-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحكومة تتجه إلى اعتماد مشروعي قانوني مالية تكميليين

إجراءات “طوارئ” لتخطي أزمة البترول وشحّ المداخيل

سميرة بلعمري
  • 11508
  • 13
إجراءات “طوارئ” لتخطي أزمة البترول وشحّ المداخيل
الشروق أونلاين

تعتزم الحكومة اعتماد مشروعي قانوني مالية تكميليين للقانون الأولي، إذ استعجل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حكومة عبد العزيز جراد إعداد أول مشروع قانون تكميلي يتضمن في مرحلة أولى الجانب التشريعي، أي كل ما يتعلق بالإجراءات التي بإمكانها أن تحرر مبادرات الحكومة الحالية وتعبد طريقها لتطبيق مخططها المتضمن برنامج الرئيس، وتنزع الألغام التي وضعتها حكومة الوزير الأول السابق نور الدين بدوي.

كشفت مصادر حكومية أن الوزير الأول عبد العزيز جراد طالب وزير المالية عبد الرحمان راوية بالتسريع في إعداد مشروع قانون المالية التكميلي الكفيل بتحرير الحكومة المكبلة بموجب مضامين قانون المالية الأولي، وقالت المصادر أن التقلبات التي سجلها الاقتصاد العالمي المتأثر بزلزال انتشار فيروس كورونا جعل الحكومة تميل الى خيار استثنائي لم يسبق للحكومات السابقة وأن لجأت إليه، ويتعلق الأمر بإعداد مشروع قانون مالية تكميلي أول يكفل للحكومة التحرك ورفع العقبات التي تواجهها في عملية التسيير وتطبيق مخطط عملها، في أقرب الآجال، على أن يتم اعتماد مشروع قانون مالية تكميلي ثان يتضمن مؤشرات الاقتصاد الكلي والمالي وآفاق النمو الاقتصادي في الجزائر.

وحسب المصادر، فإن إطارات وزارة المالية بحاجة إلى قراءة متأنية في مؤشرات الاقتصاد العالمي الذي شهد تقلبات سريعة لم تكن في الحسبان، والتي انعكست بانهيارها على سوق النفط الدولية وجعلت الأسعار تتراجع بشكل محسوس، بسبب الصراع والحرب بالوكالة الدائرة بين أكبر الدول المنتجة للبترول – روسيا والسعودية – والتي جعلت سعر برميل البترول يتهاوى إلى 36 دولارا، وذلك حتى تتمكن إطارات وزارة المالية من ضبط مؤشرات الاقتصاد الكلي والمالي للمرحلة اللاحقة ستتضمنها نسخة ثانية لمشروع قانون مالية تكميلي، من المرجح أن يكون جاهزا بداية السداسي الثاني من السنة الجارية.

مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2020، الأول الجاري تحضيره، يعمل معدوه على توفير التمويلات الضرورية للأعمال المستعجلة وذات الأولوية، إلى جانب إسقاط بعض المواد التي حملها قانون المالية الأولي، والتي سبق وأن وصفها عبد العزيز جراد بالأحكام “التمييزية”، كما سيحمل مشروع القانون إجراءات جبائية تحفيزية لصالح المؤسسات وإجراءات قانونية قاعدية أخرى ضرورية لتطهير مناخ الأعمال وتحسينه وإعادة بعث الاستثمار، ويتعلق الأمر تحديدا بقاعدة الاستثمار أو ما يعرف بقاعدة 49/51 التي سبق وأن أسقطتها الحكومة السابقة، ولفت الإسقاط بضبابية جعلت إسقاطها بحاجة إلى نصوص تنظيمية عندما جعلت إسقاطها مستثنى بالنسبة للقطاعات الإستراتيجية والتي عجزت عن تحديدها.

