-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كان تحفة في عاصمة الثقافة الإسلامية

زوار يدفعون 300 دينار لـ “بزناسية” لمشاهدة النفايات بقصر “المشور” بتلمسان!

الشروق أونلاين
  • 6307
  • 6

كان قبل ست سنوات في إطار عاصمة الثقافة الإسلامية (2011) وتحفة ومنارة تشع نورا في تلمسان، عاصمة الزيانيين، وللأسف اليوم المعلم الأثري والتاريخي والحضاري قلعة “المشور” تحاصره الأوساخ ويعيش تحت وقع الإهمال واللامبالاة ورغم حالته “المتعفنة” سعر تذكرة الدخول إليه 200 دينار، فمتى تلتفت السلطات المحلية إلى “المشور” العتيق قبل فوات الأوان.

وكشف مصدر مطلّع لـ”الشروق” أنّ قصر “المشور” حالته سيئة ويتعرض لتدهور كبير جدا بسبب اللامبالاة والإهمال، خلافا لما كان في فترة تنظيم تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية (2011). وقال مصدر “الشروق”، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إنّ قطع هذه القلعة بدأت تتشقق وتتفتت، كما أنّ الحوض الموجود بباحة القلعة بدأ يتعفن والأوساخ تحاصره وتحاصر أركان القصر كافة.

وأكدّ مصدرنا أنّ زوار القلعة يشتكون من غلاء سعر التذكرة التي تقدر بـ”200 دج” للشخص، ليس لأنّ 200 دينار ثمن باهظ -بحسبهم- أو شيء من هذا، ولكن أن يدفعوا هذا المبلغ على فضاء تحاصره الأوساخ ويغيب فيه مرشد سياحي، فهذا يعتبرونه بمثابة “احتيال”.

وأشار مصدرنا إلى أنّ العديد من الزوار يضطرون إلى الاستنجاد بشخص خارج القصر (بزناسي)، يعرف المكان ويدفعون إليه 300 دج، جراء غياب مرشد سياحي، لكن الغريب عند دخول هذا المعلم التاريخي، أنهم لا يرون سوى مشاهد الأوساخ والعفن في كل مكان.

وأرجع المصدر السبب في تدهور حالة “المشور”، التي لم تكن كذلك قبل ست سنوات، إلى سوء التسيير، خاصة أنّ قصر “المشور” اليوم عبارة عن مركز تفسيري للباس التقليدي الجزائري منذ خمس سنوات، وهو أول مركز على المستوى العربي، ومن المفروض أن يحافظ على التراث الجزائري، ويسهم في نشره، إلا أنه –يقول مصدرنا – لم يحقق ولا إنجاز إلى يومنا هذا، ولم يسمع به أحد بسبب عدم توسع نشاطاته عبر ولايات الجزائر، واهتم فقط بتلمسان وتراثها بالرغم من أنّه وطني وليس جهويا.

وبالتالي، فنشاط هذا المركز التفسيري مقتصر على تلمسان فقط، ولم يشهد مشاركات في ولايات أخرى، إلا نشاطا واحدا ربما، كما أنّ أبحاث المركز التفسيري حول التراث الوطني مقتصر على الإنترنت فقط، وليس على التنقل والبحث والدراسة والتدقيق، على حدّ تعبير المصدر، الذي وصف النتائج المحصلة بـ”المغشوشة” وغير الموثقة ولا يمكن الاعتماد عليها.

وأكدّ محدثنا أنّ الأيام الدراسية التي أنجزت منذ خمس سنوات لم تنشر ولم تؤرشف، وجلها معتمد على الإنترنت وليس البحث الميداني. ومن خلال ما يرويه السياح والمختصون– بحسبه- فإن الموقع في حالة تدهور مستمر بسبب سوء التسيير وقلة الأمن والمراقبين وعمال النظافة.

وأشار محدثنا إلى أنّه بالرغم من بعض محاولات الغيورين على التراث لإنقاذ هذه التحفة، إلا أنّها فشلت، فيقول إن وزارة الثقافة مطالبة اليوم عبر السلطات الثقافية لمدينة تلمسان بالتدخل العاجل لإعادة البريق إلى هذه التحفة بمنحه زاوية اهتمام خاصة وإلا ضاعت محتوياته التراثية القيّمة.

وللإشارة، تملك “الشروق” صورا حيّة تثبت صحة هذه المعلومات، حيث تظهر الأوساخ بحوض القصر وبالساحة والتشققات على مستوى بعض الزخارف وزوايا أخرى من القلعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • zakari

    دولة غائبة
    كل مسؤول يقول انا بريء المشكلة في الشعب

  • وهران

    ....تلمسان ولاية من تاريخ مهملة غريب وغريب انه بالمكياج للاوساخ واين ف المشور تلمسان ...غريب ....اين هم مسؤولين تلمسان غريب

  • سليمان

    عناية المكان ليس من صلاحيات وزارة الثقافة كما علق المعلق السابق و انما يجب استدعاء و التحقيق مع مدير هذا القصر ليقدم ما هي الاسباب التي ادت لتدهور هذا المكان. ونحن نعلم جميعا ان النظافة ليست من ثقافة الجزائري

  • يونس

    أين هو وزير الثقافة ؟ أين هي مديرية الثقافة ؟ ألا يخجلون من أنفسهم ؟ و الله ما يحشمو . لأن لو كانت ذرة حياء لما استطاعو أن يغمضو أعينهم و قطاعاتهم مهملة . وزد على ذلك لا يوجد قطاع يفرح : التربية ، التعليم العالي ، الصحة ، الرياضة ، السياحة ، الفلاحة ، التجارة . لعنة الله على ....

  • malek

    أين مديرية الثقافة؟ هي المسوؤلة عن هذا التردي وعليها المحافظة على هذه المعالم .فهي لم تنصب لإقامة المهرجانات الفلكلرية والحفلات فقط.

  • محمد

    ربما لو كان به تمثال إمرأة عارية كان سيحظى بالعناية الفائقة لبعض الأشخاص المسؤولين عن الثقافة أو السياحة....أو لو كان يمجد تاريخ مستبد سواء كان الروماني أو الفرنسي كان أيضا سيلقى نفس العناية ...وليس ذلك القصر فقط ..فتلك صومعة المنصورة تلقى نفس الإهمال ومناطق أخرى للدول السابقة التي أنشأها الجزائريون أو المغاربة بصفة عامة في شمال إفريقيا وكانت في أعظم قوتها ومجدها وعلمها وحضارتها .. بلاد عرفت إبن خلدون وابن بطوطة وتعلم بها فيبوناتشي وساهمت في حضارة الأندلس وأنقذت من فر منها على إختلاف دينهم .