاية حبي و يا من حملت السلام لقلبي

  • Nabil

    "الجزائر كانت ومازالت وستبقى مستهدفة " هذا صحيح، لكن ليس لمواقفها التي ذكرت، بل لضعفها المزمن الذي أحدثته حمولة الفساد المرهقة التي راحت تثقل كاهل الجزائر من جراء انعكاسات عقلية أجيالها الغير واعية بعظمة جمالها وخطورة الضعف عليها. لا يحق لنا أن نسأل أو نحمل مسؤلية ضعفنا لأحد غيرنا قبل أن نحملها لأنفسنا. لوم الآخرين وخاصة الأقوياء واتهمامهم بالتآمر علينا، مجرد شماعة نعلق عليها ضعفنا، لأن القوي له الحق في السيطرة على الضعيف وهذا أمر طبيعي في سنة الخلق: الحق للأقوى وما يقول غير ذلك إلا الضعفاء.

  • بدون اسم

    كلامك كلام سوقي, كان بإمكانك طرح رأيك فيه قليل من المنطق سواء أكان سالب أو إيجابي, حاطئ أو صواب ..... لكن أن تقول كلام لا ساس و لا راس هذا ينم عن فراغ العقل و أخذ الأمور بمبدأ "الجياحة".

  • بوبكر بن الحاج علي

    الجزائر مقصودة هذا واقع.
    الأزمة مفتعلة في مالي و غيرها هذه حقيقة.
    النظام الجزائري مندمج في المخططات العالمية هذا لا مفرّ منه.
    المساومات التي تخوضها الجزائر حاليا ركيزتها الوضع المالي المريح.
    أمّا القوة الحقيقية التي يجب أن تعتمد عليها السلطة بعد الله تعالى فهو الشعب. فالمصالحة مع الشعب هي أكبر قوة دفاع يمكن للنظام الاعتماد عليه، و الغرب يعرف ذلك جيّدا.

  • العياشي

    حذار منذ متى نحن نحارب إلى جانب الفرنسيين.هؤلاءأخرجهم آباؤنا رحمهم الله.لايمكن أن نصدق الغرب المنهار ولانخافهم.من جهة أخرى هؤلاء جيراننا والتاريخ لا يرحم.فلنحل مشاكلنا بحكمة .أنظروا موقف أمريكا في ليبيا بالرغم من مقتل ممتلهم فالأهم لهم مصالحهم.يجب حل المشاكل مع جيراننا بالطريقة المشرفة وأن لانغامر فالحرب مكلفةجد.هلاري العجوز مبعوثة إسرائل لانعير لها اهتمام.في أمريكا لاتوجدسياسة في هذا العصر فهم يطبقون حرفيا إملآت الصهاينة الذين يسارعون لفتح مستنقعات جديدة.بعبارة أخرى هذا المشكل مبني على رؤسنا.

  • عباس

    واش راه يحكي هذا ؟ طلائع الناتو حطت بصحرائنا و بمباكة جزائرية .واش من تغننت .........طفرت ..بقئ غير النيف الدونكيشوتي انتع ام درمان '''وهذاك ما يقضي والو .

  • malek

    ليس هناك أي مؤامرة تحاك ضد بلادنا لا ربيع ولا خريف إنما الدول الغنية و قل الغرب يخشى من نشوء أي كيان معادي. وخشيتهم الكبرى من الحركات المقاتلة التي تتبنى الدين أن تصبح كيانات سياسية مثل طالبان سابقا فتطول أيديها ويطال إرهابها عقر دار الغرب . فما ضغوطهم الا عمليات استباق لمنع هذا النشوء.أما الحديث عن عنادنا أو سياستنا فنحن دولة مدنية حديثة في عالم كل الدول فيه منبطحة للغرب الأقوى والأذكى.. فلا يجب أن نتعنتر أو نمدح أنفسنا بما ليس فينا.. وإلا فالتاغنانت هو ما اشتهر به العقل الأمريكي المغامر

  • معز الساموراي

    اوااااااه ماشكيتش .الغرب هذا لا علابالو لا بالتغنانت تع دزاير لا والو
    راهو يخليك تغني وحدك .بصح كي يحب يصدملك يصدم ديراكت اباي احني اباي.ربي تستر .

  • بشير

    صحيت خويا جمال الجزائر لا تهادن ومواقفها لا تبني على اطماع والازمة الليبية خير دليل اين الدول التي دعمت الناتو في ليبيا فجرت ليبيا وخلقت للجزائر بؤر توتر وقالت في اعلامها انها الثورة ومن يقف ضد الثورة خائن بل يجوز حتي قتله وللاسف ثم الاسف ثم الاسف اعلامية جزائرية تشتغل في دولة الجزيرة قالت ان بوتفليقة مازال يعيش في الابيض والاسود لانه لم يبارك القتل في ليبيا .دامت وعاشت الجزائر بواقفها التاريخية ستخرج الجزائر من كل هذه الازمات باذن الله منتصرة امنة مسترة رغم كيد الحاقدين

  • habiba- tlemcen

    ربي يستر... المهم ان تخرج الجزائر سالمة من هذه الدوامة ...
    وحتى وان ضغطوا على الجزائر وحكومتها فلن يغير من حقيقة اننا في مواجهة جبهة جديدة وامام حرب لا نعرف كيف ستكون نهايتها....

  • مروان

    الغرب عموما قد درس الشعوب قبل الحكومات و كل حروبه و تدخلاته في القرن الواحد و الغشرين ترتكز أساسا على هته الدراسات, فتجد تدخلاته في العالم منظمة و توقيتها معلن فمنها تدخلات سريعة خاطفة و دقيقة و منها الطويلة و المرحلية, يتدخل عموما حينما تتضح له الرئى و يدرك مسبقا أن تداعيات و مخلفات تدخله في ذاك البلد لا تتعدى الحدود الجغرافية. و أظن أن الغرب لحد الساعة لم يستطع أن يحدد مستقبل تدخله في الجزائر لأن الشعب بطبعه الطبيعي مفاجئ و حدوده الجغرافية لا معنى لها

  • مروان

    كل جزائري متابع للأحداث العالمية يتسائل دائما عن سر مقدرة النظام الجزائري على وضع شروط في أي مفاوضات تجمعه مع الدولة المهيمنة عالميا, و حيرت هذا المواطن كونه يرى أن لا القوة العسكرية للجزائر و التي لا تضاهي القوة الغربية و لا المال و المصالح الإقتصادية هي من تجعل النظام في موقع ليس كالأنظمة العربية الأخرى التي ترضخ لضغوطات أمريكا في ساعات.
    إن الأرضية التي يرتكز عليها النظام هي ببساطة قوة الشعب الجزائري و التركيبة النفسية البشرية له و المتوارثة عبر تاريخه القديم و نعمة من نعم الله عليه...يتبع...

  • Khaled

    ياو طبطب سيد الحاج !
    هذا الكلام الذي تزعم أنه مقالة في التأكيد على تغنانت الجزائري وصلابة رأسه لا قيمة له أصلا !
    فنحن لا نملك ساسة ولا دبلوماسية ولا وزارة خارجية ولا أي شيء !
    صرنا كالأطرش في الزفة وجودنا كبدهم !
    نحن يا سيدي الفاضل بكل صراحة = لا شيء
    ودمتم في رعاية الهه وحفظه ...