-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

روتشيلد وبكري وبوشناق.. كيف تآمرت 3 عائلات يهودية لاحتلال الجزائر

فاروق كداش
  • 31156
  • 0
روتشيلد وبكري وبوشناق.. كيف تآمرت 3 عائلات يهودية لاحتلال الجزائر

لا يوجد جزائري لا يعرف أنه في جويلية 1830 دخل المستدمر الفرنسي الجزائر، متذرعا بحادثة المروحة. بعد أكثر من قرن، النوايا اتضحت في المجازر والمذابح والتهجير والتفقير والسجن.. إنها فرنسا التي قام شعبها بثورة المتاريس في باريس للخلاص من الملكية.. لكن احتلال الجزائر لم يكن لعبة سياسية ولا حملة صليبية، كان بكل بساطة أكبر عملية سطو عرفتها الإنسانية. ومن يذكر المال يذكر اليهود الملاعين، من بينهم عائلتا بكري وبوشناق وزعيمهما روتشيلد.

من هم اليهوديان بكري وبوشناق؟

حطت عائلة بكري رحالها بالجزائر سنة 1774 قادمة من ليفورن الإيطالية، وتتكون من الأب ابن زقوطة بكري، ويلقبه آخرون ميشال كوهين بكري، استقر في الجزائر ليبيع الخردوات في دكان بحي باب غزون الشعبي بالعاصمة. لحقت به عائلته وتحول بسرعة إلى تاجر كبير، ينافس التجار اليهود.. ولم يكن بكري وحيدا، بل كان مدعوما من آل روتشيلد؟ فقد أسس شركة في ظرف وجيز مع أبنائه الأربعة، يوسف وهو أذكاهم ومردوخاي ويعقوب وسليمان.

أما عائلة نفطالي بوشناق، أو بوجناح، فقد قدمت من ليفورن واستقرت في الجزائر سنة 1723. كانت معدمة لا تملك قوت يوم، ولكن سبحان مغير الأحوال…؟ سرعان ما اتسع نطاق عملياتها التجارية وزادت ثروتها بعد أن كان رئيسها يعمل عند التجار اليهود لسد رمقه.

وزادت سطوة ونفوذ هاتين العائلتين حين تصاهرا ثم أصبحا شريكين. سنة 1793 تحصلا على عقد بتموين فرنسا بالحبوب لمدة 5 سنوات.

في سنة 1792 هرب باي المدية، مصطفى الوزناجي، من الداي حسين، الذي حكم عليه بالإعدام ولم يجد سندا إلا في شخص نفطالي بوشناق اليهودي، الذي ظل يحمل إليه الطعام والزاد، بل ونجح في الحصول على العفو عنه لدى الداي حسين، الذي عينه بايا على قسنطينة والشرق الجزائري، بإيعاز من اليهودي بوشناق.

والتحول الخطير الذي حدت عندما قدم مصطفى الوزناجي باي قسنطينة إلى الجزائر، في رحلة سنوية تسمى الدنوش، لتقديم الولاء لداي الجزائر، وأراد أن يقدم هدية لزوجة الداي.. توجه إلى اليهودي نفطالي بوشناق فأحضر له “صريمة” مرصعة بالألماس قيمتها 30000 فرنك، ولكن الباي لم تكن بحوزته السيولة النقدية الكافية لتسديد المبلغ، فدفع له عينيا 75000 كيل من القمح،

بسعر 4 فرنك للكيل، صدرها اليهودي إلى فرنسا بسعر 50 فرنكا، محققا ربحا قدره 3450000 فرنك.

أما بكري كوهين، فتم تعيينه سنة 1780 رئيسا للطائفة اليهودية في الجزائر، خلفا لأبراهام بوشارة، الذي عزل وأصبح الثنائي بكري وبوشناق يلقبان بملوك الجزائر.

الدين القاتل

كانت الحكومة الفرنسية تشتري ما تحتاجه من المواد الغذائية من الموانئ الجزائرية بطريقة مباشرة. ثم لجأت إلى التاجرين اليهوديين- بكري وبوشناق- ليقوما بالدفع إلى الحكومة الجزائرية نيابة عنها.

وكان هذان اليهوديان مدينين للدولة الجزائرية بما قيمته 300 ألف فرنك، في حين كانت فرنسا مدينة لليهوديين بمبلغ تم تقديره في سنة 1795 م بمبلغ مليونين من الفرنكات، وتحول بعدها هذا المبلغ إلى 7 ملايين فرنك، غير أن شركة اليهوديين كانت لها مدينون آخرون غير فرنسا والجزائر.

وتورط حاكم الجزائر مصطفى باشا وكتب إلى الوزير الفرنسي، تاليران، يطالبه بدين اليهوديين، لكونهما رعايا جزائريين.

كان “الباشا حسين” قد تولى حكم الجزائر سنة 1818خلفا للباشا علي خوجة. وقد ورث قضية الدين الذي على فرنسا لرعاياه اليهود، وطلب منها أن تدفع إليه شخصيا الدين الذي عليها ليعقوب بكري، وسيتولى تسديد الديون التي على البكري للدائنين. ولم تكلف فرنسا نفسها عناء الرد، ما جعل الداي يحقد على قنصلها..

أقبل عيد الفطر، المصادف ليوم 27 أفريل 1827، وحضر القناصل الأجانب كالعادة إلى الديوان لتهنئة الباشا بالعيد. ودخل قنصل فرنسا “الجنرال دوفال” ليهنئه بعيد الفطر السعيد، (وكان يتقن التركية- في حين تذكر مصادر أخرى أنه لا يتقن التركية إلا بقدر ما كان والي الجزائر حسين باشا يتقن الفرنسية:. فسأله حسن باشا عن سبب عدم رد ملك فرنسا، هنري العاشر، على رسالته. فما كان من دوفال إلا أن أجابه: “ليس من العادة أن يخاطب الملك من هو أدنى منه دون وساطة”. ففهم منها الباشا أن ملك فرنسا لا يتنازل لإجابته، فاشتد غضبه وثارت ثائرته لهذه الإهانة، وصاح بالقنصل، مشيرا بمروحة من ريش النعام، كانت بيده: “اخرج من هنا”. وبتلك الإشارة، لمست أطراف المروحة وجه القنصل، وهكذا تحول دين اليهودي بكري إلى حادثة شهيرة أدت إلى احتلال الجزائر.

وترتفع بعض الروايات وتقول إن قرار سرقة خزائن الجزائر لم يتخذ أبدًا من قبل أي شخص آخر غير عائلة روتشيلد، لأن عائلة روتشيلد احتاجت إلى هذا الكنز للهيمنة الاقتصادية على أوروبا. وهذا ما تم فعله، ولم يكن بكري وبوشناق إلا عبديهما المطياعين، وكان لويس فيليب، الصديق الوفي لروتشيلد، هو من حث ابن عمه تشارل العاشر على احتلال الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!