-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق تحقق في الأوضاع المعيشية للصحفيين لأول مرة

عمداء “السلطة الرابعة” في محتشد بائس بالعاصمة

الشروق أونلاين
  • 5408
  • 5
عمداء “السلطة الرابعة” في محتشد بائس بالعاصمة

“انظروا أين تعيش السلطة الرابعة.. هنا في غرف كالأوكار يسكن صحفيون وأقلام في جرائد كبرى.. هنا يسكن بعض صحفيي الشروق والخبر والمساء مع عائلاتهم، وبعض صحفيي التلفزيون والإذاعة، مخرجون ومنتجون ومنشطون.. انظروا أين تعيش السلطة الرابعة.. أكتبوا عنا.. قولوا للقراء ولجمهور الإذاعة والتلفزيون أين يعيش الصحفيون الذين يكتبون عن مشاكل الناس واحتجاجاتهم، ويلتقون الوزراء والشخصيات يوميا، ويلتقون رئيس الجمهورية والوزير الأول.. ينقلون لهم الأخبار الوطن”.. بهذه العبارات استقبلتنا زوجات الصحفيين في السكنات الأمنية.

  • “الشروق اليومي” تنقلت إلى السكنات الأمنية، وزارت عائلات الصحفيين وتحدثت إليهم، جزء من المأساة الوطنية.. يعيش في فندق المنار منذ ترحيلهم سنة 1993، كحل مؤقت، ولم يتم إسكانهم إلى يومنا هذا، إنهم عمداء وأقلام الصحافة الجزائرية، الذين تلقوا تهديدات إرهابية بالتصفية خلال العشرية السوداء في التسعينات، وتم ترحيلهم إلى الفنادق، وتفاجأنا عند وصولنا إلى ضيافة عائلات الصحفيين في السكنات الأمنية بأن جريدة “الشروق اليومي” هي أول جريدة تدخل ديارهم لإعداد روبورتاج عنهم، وأنه لم يتم أبدا في تاريخ الصحافة الجزائرية إجراء أي تحقيق أو موضوع عنهم.
  • الصحفيون يعيشون مع عائلاتهم في غرف ضيقة تشبه الأوكار
  • بينهم صحفيون في أكبر الجرائد الوطنية، ومنشطون ومخرجون كبار في التلفزيون الجزائري، ومنتجون في مختلف قنوات الإذاعة والتلفزيون، ومصورون ورسامون كاركاتوريون، ومصححون ومدققون في الأقسام التقنية للجرائد، ومركبون في التلفزيون وصحفيون في إذاعة القرآن الكريم، محشورون مع عائلاتهم وأبنائهم فيما يشبه غرف قريبة إلى  الأوكار بفندق المنار، لا تحتوي على مطبخ، ولا تصلح للعيش الكريم، ولا تتسع حتى ليتمدد فيها شخصان، ولا تتسع لا لخزانة ولا لسرير ولا لوضع أرائك فيها، ولا ينطبق عليها اسم الغرفة.
  • ودّع هؤلاء الصحفيون أهاليهم الذين توفوا ولم يستطيعوا حضور جنازتهم بسبب التهديدات الإرهابية، كما قضى العديد من الصحفيين نحبهم وسط جدران غرف تناستها الأيام، حيث وافتهم المنية بعيدا عن ذويهم، من بينهم الزميل “مدني شوقي” ومحمد عصامي رحمهما الله، اللذان شاءت الأقدار أن يتوفيا بعمارتين متقابلتين، بعيدا عن ذويهم، وحدثت وفاة الأخير في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، حيث عثر عليه جثة هامدة بغرفته، بعد أن لاحظ زملاؤه اختفاءه عن الساحة، فحطموا باب الغرفة فوجدوه ميتا منذ يومين، فيما تبقى وفاة الطفلة “وصال” راسخة في ذاكرة المقيمين بالمنار.
  • يطبخون في غرف الحمام أو في الشرفات
