-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيف تنصر نبيّك؟

سلطان بركاني
  • 1234
  • 0
كيف تنصر نبيّك؟

لقد سجّل التّاريخ الحديث أنّه وعلى على أيام الأديب المعروف طه حسين، قام أحد الخطباء المفوّهين في مسجد من المساجد يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين الأعمى، فكان ممّا قال في مدح ذلك الأمير: “جاءه الأعمى فما عبس بوجه وما تولّى”، يريد أنْ يعرّض بالنبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي قال عنه ربّه: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى)). فلمّا صلّى الخطيب بالنّاس قام الشّيخ محمّد شاكر وكيل الأزهر في زمانه وقال مخاطبا المصلّين: “أعيدوا صلاتكم فإنّ إمامكم قد كفر، لأنّه تكلّم بكلمة الكفر”، ويروي بعض من أدرك هذا الخطيب بعد ذلك، أنّهم رأوه بعد سنين مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة يتلقّى نعال المصلّين ليحفظها في ذلّة وصغار بعد أن كان عزيزا مكرّما.

إنّ الله تبارك وتعالى قد تعهّد بإذلال وعقوبة من تجرّأ على أنبيائهعليهم السّلامفقال جلّ من قائل في سورة الأنعام: ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)). انتقم سبحانه ممّن استهزأ بأنبيائه، وسينتقم ممّن يستهزئ بنبيّه عليه الصّلاة والسّلام، لكنّه جلّ في علاه يريد امتحان حبّنا لخاتم أنبيائه صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ هل سننتصر له كما ننتصر لأنفسنا وأهلينا، أم أنّنا سنخذله ونتقاعس عن نصرته؟

لقد صار لزاما على كلّ مسلم في هذا الزّمان وفي هذه الأيام أن يعلم علم اليقين أنّه يخوض امتحانا عسيرا يثبت فيه صدق انتمائه إلى هذا الدّين وصدق ولائه لهذا النبيّ الكريم، ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون)).

قد تتساءل أخي: وماذا عليّ أن أفعل؟ فأقول: بإمكانك فعل الكثير، إنّ الله يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم)).

إذا أردت أن تنصر نبيّك فعد إلى دينك؛ حافظ على صلاتك.. اترك التّدخين.. اترك سماع الغناء.. تخلّص من المال الحرام.. حافظي أيتها المؤمنة على حجابك.. احملي همّ تربية أبنائك.. إلى متى أخي المؤمن ستظلّ أسيرا لبضائع فرنسا التي جرّأتشارلي إيبدوعلى حبيبك؟ إلى متى ستظلّ عاكفا على مباريات الدّوري الفرنسي؟

فكّر أخي كيف ستقابل ربّك وبماذا ستجيب إذا سألك عمّا فعلته لنصرة نبيّك؟ بأيّ وجه ستقابل نبيّك يوم القيامة، وبأيّ عمل ستحشر في زمرته إن تخاذلت عن نصرته؟ ادع الله أخي المؤمن في صلاتك أن ينصر الإسلام والمسلمين.. ادع الله أن ينتقم لنبيّه من الظاّلمين.. ادع الله ولا تستهن بالدّعاء فإنّ نبيّك عليه الصلاة والسّلام يقول: (إنّما تنصرون بضعفائكم بصلاتهم ودعائهم).. ابرأ إلى الله من أعداء هذا الدّين وعادهم وخالفهم في عاداتهم وأخلاقهم وأحوالهم.

أخي المؤمن.. ماذا لو قامت صحيفة من الصّحف بالاستهزاء بأبيك، أتراك ستسكت؟ فما لك أخي لا تبالي ونبيّك قد سبّ؟ أنسيت أنّه عليه الصّلاة والسّلام قد قال: (لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين)؟

إنّ هذا الرّجل الذي تستهزئ به صحف أوروبّا ليس كأيّ رجل آخر.. إنّه الذي تحدّى العالم بأسره وصبر على الظّلم والأذية لأجل أن يصلك هذا الدّين.. إنّه الرّجل الذي جعله الله سببا لإخراجك وإخراج آبائك وأجدادك وأجداد أجدادك من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان.

 

بادر أخي وافعل شيئا ولا تحقرنّ من المعروف هيّنا؛ اكتب مقالة تدافع فيها عن نبيّك وأرسلها إلى إحدى الجرائد لنشرها. ابعث برسالة إلى سفارة فرنسا أو إلى عنوان الجريدة على شبكة الأنترنيت. شارك في الصّفحات التي تنصر النبيّصلّى الله عليه وآله وسلّموسجّل إعجابك بها، واكتب ولو عبارة تنتصر فيها لحبيبك. المهمّ ألاّ يمرّ عليك هذا الأمر دون موقف

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!