-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كوّن مدرسة "دفاعية هجومية" خاصة

مرزقان ظاهرة مونديالية تبخرت في ريعان الشباب

ب. ع
  • 1698
  • 0
مرزقان ظاهرة مونديالية تبخرت في ريعان الشباب

كل من يشاهد جوردي آلبا أو أشرف حكيمي، من الذين عايشوا مباريات مونديال 1982 في إسبانيا، إلا وتذكروا ما فعله شعبان مرزقان، في مباراة ألمانيا التاريخية، عندما كان يجري في آخر أنفاس المباراة، وكأنه عداء المئة متر ذهابا وإياب، فثواني بعد هدف التعادل للألمان، ومن ضربة الوسط مرّر بلومي لفرقاني الذي حوّلها لعصاد ثم لدحلب الذي قدم بسرعة كرة المباراة لصالح عصاد المنطلق، فرفع رأسه ومررها بدقة نحو بلومي الذي هزّ الشباك، أمام دهشة الألمان، الذين صعقهم مرزقان بنشاطه في الدقيقة الـ 74 حيث طار كالسهم من الدفاع إلى الهجوم دون أن يتمكن كل لاعبي ألمانيا من توقيفه أو اللحاق به، وبينما ظن الألمان أن شعبان مرزقان سيسدّد أو يُكمل مراوغا كما فعل في الطلعة الأولى التي حدثت عندما كان الخضر متفوقين بهدف واحد، مرّر كرة ساحرة لماجر، الذي سدد من حوالي 20 مترا، فمرّت بسنتيمترات قليلة على يمين شوماخر.

وتحوّلت المباراة بعد ذلك إلى معركة وقعت بين منتخب يريد تحقيق الانتصار مهما كلفه ذلك، وآخر صار يبحث عن التعادل بعد أن كان لاعبوه قد وعدوا صديقاتهم، بأهداف كثيرة، وخلال المباراة ارتطمت كرة واحدة بالعارضة، من رأس روباش، وكانت الفرص الأخطر من أقدام اللاعبين الجزائريين، الذي خرجوا كالأبطال بعد أن اكتسح بعض المناصرين الملعب، بينما عاشت الجزائر واحدة من أكبر أفراحها، في شوارع المدن والقرى، وهناك من صار يطالب بالفوز بكأس العالم، مادام مع المنتخب لاعب بحجم مرزقان الذي لم يتعدى عمره في المونديال 23 سنة، ليختفي نهائيا وكان الغائب الأكبر في مونديال المكسيك أمام حيرة عشاق اللعب الاستعراضي قبل أن يعتزل وهو في قمة العطاء.

وبعد نهاية المباراة أدلى المدرب الألماني في الندوة الصحفية، بتصريح قال فيه بأن الجزائريين لعبوا بذكاء، واعترف بأن اللاعبين الألمان أعمتهم الثقة بأنفسهم، رغم نصيحته لهم، وتكهن ببلوغهم الدور الثاني رفقة ألمانيا، أما محي الدين خالف فتحدث عن الربع ساعة الأول الذي أخاف اللاعبين، واعتبر الخطة المعدّة لمواجهة الألمان هي مفتاح الفوز، ثم ذكر للصحافيين العالميين فوزا حققه الخضر على ألمانيا عام 1964، ولم يزد بلومي عن كلمة واحدة وهو إهداءه الفوز لوالديه وللشعب الجزائري بمناسبة الذكرى العشرين للاستقلال.

خرج الجزائريون بعد الفوز إلى الشارع تلقائيا، كما لم يفعلوا في تاريخهم في احتفالات كبيرة، وحتى في سوريا وفي مصر والعراق وتونس وليبيا خرج الآلاف احتفالا بانتصار الجزائر على ألمانيا الغربية، وهو أول انتصار عربي وإفريقي على منتخب بلد فاز بكأس العالم في المونديال، في الوقت الذي فازت النمسا على الشيلي، في نفس الفوج الثاني بهدف نظيف سجله شاشنير في الدقيقة 21 أمام 22 ألف متفرج، كان يكفي الفوز على النمسا المنتخب المتواضع مقارنة برفقاء ماجر ليحقق الخضر التأهل مباشرة للدور الثاني، من دون انتظار المقابلة الثالثة وكانت كل الترشيحات تصبّ في خانة الخضر، حتى النمساويون كانوا في أشد حالات الرعب بعد أن أبدع مرزقان وحرمته العارضة من هدف محقق، والغريب أن مرزقان بعد العودة إلى الجزائر، لم يغامر في عالم الاحتراف عكس بن ساولة وماجر وقندوز وعصاد، وبقي هنا إلى أن اعتزل شابا، وأضاعت الجزائر لاعبا فريدا… في العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!