حسن الحسني …بوبقرة أو عندما يكون الضحك موهبة

حسن الحسني أو بوبقرة اسم خالد في ذاكرة الكوميديا الجزائرية، وواحد من القامات التي عجز الفن عندنا تكرارها أو إيجاد مثيل لها. يعتبر الممثل الذي بقي علامة راسخة وفارقة في الفن في بلادنا من مواليد شهر أبريل عام 1916 بمنطقة بوغار بولاية المدية الجزائرية زاول دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، وتحصل على شهادة التعليم الابتدائي وكان لوالده دورا في إثراء لغته الفرنسية.

عرف عن بوبقرة قدرته الخارقة في تقمّص شخصية الجزائري الريفي البسيط حيث أدى عدة شخصيات مثل “الڤايد بوشومارة” و”نعينع في المدرسة” و”نعينع” و”خمس هكتارات” و”الفاهم” و”سي بلقاسم البرجوازي”. لكن يبقى لقب “بوبڤرة” الأكثر شهرة والأكثر ترسخا في أذهان الجزائريين.

أهدى بوبقرة للسينما الجزائرية روائع عدة كما أهدى للكوميديا والتلفزيون أبرز الأعمال حيث قدم أزيد من 40 عملا سينمائيا. أولها فيلم المشعوذ سنة 1959 كما ظهر في “ريح الأوراس” و”حسن طيرو” و”الأفيون والعصا” و”الأسر الطيبة و”وقائع سنين الجمر” وكان آخر فيلم ظهر فيه بوبقرة هو فيلم “أبواب الصمت” لعمار العسكري. ورحل حسن الحسني أثناء تصوير آخر لقطاته في 25 سبتمبر 1987 حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة.

يرجع البعض الموهبة والإبهار الاذين تميزا بهما حسن الحسنة إلى غنى تجربته في الحياة فقد اشتغل حلاقا ببوغار ثم بالبرواقية وبقي كذلك إلى غاية 1947 ثم عمل مسيرا لقاعة السينما رفقة أخيه بلخير وهذا إلى غاية 1940. اشتغل في عدة مهن من 1947 إلى 1950 وأصبح ممثلا في المسرح البلدي رفقة محي الدين بشطارزي من 1951 إلى 1954. وشارك سنة 1936 في تأسيس جمعية (شمس) بمدينة البرواڤية.

كان مناضلا في صفوف كل من حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية وقد تعرض للتوقيف والسجن عدة مرات بسبب أعماله منها سجنه بجنان بوزريج ببشار سنة 1945، سركاجي بين (1945 1946) وما بين 1948 و1949 بسجن البرواڤية والبليدة.

بعد الاستقلال انتخب حسن الحسني نائبا بالمجلس الشعبي الوطني عام 1977.