مشروع قانون المالية التكميلي الجاري إعداده سيضمن تطبيق إعفاء أصحاب الأجور أقل من 30 ألف دينار من دفع الرسم على الدخل، والذي يعد أحد أبرز تعهدات الحملة الانتخابية للرئيس تبون، الذي ألزم الحكومة بالإبقاء على التزامات الدولة في مجال الدعم الاجتماعي وتمويل التنمية رغم انعكاسات فيروس كورونا على أسعار البترول، وإن كانت التخصيصات المالية الموجهة للتحويلات الاجتماعية التي تتجاوز 1700 مليار دولار في قانون المالية الأولي تضمن للحكومة تغطية جانب الدعم، فميزانية التجهيز تفرض على الحكومة الاجتهاد في حال التمسك بخيار تمويل التنمية الاجتماعية التي تبقى مكلفة للخزينة العمومية. الوزير الأول عاد في آخر اجتماع للحكومة الى ملف تسيير المالية، وذكر بضرورة التسيير بطريقة احترازية ورصينة كإطار مرجعي لتنفيذ الحكومة لمخطط عملها ومواجهة انهيار أسعار البترول، وإن تفادى جراد استخدام مصطلح التقشف في مخاطبة الحكومة، إلا أنه حذر وزراءه صراحة من الإسراف في استخدام الموارد وألزمهم بعقلنة نفقات التسيير والتجهيز، بعد أن صارحهم بتراجع موارد البلاد من العملة الصعبة، الأمر الذي يؤثر سلبا على الميزانية، ويستلزم إجراءات ذات طابع ظرفي وهيكلي لتقويم الوضعية المالية التي لم تعد بخير قبل سنوات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • عبد السلام

    أزمة البترول لن تتوقف حتى يصل سعر البرميل إلا 10 دولارات والمتسبب في هذه الأزمة هي الدول المنتجة والمصدرة لهذه المادة . لأن هناك ضغوطات من الدول الكبرى على هذه الدول ( أي الدول المنتجة لهذه المادة ) وهذه الدول الكبرى تريد أن تبقي كل دول العالم تسير تحت سيطارتها والدليل على ذالك مرض كورونا من أين دولة بدأ ينتشر . وقد أحدثة هذا الوباء هلع في كل دول العالم ..؟

  • sam

    creer un impot sur les haut revenu pour compenser la suppression de irg et impose les fortunes depassant les 50 millions de da au lieu de 100 millions a impot sur la fortune

  • نور الدين عبدلى

    تتجاوز 1700 مليار دولار في قانون المالية الأولي وين تلقاو هذا المبلغ يالخاوة

  • ramid

    و ماذا بوسعها أن تفعل هذه الحكومة الرديئة و الغير شرعية في مثل هذه الظروف؟ فاقد الشيء لا يعطيه. كل هذه الرقصات و المزعبلات ما هي إلا مناورات للتمويه و الخداع كما اعتاده الشعب مع هذا النظام الفاسد الغير مؤهل لتسيير شؤون البلاد.

  • عبد السلام

    إذا كان الاقتصاد الوطني مبني على الريع البترولي و هو الآن في الحضيض ، فلابد من الرجوع إلى الاكتفاء الذاتي و دعم الفلاحة للنهوض بالانتاج المحلي و تامين الغذاء للشعب و الكف عن استيراد القمح و بلادنا واسعة شاسعة فمثلا ولاية الوادي تنتج من "الرمل " أزيد من 180 ألف قنطار موسميا من زراعة الفول السوداني زيادة عن الانتاج الهائل من القمح و الخضروات ... لابد من الرجوع إلى الثورة الزراعية التي تبناها الراحل هواري بومدين .

  • ابن الجبل

    " البقرة الحلوب" قد جف ضرعها ، ولم يبق لنا ، الا ماادخرته العصابة ، التي كانت تحلب خلال 20 سنة الماضية . لما كان البترول يباع ب 120 دولار للبرميل الواحد . وادخرت آلاف المليارات في خزائن أجنبية ...فهل يفي الرئيس بتعهداته ، خلال الحملة الانتخابية ،باسترجاع الاموال المنهوبة ؟!.

