-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منهم الضرير والمصاب بالتوحد وصاحب 8 سنوات

قراء صغار يبدعون في صلاة التراويح

نادية سليماني
  • 1559
  • 0
قراء صغار يبدعون في صلاة التراويح
أرشيف

تدُور منافسة روحية بالمساجد في رمضان 2023، بين قارئين صغار، لاستقطاب أكبر عدد من المُصلين في صلاة التراويح. والجميل، أن بعض القارئين الصغار لم يتجاوزوا سن الثامنة، في ظاهرة إيجابية، تُثبت تعلق الأجيال الجديدة بحفظ القرآن الكريم.

كثير من أطفال الجزائر، آثروا التفرّغ لحفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته، بدل اللّعب وعيش طفولتهم على غرار أقرانهم، وهو ما أهّلهم ليكونوا قارئين متميزين، يؤمون المصلين في صلاة التراويح، بل صاروا مطلوبين أكثر عبر مساجد الوطن، فخلال السنوات الأخيرة، باتت ظاهرة القارئين الصغار في صلاة التراويح لافتة جدّا، إذ يتزايد عددهم سنة بعد أخرى، وهو ما رصدناه في رمضان 2023. كما يحرص المشرفون على المساجد، على تشجيع الأطفال والمراهقين المتميزين في إمامة المصلين في التراويح.

عدنان 8 سنوات يؤمّ المصلين بالمسيلة
عبد الرّحمان عليق، قارئ لا يتجاوز عمره 14 سنة، ينحدر من ولاية بومرداس، خاتم لكتاب الله وحائز مراتب أولى في المسابقات المحلية، تفرغ خلال رمضان الحالي لإمامة المصلين في صلاة التراويح، والمميز أن قراءته تجعل المساجد ممتلئة عن آخرها، بفضل جمال صوته وإتقان تلاوته.
أما القارئ عبد العزيز سحيم، ورغم سنه الصغيرة، لكنه متقن جدا لتلاوة وقراءة القرآن الكريم، وهو ما أهّله ليكون من قارئي رمضان 2023، وهو ما توفر أيضا عند الطفل عدنان الذي لا يتجاوز عمره 8 سنوات، فهو حاضر بمساجد ولاية المسيلة قارئا في صلاة التراويح، ليصبح من بين أصغر القرّاء في الجزائر. وبولاية الشلف، يقبل المصلون وبكثرة للاستماع لقارئ لا تتعدى سنه 11 سنة، يؤمّهم في صلاة التراويح.

شريف.. طفل ضريرٌ وقارئ متميز
والطيب، أنه حتى أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، تميزوا في حفظ القرآن الكريم، بل وباتوا من القراء المتميزين في رمضان، ومنهم سليل مدينة المسيلة، شريف عقون، الذي لا يتجاوز عمره 13 سنة، وهو يعاني من إعاقة فقدان البصر، ومع ذلك أهّله اجتهاده في حفظ وقراءة القرآن الكريم وجمال صوته، ليتقدم المصلين في صلاة التراويح.

يُوسف.. مصاب بالتوحّد مؤنسه القرآن
أما الطفل المعجزة، يوسف حنشي، البالغ 13 سنة، المنحدر من ولاية تيسمسيلت، فهو مصاب بالتوحد، ولا يعرف في حياته سوى القرآن الكريم.
واعتبر إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول، في تصريحه لـ “الشروق” أنه في السنوات الأخيرة، لاحظنا كثرة الشباب المتعلق أو المختص بالقراءات بأنواعها، حتى في القراءات العشر، وحتى إن الإنتاج بات غزيرا ووفيرا في حفظ القرآن الكريم على مستوى المدارس القرآنية المنتشرة عبر الوطن، بل كثير منهم تفوقوا في مسابقات عالمية في حفظ وإتقان وتجويد القرآن الكريم، وهي حسب قوله “ظاهرة صحية بمجتمعنا”.
وقال محدثنا: “انعكست هذه الظاهرة الصحية والعلامة الطيبة لشبابنا المتعلقين بالقرآن الكريم، إيجابا، بعدما كنا في سنوات مضت، مثلا في الثمانينيات وما قبلها لا نجد القارئ، والواحد منهم ينتقل من مكان إلى آخر بحثا عن القارئ الجيد، حيث كانوا وقتها قليلين، والآن، كل مساجد الوطن سواء في المدن الصغرى أم الكبرى، إلا وفيها عدد طيب من القارئين، بين 6 أو 7 قارئين، يتعاونون ويتبادلون في ما بينهم في صلاة التراويح، بقراءة متقنة وفيها تنوع وحفظ.

إمامة الطفل تجوز في الصلاة النافلة
ومن الناحية الشرعية، يؤكد المنسق الوطني لنقابة الأئمة والشؤون الدينية، جلول حجيمي، أن الأفضل أن يكون قارئ صلاة التراويح شخص دخل في سن التمييز، أي تتوفّر فيه شروط البلوغ ومعرفته بشروط وآداب الصلاة. وقال: “قارئ صلاة التراويح، عليه أن يعرف الأحكام الشرعية للصّلاة، من آداب الوضوء وسجود السّهو وغيرها من الشروط، وهذا ما نتمنّى توفّره في هؤلاء الأطفال القارئين، وأن يكونوا متعلمين جيدا في هذه المسائل”.
أما من حيث الظاهرة وتشجيع الأطفال على حفظ القرآن، “فنقول إنه موضوع طيب”.
وأضاف حجيمي أنه يمكن للطفل أن يؤمّ صلاة التراويح باعتبارها صلاة نافلة، ولكن في صلاة الفرض “هذا الأمر لا يجوز شرعا”.
بينما رحّب محدثنا، بمختلف المسابقات للتباري في حفظ القرآن الكريم، التي تنظم دوريا، مؤكدا أنها “نافعة للأمّة وللأجيال القادمة، حتى تتمسك بالدين الإسلامي أكثر، في ظل المغريات الكثيرة في هذا العصر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!