برج الكيفان.. باريس الجزائر التي تحولت إلى بلدية منسية

تتميز بلدية برج الكيفان، أو باريس الجزائر، الواقعة شرق العاصمة، بطابعها السياحي والساحلي ونسيجها العمراني الاستعماري، تسمى باللغة العربية حصن الماء أي فور دو لو، حيث كانت الوجهة المفضلة للمعمرين الأجانب، ويظهر ذلك جليا باحتفاظها بالعديد من الفيلات القديمة التي يعود أغلبها إلى عهد الاستعمار، ويتخلل شريطها الساحلي شواطئ قبلة المصطافين والسياح خاصة في فصل الصيف أين تعرف إقبالا كبيرا من المصطافين سنويا، وعرفت البلدية خلال التسعينيات تطورا كبيرا للنسيج العمراني بصفة عشوائية.

تضم بلدية برج الكيفان المراكز العمرانية التالية: بني مرد، درقانة، بن زرقة، حي موحوس، حي راسوطة، الضفة الخضراء.. غير أن كل هذا لا يخفي حقيقة نقص المرافق العمومية والتهيئة الحضرية في العديد من الأحياء السكنية.

من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها الشروق بذات البلدية، وقفت على جملة من الانشغالات التي لا يزال قاطنوها ينتظرونها من السلطات المحلية التكفل بها من خلال تفعيل البرامج والمشاريع التنموية التي تأخرت بشكل كبير. وعند تنقلنا من حي إلى حي كان أول شيء لفت انتباهنا في جولتنا هو غياب سوق جواري داخل البلدية الذي يعد من المتطلبات الأساسية عند السكان. وهو الأمر الذي بات يعرقل حياتهم اليومية في ظل غياب سوق يلبي حاجياتهم اليومية قياسا بحجم السكان الذي عرف تزايدا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ما يجبر قاطنيها على التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل اقتناء مستلزماتهم. 

وحسب ما أشار إليه السكان الذين التقينا بهم عن مدى استيائهم وتذمرهم الشديدين من عدم إنجاز السوق يسهم في تلبية طلباتهم اليومية، كما أن البعض منهم لم يهضموا سبب عدم استفادتهم من أي مشروع لإنجاز سوق جواري لفائدة السكان بالرغم من الكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة، حيث باتت من أهم حاجياتهم الضرورية. كما أفاد المواطنون في سياق حديثهم بأنهم سئموا من الوضع من خلال التنقل إلى الأسواق المجاورة من أجل شراء لوازمهم اليومية على غرار سوق باب الزوار وبرج البحري، مشيرين إلى أنهم أضحوا لا يحتملون هذا الوضع الذي يكلفهم عناء كبير في التنقل من خلال المصاريف الزائدة التي يدفعونها يوميا على حد قول البعض، مؤكدين أنهم قاموا بمناشدة السلطات المحلية من أجل الإسراع في إنجاز سوق جواري من شأنه أن يخفف عنهم المعاناة اليومية في التنقل إلى الأسواق المجاورة لكن لا حياة لمن تنادى.

وقامت “الشروق” بالاتصال برئيس البلدية ببرج الكيفان، قدور حداد، الذي كشف عن غياب مساحة لإنجاز سوق بالبلدية.