-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعارها تضاعفت خمس مرات منذ بداية جائحة كورونا

الأعشاب الطبية لم تعد في متناول الجزائريين

الشروق أونلاين
  • 1629
  • 1
الأعشاب الطبية لم تعد في متناول الجزائريين
ح.م

تعرف أسعار مختلف الأعشاب الطبية بولاية بسكرة ارتفاعا قياسيا وجنونيا غير مسبوق لاسيما تلك التي أصبحت ذات استهلاك واسع لاعتقاد أصحابها بفائدتها لدعم المناعة والوقاية من مختلف الأمراض كدواء بديل أو مدعم للأدوية الصناعية المعروفة خصوصا في زمن انتشار وباء كورونا وتضاعف الحاجة إلى المضادات الحيوية الطبيعية. فسعر مادة الزعتر ارتفع بمقدار 400 بالمائة تقريبا خلال الأشهر الأخيرة فقط ليصل سعره اليوم بين 4000 و5000دج للكيلوغرام الواحد بعد أن كان سعره لا يتعدى 1000 أو 1500 دج قبل جائحة كورونا.

كما أن بقية الأعشاب أو المواد كالقرنفل والزنجبيل والبابونج وغيرها ارتفعت أسعارها هي الأخرى وبنسب كبيرة ومتفاوتة لتصبح في غير متناول الجميع سواء الميسورين أو الفقراء المحتاجين، ومرد كل ذلك حسب أصحاب المحلات المتخصصة في بيع هكذا أعشاب هو استمرار غلق الحدود وعدم القدرة على الاستيراد حسبهم خصوصا وأن العديد من هذه الأعشاب والمواد فهي مستوردة من الخارج سواء من دول الجوار أو من عديد الدول المشهورة بإنتاج هذه الأعشاب كالهند وإيران وغيرها.

وإذا أضفنا لهذه الأعشاب غلاء أسعار مواد أخرى تستعمل في الطب البديل كمادة العسل وزيت الزيتون والسمن الطبيعي والتين المجفف فإن كل ذلك جعل من التداوي بالوسائل البديلة والتقليدية المعهودة لدى الجزائريين في غير متناول أغلب العائلات، فالأسرة الجزائرية سواء في الأرياف أو في المدن ظلت تستعمل الأعشاب الطبية للتدواي من عديد الحالات الصحية وخاصة منها نزلات البرد وتقوية المناعة وتسكين مختلف الآلام البسيطة باستعمال الأعشاب المعروفة لدى العامة لرخص ثمنها وقلة خطورتها على الجسم حسبهم باعتبارها مواد طبيعية مائة بالمائة، غير أن جائحة كورونا والحاجة إلى تقوية المناعة أكثر، جعل العائلات الجزائرية تضاعف من استعمال هذه الأعشاب الطبية والطبيعية وكذا عديد المواد التي تستعمل في إطار الطب البديل.

غير أن الجميع بات يصطدم في الآونة الأخيرة بالارتفاع المتواصل لأسعار جميع هذه المواد مما يجعل اقتناءها صعبا إن لم نقل مستحيلا ليس لدى العائلات الفقيرة والمعوزة فحسب، بل الأمر أصبح مستحيلا وصعبا حتى على العائلات ذات الدخل المتوسط. فلاقتناء المواد التي تدخل في تحضير شراب الزعتر المدعم بالنعناع والقرنفل مثلا كان لا يتطلب سابقا سوى مبلغ زهيد قد لا يتعدى 200 دج على الأكثر، ولكن اليوم تضاعف هذا المبلغ مرات عديدة، فـ100 غرام من الزعتر التي كانت تباع بـ100 دج أصبحت تباع اليوم بين 400 و500 دج، ونفس الشيء بالنسبة للقرنفل والبابونج والحلبة وغيرها.

كما أن استمرار غلاء أسعار العسل الذي يحلق دوما بين 4000 و4500 أو حتى 5000 دج بالنسبة للنوعيات العادية وأسعار زيت الزيتون الذي لا يقل لتره الواحد عن 750 و800 دج والسمن الحيواني الطبيعي الذي يباع محليا بين 2500 و3000 دج للكيلوغرام، كلها أسعار تجعل من الصعب جدا تأمين وصفة علاجية طبيعية ضد الزكام الموسمي أو لتقوية المناعة أو حتى للاستهلاك العادي.

وأمام هذه الوضعية، أصبح التداوي بالأعشاب فيما يعرف بالطب البديل أغلى بكثير من الطب العادي، ليبقى الخاسر الأكبر هو المواطن البسيط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سمير

    اللهفة هي سبب عداب الجزائريين. ان غلى الشيء امتنعو عنه يرخص يجب ان تكون عندنا تقافة استهلاكية