لدينا أكثر من 200 أسير ولا نبعد سوى بـ 50 كلم عن غاو

أكد القائد العسكري آكلي سليمان وعضو القيادة العامة لحركة الأزواد المتمردة عن الحكومة المالية في تصريح خاص للشروق أن الانقلاب في مالي لا يعني لهم شيئا، ومعركتهم في سبيل تحرير منطقة الشمال التي تضم ولايات كيدال وتمبكتو وغاو مستمرة على عدة جبهات.

وقال المسؤول المذكور ان زعيم الانقلابيين النقيب سونقو لم يتصل بنا، ودعوته للحوار مرفوضة، إلا إذا وافق على مبدأ الاستقلال التام للمنطقة المذكورة كدولة لتوارق مالي، مؤكدا للشروق سيطرة الحركة خلال امس واول امس على قاعدة امزغن وانفيف العسكريتين الماليتين بعد انسحاب قوات الدرك المالية من الأولى، والجيش من الثانية، مضيفا ان الحركة تحتفظ بأكثر من 200 أسير من عناصر الجيش المالي الذي يلقى دعما من الاتحاد الافريقي وبعض الدول كالسنغال ونيجيريا لوأد الحركة والقضاء عليها.

وأكد ان مقاتلي الأزواد يسيرون بخطى ثابتة ويحققون انتصارات مستمرة، نافيا اية صلة لهم بما يسمى تنظيم القاعدة في الصحراء، متهما الحكومة المالية بإيواء التنظيم بدليل كما قال تواجد قواعد عسكرية بتمبكتو للجيش المالي وبجوارها قواعد تدريب لتنظيم القاعدة. 

وعن الوضع الميداني على الأرض، قال المسؤرول العسكري ان قوات الأزواد تبعد حاليا بـ50 كلم عن مدينة غاو، وفي جبهة اخرى تبعد بـ10كم عن كيدال بحوالي 40 كلم عن تمبكتو، حيث نحارب كما قال على 4 جبهات، رافضا اي حوار مع السلطات المالية القديمة او الجديدة إلا بشروطهم المذكورة   اعلاه،  مؤكدا ان الحركة ستحقق اهدافها في غضون أيام بعد حالة الإحباط التي بات عليها الجيش المالي اثر الهزائم المتواصلة التي لحقته من مقاتلي الأزواد.

وقال المتحدث ان قواتنا لم تخسر اية معركة، وليس لدينا أي اسير بحوزة القوات المالية، وهو ما يشجعنا على مواصلة القتال الى غاية تحقيق النصر التام والاستقلال واعلان دولة التوارق في شمال مالي وفقا للخريطة التي تضم ولايات كيدال وتمبكتو وغاو.

الأزواد تاريخ وصراع

 صحراء الأزواد او صحراء الأزواغ، وهي تسمية غير رسمية لمنطقة صحراوية في الطرف الجنوبي الغربي للصحراء الكبرى، تشمل اجزاء من شمال مالي وتحديدا منطقة كيدال وتساليت وتمبكتو وغاو، وشمال النيجر، كما في منطقتي تاهاوا واغاديس، واجزاء من جنوب الجزائر، ويشكل جزءا من الساحل والصحراء الافريقية، وتستخدم تسمية أزواك الحقيقية في مالي، بينما في النيجر فالتسمية الشائعة هي أزواغ، وفي السنوات الأخيرة ظهرت المنطقة الى العلن بعد قيام ما يعرف باسم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والتي تسعى لتأسيس دولة مستقلة ذات هوية توارقية، واتخذت من اسم الإقليم اسما لها، وهي مكونة من قبيلتين، ايفوغاس وبلبتيل، اما بقية القبائل التوارقية الأخرى فهي رافضة للحرب، وغالبية أصول سكان الأزواد يرجع الى عرقين، احدهما امازيغي، والثاني عربي من القبائل المهاجرة منذ قرون من موريتانيا ودول شمال افريقيا، وتقوم حياتهم على التنقل الحر طلبا للرعي، غير منصاعين للأحكام المركزية ما جعلهم في شبه عزلة، كما حرموا من التنمية، اما الصراع والعمل المسلح فيرجع الى ستينيات القرن، اي منذ حصول مالي على الاستقلال، حيث طالب وجهاء الأزواد وأعيانها بالانفصال التام عن مالي، غير ان نظام الرئيس المالي الأسبق موديبو كيتا أجهض ذاك الطموح، اما في السبعينات انتقل العديد منهم الى الجزائر والدول المجاورة، متأثرين بالجفاف الذي أصاب البلاد وانخرط العديد منهم في المليشيات الليبية، وبعد عودتهم الى وطنهم في التسعينيات بدأ الصدام مجددا مع النظام المالي وأسسوا سنة 1990 حركة الأزواد.

لمحات تارخية في مسيرة الأزواد:

 1963 اندلعت اضطرابات انفصالية ضد الحكومة المالية في محاولة استقلال الأزواد وفصلها عن مالي.

1991 توقيع اتفاق تمنراست بين الجبهات الأزوادية والحكومة المركزية المالية.

1994 توقيع الميثاق الوطني بين الحكومة المالية والجبهات الأزوادية.

1996 نهاية الاشتباكات المسلحة بين الحركات الأزوادية وقوات الحكومة المالية.

2005 تأسست حركة التحالف من اجل التغيير واستأنفت القتال ضد الحكومة المالية.

2009 سلمت حركة التحالف من اجل التغيير أسلحتها ضمن تسوية تنافس على إعدادها كل من ليبيا والجزائر.

2010 تأسيس الحركة الوطنية الأزوادية.

2012 انطلاق المواجهات المسلحة للحركة الوطنية لتحرير الأزواد.