-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رئيسٌ.. لله يا محسنين!

رئيسٌ.. لله يا محسنين!
ح.م

عملية البحث عن رئيس جديد للجزائر، مازالت تجري في فيافي سياسية معقدة ومظلمة في الجزائر، بين رئيس حكومة سابق، زكّى نفسه قبل أن يزكّيه الناس، وقرّر أن يقتحم النار، وهو يعلم بأنها لن تكون لا بردا ولا سلاما عليه وعلينا، ورئيس حكومة أسبق زكّى نفسه أيضا، إلا أنّه اشترط أن يقتحم المعركة ولكن من دون نار ولا سعير، وآخرين لم يُقنِعوا أنفسهم بما هم قادرون على فعله، فما بالك أن يُقنعوا عامة الناس.

من المخاطرة أن نحلم برئيس جديد، لا يمتلك من فنِّ السياسة وحسابات الاقتصاد، سوى مزيجٍ من الإرادة وحبِّ التغيير. ومن الجنون أيضا، أن نعود إلى كوابيس الماضي غير الجميل، ولكن ببعض التنازلات من كل الأطراف قد نصل إلى الحلِّ الأقل سوءا، لأن الجيد يتطلب تضحيات كبيرة جدا، وليس تنازلات “سياسوية” فقط.

الخلاف الحاصل في المسيرات الشعبية الأخيرة إلى درجة التراشق بالاتهامات، والخلاف الحاصل في قمَّة السلطة بحثا عن حل ينقذ البلاد والعباد والمتحكّمين في دواليب النظام، أمرٌ منتظر، وحصل في كل الثورات والحركات التحررية في العالم قديما وحديثا، فأغبى الشعوب من كانوا على مذهبٍ واحد لا خلاف بينهم، ولكن نجاح الثورات يقاس بجني الثمار وتجاوز كل العقبات من خلال التنازلات والاكتفاء بأهمِّ الانتصارات، وتحقيق ما تبقَّى منها على مراحل، خاصة إذا كانت هذه الإنجازات كبيرة ما كان يحلم بها أحدٌ منذ فترة قصيرة.

كل الإطلالات السياسية المرتبطة بالانتخابات الرئاسية القادمة، كانت مخيِّبة، فالسيد عبد المجيد تبون بالغ في “الأنا”، وقدّم نموذجا من الجرأة المبالَغ فيها، من رجل كان جزءا من الحكم فما استطاع، ويريد أن يكون كل الحكم ليستطيع، والسيد مولود حمروش اعتذر عن عدم المساهمة في إطفاء النار، من الذين طلبوا النجدة، ظنا منهم بأنه أصلحُ أو ربما آخرُ رجل مطافئ في بلد التهمه اللهب في كل مكان، فنأى بعض الناس بجانبهم وقرر آخرون المغامرة وقد يكون بعضهم من الذين أشعلوا النار.

وإذا كانت كل التقارير الاقتصادية الدولية قد حذرت من انهيارٍ وشيك وغير مسبوق لمستوى معيشة الجزائريين، فإن كل الطامحين في الرئاسة لا يمتلكون أيّ تصوّر ولا نقول أي حلّ للخروج من هذه الأزمة، وإذا كانت كل التقارير الداخلية قد خلُصت إلى أن الأزمة سياسية وأخلاقية، فإن رجالات الحَراك عجزوا عن رسم خارطة طريق واكتفوا برفض الآخر من دون تقديم أيّ بديل.

قد يكون السيد تبون ومن معه من بيادق النظام السابق، جزءا من المرض، وقد يكون السيد حمروش والذين رفضوا دخول الرئاسيات، جمعاً من الأطبَّاء الذين رفضوا علاج هذا المرض، ولكن الأخطر أن يبقى الداءُ من دون علاج، طوال هذه المدة، فالجرح مع مرور الوقت.. يتعفَّن.

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • seddik

    koun rohto amam al bait taa hamrouch wa glotou hakada robbama yhan hamrouch khir melli tkhatbouh we tatwesloulou

  • محمد

    من عادة البسطاء وهم لا يملكون من المال إلا القليل التوجه إلى حواشي الأسواق لاقتناء حاجتهم من البضاعة ولا يقتحمون حيث تعرض الأنواع الزكية المميزة من نفس البضاعة بأسعار تتلاءم وأذواقهم بل يكتفون بمن يسد رمقهم بأقل ثمن ممكن.فلا يبحثون عن النوعية ولا عن سلامتها بل يتقبلون ما يستطيعون اقتناءه وفق طاقتهم.هكذا نشاهد البلدان الراقية تستطيع اختيار زعمائها من بين الذين برهنوا على كفاءتهم في الميدان بينما نحن لا نجد لملء منصب رئيس الدولة إلا أناس نعرف فسادهم وطغيانهم.ذلك لأننا لم نرشح لهذه المناصب العليا في الدولة إلا الخونة واللصوص من بين أعداء المجتمع.

  • نمام

    علينا ان نقر بان كل من الطرفين له حججه سواء دعاة الانتخابات او المرحلة الانتقالية واغلب الظن ان السلطة لا تريد ان ينفلت الامر من يديها انها لاتدري ما يكون اذا بدا الامر انه صراع سلطة باطرافه والاخر لا يريد رئسيات بدستور قديم لاظمان لها من رئيس جديد بان يكتفي بالدستور القديمما داممنتخبا وان تهدا السلطة با تكون اشلاحات ولكنا قد تكزنمن قبيل السماح للمجتمع المدني الاشتراك في الحكومة وتعديل دستوري وستكون حكومة مدعومة من السلطة لن تسمح باصلاحات سياسية تشكل خطرا على اتفاقيات تقاسم السلطةالخاصة بهم اللهم اللطف من الاسوا ام السئ نحن فيه

  • ياسين

    هل الجزائر صارت عاقر؟ و هل كل من ترشح فاسد؟ و من لم يترشح طاهر، نقي و صالح؟؟؟ ربما من ترشح يعتبره البعض مغامرا؟ لكن من أحجموا ربما يوصفون بالجبن؟ و هم الذين أحدثوا ضجيجا بلا طحين؟كما يقال؟ فربما ينجح المغامر فيقال عنه بطل و له أجران؟ و قد يفشل و له أجر واحد؟ "من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد"، كما يقول الفقهاء؟؟؟