-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خلافاته مع السادات وبورقيبة والملك عبد الله دخلت التاريخ

القذافي .. عقدة الرؤساء العرب ” الأحياء منهم والأموات “

القذافي ..  عقدة  الرؤساء  العرب  ” الأحياء  منهم  والأموات “

“إنه صديق حميم لنفسه، عدو شرس، لغيره من الحكام العرب”، هكذا كان القذافي في كل تعاملاته مع الرؤساء العرب على مر العقود الأربعة التي تولى فيها السلطة، والمهدد اليوم بالسقوط في أي لحظة باسم الثورة؟!!”لأخي عبد الله، ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة.. أريد أن أطمئنك بأن لا تخاف وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذي كان الكذب وراءك والقبر أمامك وأنت الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا.. ولكن احتراما للأمة اعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى وأنا مستعد لزيارتك وأن تزورني”، هكذا خاطب القذافي الملك السعودي عبد الله في قمة الدوحة الشهيرة، بعد خلاف شهير بينهما، انتهى بإخراج خادم الحرمين الشريفين عن أعصابه، وشتمه للزعيم الليبي على الهواء مباشرة، لكن اعتذار القذافي له، المبطن برد الاتهام، لم ينته دون أن يمدح القائد الليبي نفسه قائلا : ” أنا قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين .. مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن أنزل لأي مستوى آخر وشكرا ” !.

               
السادات ..  حنشوف  يا  معمّر
الحقيقة، أنه ليس العاهل السعودي هو من يتصف بالصبر وحده مع العقيد القذافي، فقد سبقه إلى ذلك الزعيم المصري الراحل أنور السادات، الذي عاش كابوساً اسمه معمر، وذلك ما قبل وخلال حرب أكتوبر 1973، حتى انه كان يكتفي بالرد على مكالمات القذافي خلال تلك الحرب بالقول “ايوه  يا معمر ”  و ” حاضر  يا  معمر ”  و ” حنشوف  يا  معمر ”  و ” ما  تبعت  حد  يتابع  معانا  هنا  يا  معمر “.
كان السادات قد فتح قناة اتصال سرية خلال حرب أكتوبر مع هنري كيسنجر الذي كان وزيرا للخارجية الأمريكية ومستشاراً للرئيس الأمريكي فيما يخص قضايا الأمن القومي، ومنذ اليوم الأول أكد السادات أن حربه مع إسرائيل لن تتوسع وإنما جاءت لتحريك عملية السلام، فيما كان يروي السادات للرؤساء العرب خلاف ذلك ومن بينهم القذافي، والأخير كان يسرع للإعلان عن تطورات المعركة في المؤتمرات الصحفية والتجمعات الشعبية رغبة في كسب المزيد من الشعبية، وهو ما أثار الرئيس المصري أنذاك عدة مرات، حتى اضطر إلى الإجابة بصورة مقتضبة على مكالمات القذافي .
الزعيم الليبي كان أيضا، أول من اعترف بالانقلاب الذي حصل في تونس في 07 / 11 / 1987 على يد الجنرال زين العابدين بن علي، ونقلا عن كتاب بوب وودوارد “سي. آي. آي. الحروب السرية 1981 – 1987″، فإن القذافي كان يقيم علاقات حميمة مع زين العابدين قبل توليه الحكم وكان يغدق عليه المال، وجاء في مقال بعنوان “نافذة على تونس” في مجلة المرابطون في عددها أفريل/ماي سنة 1992، وبدون ذكر لصاحب المقال، أن زين العابدين وصل إلى الحكم “بأمر ومساندة أمريكية، حيث وُضعت قوات الأسطول السادس الأمريكي في حالة تأهب لضمان استلام بن علي الحكم،  الإبن  البار وصاحب  الخدمات  السابقة  للمخابرات  الأمريكية  في  بولونيا  والولايات  المتحدة ” ،  فهل  هي  المفارقة  أن يسقط  بن  علي،  ثم  حليفه  القذافي  مباشرة؟ !!
 
