-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفشل .. لم يكن خيارنا!!!

‬فوزي أوصديق
  • 4207
  • 0
الفشل .. لم يكن خيارنا!!!

الفشل لم يكن خيارا وبرنامجا للشعوب في ظل الحكومات والنظام العربي المتآكل، وما الثورات المتعاقبة والمتلاحقة على الانظمة العربية المهترئة إلا دليل على ان العديد منها اعتمد الفشل كخيار في ارساء برنامجه السياسي بعيدا عن هموم الشعوب، فالتخبط القائم في البرامج الحكومية والمشاريع التنموية بدون تناغم مع المجتمع في الجزائر وغيرها من الانظمة… مؤشر على درجات الفساد السياسي والزندقة السائدة، فرضا يمكن أان يكون لك من أرقى البرامج الا ان سوء اختيار الافراد القيادية، واللامبالاة، وسوء التسيير يجعل من خيارك خيارا فاشلا، وهذه النتائج منطقية وحتمية لا مفر منها.

  • فمن أسباب الثورات والاضطربات والقلاقل السائدة في العديد من الدول العربية نتائج بامتياز للانعكاسات السياسية الفاشلة والخيارات الغريبة عن طموحات شعوب المنطقة، والاحتقان المتركم لسنين.. فالفشل اصبح عنوانا بارزا على طول الخط في العديد من المجالات التنموية، والخيارات السياسية المعتمدة والعقبة للمتقين!!…
  • فالفشل اصبح ملاصقا لجميع التحركات والاستقراءات والقراءات المستقبلية، فالارقام الرسمية تدل على مؤشرات لا وجود لها في الواقع اليومي، فالبطالة في توسع، والفساد حتى النخاع، والعديد من المشاريع معطلة، وحياة وتعامل الافراد الادارية اقل ما يقال عنها ضنكة، والكل يتمنى ان لا يمرض لأنه لم يبق الا صحة الوجه، فالخدمات العامة حدث ولا حرج… الخ.
  • فالفشل لم يكون خيار الشعوب والافراد بقدر ما كان خيار الحكومات والانظمة!! فالارقام الجميلة حول نسب النمو للرئيس بن علي لم تصمد امام ثورة الياسمين!!، وحتى الكتاب الاخضر والزحف الجماهيري انفجر امام عزم احرار ليبيا واحفاد عمر المختار، فالخيارات التي تغطي الشمس بالغربال اصبحت مكشوفة.. بل اصبحت براميل فارغة.. كثيرة الصوت والضجيج… وقابلة للاشتعال في اي وقت؟؟؟
  • امام المشهد غير الواقعي للعالم العربي والجزائر خاصة، اصبح من الضروري الابتعاد عن دائرة الفشل، ولن يكون ذلك من خلال الكرامات، فعصر المعجزات انتهى ولكن من خلال الحوكمة، ومن خلال توسيع دائرة الحكم والابتعاد قدر المستطاع عن التحركات الفولكلورية على شاكلة ملفات المترو والترموى والقروض المسيرة وشعارات دولة القانون وتقريب الادارة من المواطن وحرية التعبير… كلها عناوين جذابة سقطت في مستنقع الخيارات الفاشلة اثناء التنفيذ..
  • وإنني أستعجب من بعض المسؤولين الفاشلين لما يجعلون الافراد يلهثون في بعض الاجراءات الادارية.. فيشعرون بقمة السعادة او انه بسعيه الفاشل اتبث انه مسؤول!!! وما اكثرهم في جزائرنا وفي مستويات متنوعة.
  • فالفشل بقدر ما لم يكون خيارنا كذلك لم يكون قدرنا، وإنما هي عادة ما تكون نتاجا لتراكم ازمات متعاقبة، وقد تكون منطلقاتها سياسية على شاكلة سرقة ارادة الشعب، او مصادرة صناديق الانتخابات.. ثم تتوسع لمجلات اخرى، والنتيجة اننا نخرج جيلا من القادة بعيدين كل البعد عن تطلعات الجماهير وخياراتها الحقيقية او بالاحرى فاشلون.
  • وأحيانا انعدام الثقافة الديمقراطية والكبت الممنهج والمقنن لحريات الرأي او التعبير وردع كل المخالف.. كلها تؤدي للفشل فيصبح السيد والسائد.
  • فالفشل -مثلا- لم يكن خيارنا في معادلة بعض الشهادات الجامعية بشهادات ادنى مما هو متعارف عليه عالميا.. والعجيب ان السلوك لما يحتوى في روحه نزعة الفشل، ثم اصدار قرارين مختالفين في ظرف خمسة عشر يوما!!. وخيارات الفشل والمعالجات الفشلة كانت حليفة العديد من الملفات مرورا بالسكر، ووصولا لتقنين الاسواق الفوضوية..
  • فالرؤية الاحادية، والزاوية السلبية لمعالجة الملفات الثقيلة، والارتجالية، والشخصنية عوامل مساعدة للفشل.. كل هذه التصرفات الفشلة ستضرب في الصميم هبة الدولة ومدى عدم احترامها.
  • فالهيبة لا تبني بالقرارات الفشلة والخيارات الافشل منها، بقدر ما تبنى باحترام خيارات الافراد، والعمل على ازالة الغبن عنهم، والاستماع لانشغالتهم، وأن لا تكون هذه التصرفات موسمية بقدر ما تكون ثقافة وسلوكا قائما ودائما، بحكم ان الهيبة، والخيارات الناجحة تبدأ من هذه المفاصيل.. فالبيئة والارضية ضرورية لأي عمل جاد وناجح…
  • واخيرا… التغيير قادم، والاصلاح زاحف، اما نكون من الناجحين ويذكرنا التاريخ، وإما نكون من الفاشلين فنكون لعنة الناس الى يوم الدين.. فلنتمعن وإليكم الخيار؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!