-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صومعة المنصورة..

الشاهد الذي تحدى الزمن

الشروق أونلاين
  • 10008
  • 1
الشاهد الذي تحدى الزمن

ظلت صومعة مسجد المنصورة شامخة، لم تغيرها السنون ولم يكسر اعتزازها وتفاخرها لا الزمان ولا الإنسان، وحدها الأعمدة تبقى منتصبة، فارعة الطول، تتقصى أخبار الأمصار وتتلصص بفضول على حكايات زوارها. بشكلها الممتد علوا وأضلاعها المسطرة بإتقان، ليتناقص عرض قاعدتها باتجاه الأعلى لينتهي بشرفات تحوي حجرات مزودة بشابيك للإضاءة، وهي موزعة على أربعة ارتفاعات أو مستويات، في الأول منها فتحة واحدة لها عقد اندلسي يرتكز على عمودين صغيرين، ونرى مثيلا لها في المستوى الثالث، أما المستوى الثاني ففيه ثلاثة عقود ولكن الأوسط منها هو المفتوح فقط، بينما نجد في المستوى الرابع مجموعة من خمسة عقود أندلسية تحملها ستة أعمدة.

قلعة المنصورة التي اندثرت معالمها بما في ذلك جامع المنصورة الذي بقيت منه فقط المئذنة. تعتبر صومعة المنصورة بتلمسان إحدى مآذن ثلاث شيدت في بلاد المغرب الأوسط، على غرار المئذنة الأندلسية الشهيرة التي شيدها الموحدون بإشبيلية، والمعروفة اليوم باسم الخيرالدا. يمكن القول بأن هذه المنشآت كانت صدى عميقا للطراز الأندلسي. 

منذ  استقلال الدولة الزيانية عن المغرب الأوسط ، جعل الزيانيون من تلمسان عاصمة لملكهم، فلم يعجب ذلك كلا الدولتين المرينية في المغرب والحفصية في تونس، ولم تغضا طرفيهما عن استقلال بني زيان بملك تلمسان فقام السلطان المريني أبو يعقوب بن يوسف بعقد الصلح مع ملوك النصارى في الأندلس وأمراء بني الأحمر في غرناطة، متنازلا لهم عن بعض الأقاليم والثغور الأندلسية التي كانت تحت وطأته، وشن على تلمسان عدة غارات متتالية سنوات (689هـ – 1290م) و(696هـ -1297م) و(697 هـ – 1298م). وإزاء هذه الهجمات المتكررة أنشأ بنو عبد الواد قلعة ضخمة عرفت بالمنصورة غرب تلمسان، للتحصن فيها من غارات جيرانهم، خاصة من بني مرين في المغرب الأقصى وأمراء الحفصيين في تونس، حتى أن الأمير الحفصي أبا زكريا نجح في اقتحام تلمسان وأجبر أميرها على الفرار منها في سنة 640هـ ورغم ذلك نجح بنو مرين غير ما مرة في اجتياح تلمسان، حتى أنهم استولوا عليها وضموها إلى بلادهم في عهد أبي الحسن علي بن أبي سعيد المريني في منتصف القرن الثامن الهجري. ومع تكالب الأعداء وأطماعهم أصبحت قلعة المنصورة مجرد أطلال ولم يتبق منها سوى أنقاض أسوارها، وصومعة مسجدها المتعالية. 

جدير بالذكر أن “بنو عبد الواد” الذين حكموا المغرب الأوسط أضعف هذه الدول، وأقربها إلى البداوة، ورغم ذلك فقد حكمت دولتهم هذه لمدة ثلاثة قرون تقريبا ”627 – 957 هـ ”، ”1326 – 1550م”، وعرفت في التاريخ باسم دولة بني زيان، وتعد الدولة الزيانية دولة جزائرية صرفة، إذ اتخذ بنو عبد الواد تلمسان عاصمة لهم وهم ينتسبون إلى بني واسين الزناتيين، وكانوا في أول أمرهم بدوا، ثم دفعتهم الغزوات الهلالية غربا، حيث أقطعهم عبد المؤمن بن علي جزءا من أراضي دولته في غرب الجزائر، وما إن ضعف سلطان الدولة الموحدية حتى قام أمير بنو عبد الواد وهو ابو يحيي بن زيان بإعلان نفسه أميرا مستقلا على تلمسان وما حولها ولكن هذا الاستقلال لم يتح لتلمسان أي قدر من الهدوء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • المريني

    قلعة وصومعة المنصورة بناهما المرينيون خلال حصارهما لتلمسان أما بنو زيان فهم من هدموها وخربوها بعد زوال الحصار فكفى من تزوير التاريخ

  • lotfi

    .N importe quoi!mansourah a été construite par les merinides

  • طاهر

    الظاهر أن زائرتنا لا تعرف تاريخ بلدها بحيث نسيت أن في الجزائر الحالية هناك علي الأقل في نفس الدولة الحماية وليست فقط تونس والمغرب.