  • احد الجزائريين

    و اين الاموال المنهوبه التي قالوا انهم يعرفون مكانها اثناء الحمله الانتخابيه و وعدوا باسترجاعها في حال الفوز في الانتخابات

  • سس

    الع
    الغام بدوي؟ ههههه...أمركم عجيب...تحرير الحكومة؟؟؟ راسي يوجعني ما فهمت والو والفاهم يفهمنا...لا قانون ولا شيئ..الامر بسيط...يتعلق بربط الحزام على المواطن و الصلاة والسلام...زيرو السنتورة يا فقاقير...بصح الكروش خاوية حتي السنتورة ماتشد..امالا ردو بالكم شدو السروال باليد.

  • مالك

    لا يجب أن يتوقف الحراك حتى تسقطون ايها الفاشلون كرهنا من وعودكم والله لا تصلحون حتى لتسيير مؤسسة صغيرة لأن لا كفائة لكم

  • جزائر العجائب

    يوم تتجرأون على تشخيص الأزمة الاقتصادية تشخيص دقيق يومها قد تكون بداية الحل أما وأنتم لا زلتم في نفس سياسات الحكومات السابقة : شراء السلم الاجتماعي بتخصيص الملايير لعدم أسعار المواد الغذائية كالحليب والخبز .. لترمي في المزابل وتوزيع ال 5000 دج في كل شهر سبتمبر على أولياء التلاميذ الذين ينفقونها في التفاهات : كتعبئة هواتفهم ... ليتعمدوا ارسال أبنائهم الى المدارس دون حتى أقلام لا تتجاوز أسعارها 15 دج ... الخ وتوزيع الملايير "كهبات وهديا " على شباب الأونساج لشراء سيارات التحواس ليطلقوا على أنفسهم تسمية " ضحايا " يطالبون بمسح ديونهم .... الخ فالأزمة ستتواصل والحل بعيد المنال

  • ابو الفتوح

    السلام عليكم الجزائر؛ غنية بالثروات والموارد الاقتصادية والطبيعية التي يمكن أن تقودها إلى قائمة الدول الأكثر ثراء في العالم، إلا أن مؤشرات اقتصادها والأوضاع المعيشية لسكانها تنحدر نحو الأسوأ يومياً، في ظل إجراءات حكومية باهتة للخروج من عنق الزجاجة ونحن مثل قطر دولة غازية لم تتاثر بالانخفاض سعر البترول وسياسة التخويف سئمنا منها وسياسة احتقار هدا الشعب انتهت ونحن نعرف ما نملك من الثروات ولم نستفيد منها ونحن شعب اصبحنا اكثر وعيا نريد فقط ان ترحلوا عنا ونكون بخير ان شاء الله.

  • TADAZ TABRAZ

    الحكومة تتجه إلى اعتماد مشروعي قانوني مالية تكميلي لتخطي أزمة البترول وشحّ المداخيل... وكأن مشروع قانون المالية التكميلي بقرة تحلب لنا ما نحتاج من المداخيل والملايير لاستيراد حاجياتنا والحقيقة أن الكل يعلم بأن الجزائر ليس لها أي خيار باستثناء الاستدانة أو العودة الى ابتكار الحكومة السابقة أي التمويل الغير التقليدي أي طباعة الأموال بما أننا لا نملك أي مصدر اخر للمداخيل باستثناء تصدير المحروقات التي ضرب الزلزال بيتها وبقوة 12 درجة على سلم ريشتر

  • SoloDZ

    تأميم مسروقات الخونة من ارصدة وشركات وعقارات وبيعها في المزاد العلني سيكون احد انجع الاجراءات تواجهون به الفترة هذه وستكون عصافير كثيرة بحجر واحد اولهها استرجاع مال الدولة ثانيها عقاب للفاسدين ثالثها تحصيل اموال للخزينة كيما دار بين قوسين ابن سلمان حين استرجع مئة مليار دولار من الذين اسماهم الفاسدين وهو رقم جيد اما عندنا فيمكن ان تسترجع الدولة اضعافه لان المنهوب فاق الخيال ثم انها احدى وعود الرئيس في حملته الانتخابية واليوم ومع ظهور ازمة تلوح في الافق لدى الدولة السبب الوجيه في مباشرة عملية التأميم والاسترجاع ودون هوادة لا تسامح ولا رحمة ولا رأفة ولا شفقة ولا عفو ولا تخفيف ولا غض طرف ولا تفريق