بوصوف ينسحب من الترشح ويدعو زملاءه إلى مواصلة النضال

أعلن محافظ الدولة لدى مجلس الدولة، موسى بوصوف أحد مؤسسي النقابة الوطنية للقضاة، مطلع تسعينيات القرن الماضي، ونائب الرئيس السابق للنقابة، انسحابه من السباق لتقلد أي منصب في هياكل النقابة، مؤكدا في مراسلته الموجهة إلى القضاة، التي تحصلت الشروق على نسخة منها، أن قراره هذا جاء لتكملة نضاله المستمر منذ سنوات لأجل عدالة حرّة ومستقلة، وأيمانا منه بضرورة تسليم المشعل للشباب.

ودعا موسى بوصوف في رسالة انسحابه زملاءه خاصة منهم المنضوين تحت لواء نادي القضاة الأحرار، إلى ضرورة مواصلة النضال لتحرير جهاز العدالة، وأسدى لهم جملة من النصائح عند انعقاد الجمعية العامة لاختيار رئيس جديد للنقابة، المقرر انعقادها السبت، أولها ضرورة تعديل بعض مواد القانون الأساسي للنقابة، خاصة ما يتعلق منها بالعهدات الانتخابية لرئيس النقابة، حيث اقترح بوصوف أن يتم تحديدها بعهدة واحدة لمدة ثلاث سنوات غير قابلة للتجديد، وذلك لإلغاء العهدات المفتوحة التي كرسّها الرئيس السابق للنقابة الوطنية للقضاة جمال العيدوني، التي مكنته من التربع على عرش النقابة لمدة 14 سنة كاملة، إضافة إلى تعديل المادة الخاصة بطريقة انتخاب رئيس النقابة، الذي كان يتم تزكيته من طرف أعضاء المكتب الوطني فقط، وجعلها تقضي بضرورة انتخاب رئيس النقابة من طرف جميع المندوبين الحاضرين في الجمعية العامة، حتى يكون ممثلا لكل القضاة على المستوى الوطني، مع فتح مجال الترشح لجميع المندوبين الحاضرين خلال أشغال الجمعية العامة دون إقصاء أو تهميش.

كما ألحّ موسى بوصوف على ضرورة تعديل المادة الخاصة باستدعاء الجمعية العامة، وإلغاء احتكارها من طرف الرئيس، وذلك بتوسيع هذه الصلاحية إلى أغلبية أعضاء المجلس الوطني، أي الأغلبية البسيطة وليس بشرط ثلثي الأعضاء.

كما نصح موسى بوصوف زملاءه القضاة، بضرورة انتخاب أعضاء المكتب الوطني مباشرة بعد انتخاب رئيس النقابة، من القضاة الذين تتوفر لديهم النيّة الخالصة في الدفاع عن القضاة واستقلالية القضاء، وليس أولئك الذين ركبوا الحراك ـ حسبه ـ لتبييض صورتهم القاتمة، مؤكدا في ختام رسالته أنه على القضاة الالتفاف حول مطلبهم الذي يصب حول استقلالية جهاز العدالة، متمنيا صعود جيل جديد نزيه يتميز بالكفاءة، والصدق في العمل لإرساء دولة القانون والحق قولا وفعلا.

ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للنقابة الوطنية للقضاة دورتها الانتخابية يوم غد السبت لاختيار رئيس جديد للنقابة خلفا لجمال العيدوني المنتهية عهدته منذ منتصف شهر مارس الماضي، وكذا اختيار أعضاء المكتب الوطني، الذين ستكون مسؤولياتهم أكبر لمواكبة التغيرات الجديدة التي تعرفها الساحة الوطنية سياسيا، ومكافحة الفساد.