-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صاحب‭ ‬فيلم‭ ‬‮"‬مدن‭ ‬الترانزيت‮"‬،‭ ‬المخرج‭ ‬محمد‭ ‬الحشكي‭ ‬للشروق‭:‬

‮”‬لا‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬في‭ ‬الأردن‭… ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬سينما‭ ‬أصلا‮”‬‭!‬

الشروق أونلاين
  • 3373
  • 0
‮”‬لا‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬في‭ ‬الأردن‭… ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬سينما‭ ‬أصلا‮”‬‭!‬
محمد الحشكي

عندما قرر محمد الحشكي ترك عمله الأصلي كمهندس كمبيوتر، ليصبح مخرجا في السينما، كان يدرك تماما خطورة قراره، في دولة لا تتوفر على صناعة سينمائية قوية، كما تراجعت فيها الدراما التلفزيونية بشكل كبير، لكن محمد الحشكي، الشاب الثلاثيني، الذي قدم للفن السابع فيلمه “مدن الترانزيت” ساهم وغيره في تحريك المياه الراكدة، وفي صناعة أفلام باتت تحصد الإعجاب في المهرجانات سنة بعد أخرى، وهو يتحدث للشروق في هذا الحوار، عن سرّ الانقلاب الذي ساهمت فيه الهيئة الملكية للأفلام، وأيضا، إرادة الشباب والمبدعين..

  •  ‬كيف‭ ‬لامست‭ ‬إقبال‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭ ‬والنقاد‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬فيلمك‭ ‬‮”‬مدن‭ ‬ترانزيت‮”‬‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬وهران؟
    محمد الحشكي: تجاوب كبير، أسعدني جدا، فأنا من هواة النقاشات التي تتبع الأفلام، خصوصا عندما تأخذنا لأبعاد لم ينتبه لها العمل الفني، وهذا الفيلم، أي مدن الترانزيت، سبق لي عرضه في بيروت والآن في الجزائر، ولاحظت أن تجاوب الشعوب العربية، تم بنفس الدرجة، والطريقة‭ ‬ذاتها‭.‬
     
    لمن‭ ‬لم‭ ‬يشاهد‭ ‬العمل،‭ ‬ماذا‭ ‬يروي‭ ‬مدن‭ ‬ترانزيت؟
    يروي قصة ليلى أو صبا مبارك، امرأة في منتصف الثلاثينيات، تعود من حياة مليئة بالفراغ وتكللت بزواج فاشل، باحثة عن عائلتها في عمان، بعد غياب 14 سنة، لكنها تفاجأ بأن جميع المقربين منها سابقا تغيروا، فوالدها الرجل المثالي من قدماء النشطاء السياسيين، استسلم للإحباط والحزن، أمها أيضا تغيّرت كثيرا، وشقيقتها الصغرى، كبرت، وهي الآن من ترعى العائلة، بينما استسلم صديقها الوحيد للوضع القائم منذ وقت طويل،…كل ذلك، يدفع ليلى للتساؤل عن مقدرتها على البقاء هنا، ولكنها تطرح السؤال الآخر: إذا كانت لا تنتمي إلى هنا أو هناك، فإلى‭ ‬أين؟‭..‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬صبا‭ ‬مبارك،‭ ‬أشرف‭ ‬فرح،‭ ‬محمد‭ ‬قباني،‭ ‬شفيقة‭ ‬الظل،‭ ‬هيفاء‭ ‬الآغا‭..‬وغيرهم‭.‬
     
    الجمهور‭ ‬الجزائري‭ ‬يعرف‭ ‬الدراما‭ ‬الأردنية‭ ‬رغم‭ ‬تراجعها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬لكن‭ ‬السينما‭ ‬قليلة‭ ‬التواجد،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأسباب؟
    نحن في الأردن وقبل خمس سنوات فقط، لم يكن لدينا سينما أصلا، حيث بدأ الحراك الفعلي خلال هذه الفترة الزمنية فقط، بجهود عدد كبير من الفنانين والشباب وأيضا المؤسسات، وفي مقدمتها الهيئة الملكية للأفلام، فأصبح للسينما الأردنية تواجد بارز، ففي كل المهرجانات، نادرا ما لا تجد الأردن مشاركا سواء بفيلم قصير أو طويل، علما أننا أنتجنا حوالي 5 أفلام في ظرف السنتين الفارطتين، وهو أمر لم يحدث في الأردن أبدا، على مدار عقود، مما يعني أننا في الاتجاه الصحيح.
     