  • عائلات صحفيي السكنات الأمنية يطبخون في غرفة الحمام والشرفة، التي يغطونها بستائر طويلة تتدلى من أعلى الشرفة إلى أسفلها، لضمان عدم انكشاف حرمة زوجاتهم وبناتهم.. الرطوبة تسببت في تقشر الجدران واخضرارها، وأصبحت كأنها مبتلة، رغم أن كل عائلة هناك تحرص على إعادة طلاء غرفتها سنويا.. الأفرشة كلها بالية بسبب الرطوبة.. الأطفال هناك كلهم مصابون بالربو والحساسية، ويخصص صحفيو السكنات الأمنية ميزانية خاصة من راتبهم، شهريا، لشراء أدوية الربو والحساسية لأبنائهم.
  • حكايات وروايات رواها لنا هؤلاء الصحفيرن وزوجاتهم، عن مطاردة الإرهابيين لهم في سنوات التسعينات، وعن رسائل التهديد التي وصلتهم، وعن الأشخاص المجهولين الذين تتبعوا خطاهم لمعرفة مواعيد دخولهم وخروجهم، أو جاؤوا يترصدونهم في الحي الذي يسكنوننه، قبل أن تتصل بهم مصالح الأمن لإبلاغهم بأن أسماءهم موجودة في قائمة، وأعدتها الجماعات الإرهابية لتصفيتهم.
  • ويشتكي المقيمون بفندق المنار من تزايد انتشار الرذيلة وبائعات الهوى والفساد الأخلاقي، بشكل لافت، مما يؤثر سلبا على تربية الأطفال، حيث لا يمكن لعائلات الصحفيين الخروج من غرفهم أو التجول أمام الأجنحة ليلا بسبب المناظر المخلة بالحياء.
  • في حين صرح صحفي الشروق اليومي “ع.ح”: “كنا نعيش  في حي شعبي ببراقي مع العائلة عندما تلقيت تهديدا بالتصفية من الإرهابيين، وبلدية براقي عانت كثيرا من الإرهاب في سنوات التسعينات، حيث اغتالوا فيها 13 إعلاميا، قبل قرار إسكان الصحفيين في السكنات الأمنية، منهم “خديجة من الشروق العربي، والطيب بوترفيف من الإذاعة الوطنية رحمهم الله، ومصحح من جريدة الشعب، جاء أشخاص مجهولون يبحثون عني يرتدون معاطف جلدية، رغم أننا كنا في فصل الصيف، وأحذية رياضية، سألوا عني في الطابق الأرضي، الجيران أعطوهم كل المعلومات عن غير قصد، بعدها  اتصلت بي مصالح الأمن وأبلغت أنني في قائمة الصحفيين المهددين بالقتل، ليكون 9 جانفي 1994 أول يوم التحقت فيه بالفندق، لو خيرت آنذاك بينه وبين الموت لاخترت الأخيرة، لم نكن نتصور أن تقذف بنا الأقدار ونعيش ملتصقين بعالم الرذيلة مع أسرنا.
  • أطفالنا مصابون بالربو والحساسية ونصف راتبنا ننفقه في الأدوية
  • تقول زوجة الصحفي “ع.ح” من الشروق اليومي: “نحن محرومون من شراء الأثاث مثل كل الناس، محرومون من حياتنا العادية، ومن شراء أي شيء مهما كان صغيرا، لأنه سيزيد من ضيق الغرفة، نحن نتخبط في أوضاع مزرية، أبناؤنا كلهم مصابون بعدة أمراض، منها الربو والحساسية، زوجي ينفق شهريا نصف راتبه في شراء الأدوية، وفوق كل ذلك لا يمكننا استضافة أي أحد من أهلنا وأقاربنا”.
