العالمة الجزائرية ياسمين بلقايد تنضم إلى أكاديمية العلوم العريقة

التحقت رسميا عالمة المناعة الجزائرية، ياسمين بلقايد، بالأكاديمية الفرنسية للعلوم بعد انتخابها العام الماضي ضمن قائمة تضم 18 عضوا جديدا، للانضمام إلى هذه الأكاديمية العريقة التي يعود تأسيسها إلى عام 1666.
وعلقت ياسمين بلقايد على دخولها إلى الأكاديمية في منشور لها على منصة “لينكدإن”: “في الرابع من جوان، تشرفتُ بالانضمام رسميًا إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم. وقد تشرفتُ بذلك بشكل خاص في هذا العام الذي انتُخبت فيه، ولأول مرة، أغلبية من النساء.”
وقد نظم هذا الشهر حفل استقبال رسمي على شرف الأعضاء الجدد في معهد فرنسا. وتعد الأكاديمية الفرنسية للعلوم واحدة من خمس أكاديميات تابعة لمعهد فرنسا، إلى جانب الأكاديمية الفرنسية، وأكاديمية النقوش والآداب الجميلة، وأكاديمية الفنون الجميلة، وأكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية.
وتضم الأكاديمية عددا من اللجان المتخصصة التي تعنى بدراسة القضايا العلمية المعاصرة والمتقدمة، وتصدر بشأنها تقارير وآراء استراتيجية مستنيرة.
وتم انتخاب أعضاء الأكاديمية مدى الحياة، وذلك بعد ترشيحهم من قبل الأعضاء الحاليين، في عملية دقيقة تستمر قرابة عام.
وبذلك، تنضم ياسمين بلقايد إلى قائمة تضم 304 أعضاء، وهي الباحثة التي تشغل منصب المديرة العامة لمعهد باستور بباريس منذ 2 جانفي 2024، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس معهد باستور عام 1888.
وقالت ياسمين بلقايد في تعليقها “إن تكريس حياتي للبحث العلمي متعةٌ لا تُضاهى. إنها رحلة استكشاف، مليئة بالدهشة والأسئلة. اخترتُ استكشاف العلاقة الاستثنائية بين الجهاز المناعي والميكروبات.”
ولدت ياسمين بلقايد عام 1968 في الجزائر العاصمة، وهي ابنة أبو بكر بلقايد، وتحصلت على شهادة الماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا عام 1993. كما عملت في معهد باستور بالجزائر، قبل أن تتابع دراستها في فرنسا ثم الولايات المتحدة الأمريكية.
تعرف على رائدة علم المناعة الجزائرية التي تحصلت على جائزة مرموقة بألمانيا
وحققت ياسمين بلقايد إنجازات بارزة في مجالها العلمي، إذ كانت وراء اكتشافات أساسية ساهمت في تشكيل علم المناعة المخاطي. فمنذ أكثر من عشرين سنة، تصدّرت الأبحاث التي تسعى إلى فهم آليات تنظيم الجهاز المناعي عند الحواجز الطبيعية في الجسم.
وقد نجحت، على وجه الخصوص، في فك رموز دور هذا الجهاز في الحماية من مسببات الأمراض، والحفاظ على التوازن النسيجي في ظل وجود الفلورا الطبيعية (الميكروبات النافعة)، والمستضدات الغذائية، والعوامل البيئية الأخرى.
وسلطت أبحاثها الضوء على العلاقة المعقدة بين التغذية والالتهاب والمناعة، وكشفت عن التأثيرات طويلة الأمد لسوء التغذية على المناعة النسيجية. كما فتحت آفاقا جديدة بإبراز الدور الجوهري الذي يلعبه الميكروبيوم في الاستجابة المناعية ضد مسببات الأمراض واللقاحات.
وللتذكير، كانت الكاتبة الجزائرية البارزة آسيا جبار أول مغاربية وعربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية الفرنسية، شقيقة أكاديمية العلوم، بعد انتخابها في 16 جوان 2005.