-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حلم ظلّ عالقا في نفس الكثيرين

الظفر بلقب “الطبيب” يجرّ جزائريين إلى قاعات امتحان البكالوريا من جديد

كريمة خلاص
  • 1053
  • 0
الظفر بلقب “الطبيب” يجرّ جزائريين إلى قاعات امتحان البكالوريا من جديد
ح.م

يجرّ تحقيق حلم تخصص الطب عشرات الطلبة الجامعيين إلى تجديد عهدهم مع امتحان شهادة البكالوريا هذه السنة، حيث طرق هؤلاء أبواب قاعات الامتحان واختلجت أنفسهم لهفة وخوفا وقلقا من جديد وهم يقدمون إجاباتهم على الأسئلة المقدمة إليهم وكأنهم يجتازون الشهادة لأول مرة…

البعض منهم حديث العهد بالحصول على شهادة البكالوريا ولم يمض عليه سوى عام أو عامين، لكن الغريب هو الحنين والإصرار الذي لم تنل منه السنوات الطوال، فبعد أكثر من 10 سنوات من الحصول على البكالوريا الأولى لا يزال الكثير “متقوقعين” حول حلمهم، حيث استجمع هؤلاء جهودهم وعزمهم لعيش التجربة مجددا والظفر بلقب “الطبيب”.

“هديل/ن” واحدة من هؤلاء تقدمت لاجتياز شهادة البكالوريا لثاني مرة على التوالي بعد فوزها العام الفارط بمعدل لم يرضها ولم يسمح لها بالتسجيل في كلية الطب مثلما حلمت بذلك لسنوات طويلة وهو ما جعلها تعيد الكرة ثانية وكلها أمل في النجاح…

تقول هديل القاطنة بولاية بومرداس بنبرة قلقة متوترة أتمنى من كل قلبي تحقيق حلمي في أن أكون طبيبة، فأنا لا استطعم الدراسة الجامعية في غير التخصص الذي أردته رغم انه جيد “رياضيات-إعلام آلي”.

بدوره “فاتح/خ” يجتاز هذه الأيام امتحانات البكالوريا، رغم تفوقه العام الماضي بمعدل نجاح 15 من 20 إلا انه لم يمكنه من افتكاك تخصص الطب كما سعى لذلك، حيث وجه نحو الصيدلة ورغم أنها غير بعيدة عن تخصصه، إلا انه أبى إلاّ أن يجرب حظّه في هذه الدورة وكلّه إصرار على إحراز معدل أعلى.

أمّا “نسرين/ع” من شرق العاصمة فتجربتها مختلفة تماما، حيث تكرر التجربة في هذه الدورة للمرة الرابعة على التوالي بعد اقترابها الوشيك في كل عام من نيل المعدل المطلوب لدخول كلية الطب وهو ما عزّز من إصرارها على المواصلة إلى غاية تحقيق مرادها…

شاب آخر في الـ40 من العمر بدا اكبر سنا من نظرائه في قاعة الامتحان وهو ما لفت إليه الانتباه والفضول من قبل زملائه في قاعة الامتحان، وبعد أن سئل عن الأسباب، تبين انه حاصل على شهادة ليسانس في غير التخصص الذي ارتضاه لنفسه ما جعله يجرب حظه مع الطب بعد سنوات من النضج والخبرة العلمية والمهنية.

وانتقد مختصون اجتماعيون ونفسيون وحتى بعض المدربين في التنمية البشرية نموذج التفكير السائد لدى تلاميذنا وأوليائهم ممن يعتقدون أنّ الطب هو التخصص الأمثل الذي يجب أن يلجأ إليه جميع المتفوقين ويدفعون أبناءهم نحوه.

وأوضح في هذا السياق كمال تواتي، إمام ومصلح اجتماعي، أنه ليس بالضرورة أن يكون أبناؤنا جميعا أطباء حتى نقول أنهم ناجحون في مسارهم التعليمي، مؤكدا أنّ الأمر يتعلق بميولات وقدرات متفاوتة من شخص لأخر، وفق نفسية الممتحن والتخصص وأهليته.

ويرى تواتي أنّ الحكم المطلق ضد تصرف هؤلاء يكون مجحفا بعيدا عن مراعاة ظروف كل واحد منهم، فقد يكون الأمر حلما مشروعا وقد يكون له دلالات عائلية أو نفسية أو مهنية أو اجتماعية.

ولكن هذا لا يعني، حسب المتحدث دوما، أن يتحول تكرار البكالوريا والتمسك بحلم الطب إلى هوس وعناد اجتماعي أو عائلي، بما يشكل ضغطا على الأبناء في “سوق” النقاط والعلامات بحثا عن الصفة الرفيعة.

ويستطرد المختص أنّ الإنسان عليه أن يعمل مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام “اعملوا فكل ميسر لما خلق له”، موضحا أن الله قد يريد لعبده أمرا آخر لا يعلمه هو.

وفي الختام أفاد تواتي بأن العلم لا ينحصر في الشهادات الجامعية والمقاعد الدراسية ولا ينتهي بالحصول عليها، بل هو مطلوب في كل مراحل العمر وفي كل مجالات الحياة وخارج أسوار الجامعات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!