شلل بالإدارات والمدارس والمستشفيات واعتصام بمختلف الولايات
-
-
9018
-
32
شل مئات العمال والموظفين أربعة قطاعات حساسة وهي الصحة والتعليم والتكوين المهني والبريد على مستوى 48 ولاية، حيث استجاب عدد معتبر من الموظفين لنداء التكتل المستقل، حيث نظموا اعتصاما واحتجاجات أمام مقرات الولايات للتعبير عن رفضهم ما وصفوه بالتضييق على الحق النقابي ودعوة الحكومة إلى تحسين القدرة المعيشية.
اعتصم صبيحة الأربعاء، منتسبو مختلف النقابات المستقلة أمام مقر الولاية بتيزي وزو، استجابة منهم للإضراب الوطني الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة للوظيف العمومي، وأشار المحتجون إلى تدني مستوى القدرة الشرائية للعامل الجزائري، مطالبين بضرورة إعادة النظر في سياسة الأجور.
كما قام 100 ناشط من التكتل النقابي بوقفة احتجاجية أمام مقر ولاية باتنة، الأربعاء، حيث قاموا بتسليم لائحة المطالب لوالي ولاية باتنة، علما أن جل المشاركين ينتمون للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، وأعلن المنسق الجهوي للتكتل أن نسبة الاستجابة بلغت 60 في المائة على مستوى ولاية باتنة حسب الإحصاءات الواردة من رؤساء الفروع للمؤسسات المعنية.
ودخل آلاف العمال في إضراب عن العمل بخنشلة استجابة لدعوة التكتل النقابي المستقل، حيث شلت اغلب الإدارات العمومية، لاسيما مع الفترة الصباحية، الذي يضم 12 نقابة مستقلة، من مختلف القطاعات، لمطالبة الحكومة بفتح باب الحوار مع ممثلي العمال، واحتواء الأزمة، والعمل على تحسين القدرة الشرائية للعمال.
مناوشات بين الأمن وطلبة بقسنطينة
وواصل طلبة معاهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية ممن شاركوا في مسيرة الصمود بولاية قسنطينة احتجاجهم، عبر اختيار قضاء ليلة أول أمس في العراء قبل تدخل قوات الأمن التي لقيت مقاومة من قبل الطلبة، فيما لم تفارق قسنطينة الاحتجاجات يوم أمس أيضا باعتصام عمال وموظفين استجابة لنداء التكتل النقابي.
وفي الجنوب، قام الأربعاء عشرات المعلمين والأساتذة والأطباء، بوقفة احتجاجية أمام مقر ولاية إيليزي، استجابة للنداء الذي أطلقه تكتل النقابات، للقيام بالإضراب الوطني، كما نظم عدد من ممارسي الصحة وقفة احتجاجية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ابن سينا، حيث رفع الأطباء شعارات تؤكد دعمهم للإضراب الوطني، وأكدوا للشروق اليومي، بأن مطالبهم المحلية تتجلى في توفير السكنات الوظيفية للأطباء والأخصائيين، وكذا إعادة الاعتبار لقرارات المجالس الطبية، بالإضافة إلى توفير الأمن على مستوى المؤسسات الصحية، من جهة أخرى رفع منتسبو ”الأسنتيو” من معلمين وأساتذة في وقفتهم أمام مقر الولاية، شعارات تدعو إلى حماية القدرة الشرائية، وتندد بقرار إلغاء التقاعد النسبي، وكذا إلغاء التقاعد دون شرط السن.
مطالب بتحيين منحة الجنوب
وتجمهرت كتل النقابات المستقلة بالوادي، الأربعاء، أمام مقر الولاية تنفيذا لبيان التكتل الوطني، حيث شارك في الاحتجاج العشرات من الأساتذة والعمال المنتسبين للنقابات، مطالبين بتحيين منحة الجنوب ورفعها من 20 إلى 50 بالمائة، وكذا رفع القدرة الشرائية، وعودة التقاعد المسبق، وحماية الطبقات الهشة مع فتح حوار واسع لتصحيح اختلالات القانون الأساسي، والابتعاد عن التضييق المتعمد ضد الحريات النقابية.
أما بولاية تمنراست، فقام المحتجون بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مؤسساتهم التربوية التي يعملون فيها.
وعمد، تكتل النقابات المستقلة، الممثل لأربع قطاعات حيوية في الوظيف العمومي، ممثلة في التربية، الصحة، التكوين المهني، البريد، إلى تنظيم اعتصام أمام مقر ولاية بجاية، على غرار ما سجل بعديد ولايات الوطن، وذلك لتأكيد تمسكهم بالمطالب المرفوعة منذ مدة، مجدّدين تمسّكهم بمراجعة مسودة “قانون العمل” الحالي الذي يجدونه يمس بالحرية النقابية، التي يكفلها الدستور من خلال المنع والضغط الممارس من قبل السلطات _حسبهم_.