  • وتقول زوجة الصحفي “م” بجريدة الخبر: “نعيد الطلاء كل سنة لكن بلا جدوى، كلنا مصابون بالحساسية، رغم أننا تخلصنا من كل أفرشة الفندق، واشترينا أفرشة جديدة، ولكن لم يتغير شيء، فالرطوبة كبيرة، هذا الفندق لم يبن لتعيش فيه عائلات، بل يصلح لقضاء ليلة أو ليلتين في فصل الصيف، وقد رحلوا زوجي من فوكة  إلى هنا عندما كان أعزبا، وتزوجنا سنة 2004، وما زلنا نعيش هنا.. من منكم لا يعرف الصحفي “ع.م”.. انظروا السلطة الرابعة أين تعيش”، وأشارت بأصبعها إلى الغرفة الضيقة التي تكاد جدرانها تنطبق على ساكنيها من شدة الضيق.
  • وتقول زوجة الكاريكاتورست المعروف جمال نون “الأطفال يدرسون في مدرسة ابتدائية تبعد عن فندق المنار بثلاث كيلومترات، وهناك من الأطفال من ينتقل إلى متوسطات وثانوية باسطاوالي، حتى اضطر الصحفيون إلى الاتفاق فيما بينهم، وكراء حافلة تقل الأبناء”.
  • ويقول الصحفي بالتلفزيون الجزائري “مصطفى.هـ”: “نجوت من مجزرة بوفاريك في 31 ديسمبر 1994 في حين تم اغتيال الزميلين الصحفيين أحمد يسعد من التلفزيون الجزائري، والعاقل ياسر من جريدة المساء في هذه المجزرة، ومباشرة في اليوم الموالي، جاءت مصالح الأمن وطلبوا منا الرحيل من بوفاريك، وكنا آنذاك ثلاثة صحفيين”، في حين صرحت لنا زوجته “نسكن هنا منذ 16 سنة، هربنا من بوفاريك، لأن زوجي كان في قائمة الصحفيين الذين قررت الجماعات الإرهابية تصفيتهم”.
  • و”ش.ف” مركبة في التلفزيون الجزائري منذ سنة 1986 تقول ” كنت أسكن مع أهلي في سانتوجان عندما جاء أشخاص مجهولون يبحثون عني في العمارة التي أسكن فيها وقاموا بتهديدي، عندها أبلغت مصالح الأمن فقاموا بترحيلي إلى هنا سنة 1995″.
  • وصرح ممثل إدارة فندق المنار للشروق اليومي أن “عدد الغرف المشغولة من طرف الصحفيين يقدر بـ287 غرفة أو سكن أمني كما اصطلح على تسميتها، بفاتورة تقدر بـ9228514.00 سنتيم شهريا، منذ سنة 1993”.
  • إلا أن اللجنة الممثلة للصحفيين المقيمين بالسكنات الأمنية، أكدت لنا أن “العدد الإجمالي للصحفيين المقيمين في السكنات الأمنية لا يتجاوز 170، موزعين بين فندق المنار بـ138 صحفي، و10 في الشاطئ الأزرق، و7 في فندق الرمال الذهبية بزرالدة، و8 في فندق الميناء”.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • ali

    سلام الله عليكم
    ا ولا اترحم على شهداء نا الصحافين الذين ضحوا في سبيل البلاد و قول الحقيقة
    التضحية بالنفس موقف عظيم .و احيي كل الاقلام التى تتميز بها بلادي

  • zohir naples

    احمدوا ربي كاينة ناس مايش لاقية وين تسكن

  • بدون سكن

    عليكم العمل على نشر الأفكار التي تساعد على حل أزمة السكن منها تخفيض قيمة الدفعة الأولى والباقي قروض بدون فائدة

  • اسحاق

    ياخي ، نحن لانريد ان نعيش على ظهر الشعب ، ولكن لانقبل ان نكون اقل من الارهابي
    ولكن نرجو منك ، ان تتفضل وتزورنا ،حينها انا على يقين انك ستغير رايك.اما اننا نكتب على هموم الشعب ، فانا نفتخر بذلك

  • جزائري

    الستم جزءا من الشعب من يكتب عن هموم الشعب يجب ان يعاني مثله والا ما شعر بما يشعر به الشعب امانكم تريدون العيش على ظهر الشعب