القذافي  أول  من  اعترف  بالانقلاب  على  بورقيبة
لقد كان القذافي أول رئيس يزور تونس بعد الانقلاب بشهرين، وذلك في الشهر الثاني من عام 1988، والجدير بالذكر أنه منذ تولي بن علي الحكم في تونس لم يدعم القذافي أو يدعو إلى ليبيا أي حركة معارضة تونسية، على خلاف عادته عندما كان الحبيب بورقيبة في الحكم. كما أن القذافي،  بعد  انقلاب بن  علي،  لم  يعد  يلاحق  تونس  للقيام  بالوحدة  أو  للمطالبة  بالجرف  القاري  الغني  بالنفط  في  خليج  قابس، كما  كان  يفعل  مع  بورقيبة .
ويوم 10 / 03 / 1970 انفصل القذافي عن الجنة الدائمة للتنسيق بين السياسات الاقتصادية لبلدان شمال افريقيا، والذي أُنشئ في الشهر الحادي عشر من عام 1964 بطنجة. وبدأ القذافي يرفع شعار الوحدة ويوجه تهديده خاصة إلى تونس، مما جعل بورقيبة يرسل الوزير الأول الباهي الأدغم  ووزير الخارجية  محمد  المصمودي  لحضور  احتفالات  الجلاء  عن  القاعدة  الأمريكية  هويلس  ولتهدئة  الأوضاع بين  البلدين .
وبينما عاد الوزير الأول، بقي وزير الخارجية ليكمل الاحتفال مع القذافي، بحضور جمال عبدا لناصر، ومما قاله عبدا لناصر للقذافي: “يا معمر لا ترتكب حماقة مهاجمة تونس، إني أعرفهم جيدا، فهم مجاهدون. وإن أردت يوما تحقيق الوحدة مع بلد عربي فحاول أن تنجزها مع التونسيين . وعندئذ خذ  رأي  المصمودي  فإنه  سيفيدك “.
ظل ضغط القذافي مستمرا على تونس حتى أوائل 1974، وبالتحديد في 12 /01 / 74، يومها عُقد في جزيرة جربة ما سمي “اتفاق جربة” وحصول الوحدة الاندماجية بين تونس وليبيا ومن ثَم نشوء “الجمهورية العربية الإسلامية”، وقد تولى بورقيبة رئاسة الجمهورية الجديدة وصار قائدا أعلى للقوات  المسلحة .
 
القائد  أراد  ذوبان  ليبيا  وتونس  في  البترول                     
وقد استغل القذافي أو لنقل أمريكا حب بورقيبة للزعامة واتصافه بجنون العظمة، حيث كان يطلق على نفسه “المجاهد الأكبر” للانقلاب عليه (علما أنه نفس المرض الذي يعاني منه القذافي الآن)!!.. ومن الواضح أن الغرض التكتيكي من هذا الاتفاق هو مد الجسور مع عملاء أمريكا في تونس  وإعداد الطبخة  معهم  وبشكل  رسمي،  ريثما  تتهيأ  الظروف  أو  تتهيأ  لتسلم  أحد  عملاء  أمريكا  الحكم  في  تونس .
وتأزم الوضع بشدة بين البلدين وكاد يصل إلى الحرب، خاصة بعد أن باشرت الشركة الأمريكية “باتس” أشغالها للتنقيب عن النفط، يوم 28 / 05 / 1977 تحت حراسة ليبية مشددة. وعندما تصاعد هذا الموقف تدخل القذافي يوم 02 /06 / 1977 وقال: “إن الحل التاريخي العادل يتمثل في الوحدة. لكننا لن نفكر أبدا في اللجوء إلى القوة. ومن الحلول الممكنة ما قاله لي بورقيبة، وهو يتمثل في اللجوء إلى التحكيم والخضوع لقراره. على أن أحسن الحلول يكمن في اندماج البلدين حتى يتمكن الليبيون والتونسيون من تقاسم البترول لا بالنسبة للجرف القاري فقط، بل في  الصحراء  بأسرها ” …  اندماج يحصل  اليوم،  لكن  في  الثورة  الشعبية  وليس  في  السلطة،  وتقاسم  البترول؟ !!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!