    الأفلام‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬هل‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬خاص‭ ‬أم‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الدولة؟
    لا، إنها جميعا من دعم الدولة ممثلة في الهيئة الملكية للأفلام، لكن لا يمكن الحديث عن دعم كبير أو خرافي، حيث أنه يبقى ضئيلا جدا، بيد أنه أوجد شيئا اسمه سينما في الأردن، وأصبح لنا حضور فعال في المهرجانات، ففي مهرجان دبي الأخير حصل الفيلم الأردني على ثلاث جوائز،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬حصلت‭ ‬شخصيا‭ ‬على‭ ‬جائزتين،‭ ‬من‭ ‬دبي‭ ‬ونيويورك،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجوائز‭ ‬والتكريمات،‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بدأ‭ ‬يشاهدنا‭ ‬وهذا‭ ‬أكبر‭ ‬إنجاز‭.‬
     
    هل‭ ‬هنالك‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬في‭ ‬إنتاجكم‭ ‬السينمائي‭ ‬أو‭ ‬الفني‭ ‬عموما؟
    المشكلة كما قلت سلفا، أنه لم يكن هنالك سينما أصلا حتى نتحدث عن خطوط حمراء، أو نطرح أسئلة افتراضية من هذا القبيل، ولعل الفترة القادمة ستكون حاسمة، لأنها ستعرف مزيدا من الإنتاج وحينها سنرى أو نمتحن سقف الحرية المتاح لنا كمبدعين وفنانين.
     
    اعتمدت‭ ‬في‭ ‬فيلمك‭ ‬مدن‭ ‬ترانزيت‭ ‬على‭ ‬الممثلة‭ ‬صبا‭ ‬مبارك،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬نجمات‭ ‬الدراما‭ ‬العربية،‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تحققت‭ ‬صناعة‭ ‬النجوم‭ ‬فنيا‭ ‬في‭ ‬الأردن؟
    ليس بالحجم الكبير بسبب قلة الأعمال الفنية، فصبا مبارك مثلا هي التي ساعدت فيلمي على أن يراه الجمهور في المهرجانات، بسبب شعبيتها في الدراما السورية والمصرية. مشكلتنا في الأردن، أنه ليس لدينا تلفزيون وطني قوي، ولا دراما أردنية معاصرة، وبالتالي فإن فنانينا رغم طاقاتهم الهائلة غير معروفين، ومن تمكنوا من لفت الانتباه هم من عملوا في دراما دول أخرى، وخصوصا في مصر وسوريا، وحتى في الخليج، وهذا خلق مشكلة أخرى، في أن البعض نسي جنسية هؤلاء الأصلية، فكثير من المتابعين، لا يعرفون أن صبا مبارك أردنية، والأمر ذاته بالنسبة لإياد نصار “حسن البنا في مسلسل الجماعة بمصر”، ونتمنى أن الأفلام والمسلسلات التي من المقرر البدء في إنتاجها قريبا، وبكثافة، ستساعد الفنانين الأردنيين على تحقيق نجومية في العالم العربي، وهذا سيساعدنا نحن المخرجين والمنتجين على تسويق أعمالنا أفضل.
     
    زرت‭ ‬وهران‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجانها‭ ‬السينمائي،‭ ‬كيف‭ ‬وجدتها؟
    ممتازة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنني‭ ‬أحب‭ ‬المهرجانات‭ ‬البسيطة‭ ‬وغير‭ ‬المتصنعة،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬كصناع‭ ‬للسينما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وتـُيّسر‭ ‬لنا‭ ‬الطريق‭ ‬لتكوين‭ ‬صداقات‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المهرجانات‭ ‬الضخمة‭.‬
     
    وهل‭ ‬لديك‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬السينما‭ ‬الجزائرية؟
    أتابعها‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬المهرجانات،‭ ‬وأحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬الجزائرية‭ ‬المتنافسة،‭ ‬وشخصيا،‭ ‬أحب‭ ‬كثيرا‭ ‬فيلم‭ ‬‮”‬مسخرة‮”‬‭ ‬للمخرج‭ ‬الياس‭ ‬سالم،‭ ‬إنه‭ ‬عمل‭ ‬رائع‭ ‬جدا‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!