وبسيدي بلعباس، اعتصم زهاء الـ50 مناضلا بالنقابات المشكلة للتكتل النقابي، أمام مقر الولاية منذ الساعات الأولى من الصبيحة، أين رددوا شعارات رافضة للوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه العمال بمختلف القطاعات العمومية. أما في تيارت، اعتصم ما يفوق 250 نقابي يمثلون مكاتب سبع نقابات تنشط في هيئات تابعة للوظيفة العمومية أمام مبنى الولاية، حيث استجاب ممثلو التكتل النقابي إلى النداء موازاة مع شل العديد من المؤسسات التربوية بالإضراب على اعتبار أن أغلب ممثلي التكتل من القطاع.
وحسب مصادر “الشروق”، فإنه بمقابل الاستجابة الواسعة التي عرفها قطاع التربية، فإن القطاعات الأخرى بدت دون تمثيل حقيقي، حيث كان الإضراب محدودا جدا في الصحة والإدارات.
وفي وهران اعتصم المئات من المحتجين أمام مبنى الولاية، منضوين تحت لواء أربع نقابات تربية وهي: السنابست والكلا وأونباف وساتاف، في حين غابت نقابات الصحة والبريد والتكوين المهني. في باقي ولايات الغرب على غرار مستغانم وعين تموشنت والنعامة، كان المشهد مشابها، حيث استجابت نقابات التربية لإضراب التكتل، فيما غابت باقي القطاعات.
نقابات التربية تستجيب لدعوة التكتل النقابي
مدارس مغلقة.. تلاميذ يعودون إلى منازلهم وتوقيفات وسط النقابين
عرف إضراب التكتل النقابي الذي يضم أربعة قطاعات، استجابة واسعة من قبل عمال و موظفي قطاع التربية، الذين شلوا المدارس بنسبة 80 بالمائة، أين عرفت الحركة مشاركة المديرين والنظار والعمال المهنيين، الذين ناشدوا وزير العمل التدخل لفتح قنوات الحوار.
وأوضح الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، لـ”الشروق”، أن نسبة الاستجابة لدعوة الإضراب قاربت 80 بالمائة خاصة بالطورين الابتدائي والمتوسط، إذ تم تسجيل استجابة مختلف الأسلاك للإضراب من مديري مؤسسات تربوية، نظار وعمال مهنيين وإداريين، كما شاركوا في الوقفات الاحتجاجية بمقرات الولايات، وطالبوا بالتدخل المستعجل لوزير العمل والتشغيل مراد زمالي، لفتح قنوات الحوار والتعامل مع الملفات العالقة معاملة جدية وليس معاملة “بوليسية”، مشيرا الى أن النقابات المضربة أرادت أن توجه رسالة “إنذار” للسلطات العمومية.
وأضاف المتحدث، بأن المحتجين جددوا رفضهم للسياسات المنتهجة من قبل السلطات العمومية، بخصوص التعامل مع ملفات مهمة كمشروع قانون العمل، وقانون التقاعد الجديد وقضية التضييق على الحريات النقابية وما تعرفه بعض النقابات من محاولات لتوقيف قياداتها وإحالتهم على العدالة. مؤكدا بأن التكتل النقابي هدد بالتصعيد مستقبلا في حال عدم التوصل إلى حلول توافقية.
الأمن يوقف منسق “الكنابست” بالجزائر وسط
علمت “الشروق” من مصادر مطلعة، أن مصالح الأمن أوقفت، الأربعاء، منسق الجزائر وسط لنقابة “الكناباست”، بعد محاولته دخول ثانوية الرياضيات الكائنة بالقبة بالجزائر، في وقت كانت قد أمرت وزارة التربية بمنع دخول الأساتذة المضربين إلى مؤسساتهم التربوية.
رافضة ما وصفته بسياسات التهديد والترعيب والتخويف
ثلاث نقابات تعلن مساندتها للكنابست
أعلنت ثلاث نقابات مستقلة، الاثنين، في بيان لها عن مساندتها لنضال نقابة الكنابست، ويتعلق الأمر بكل من النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز والنقابة المستقلة لعمال البريد وكذا النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، وقد جاء هذا القرار بحسب نقابة عمال البريد، في ظل ما يحدث هذه الأيام على الساحة التربوية بعد إضراب نقابة الكنابست و”ما تبعه من تضييق على حق ممارستهم حق الإضراب، واللجوء إلى التهديد والوعيد بقطع أرزاق الأساتذة المضربين والتغليط الممنهج للرأي العام ضد نقابة “الكنابست” والأساتذة المضربين، والسعي إلى “شيطنة” العمل النقابي الشريف بصفة عامة، بدل انتهاج سياسة الحوار الفعلي والجاد- يقول بيان سناب، التي استنكرت في نفس الوقت “كل هذه التجاوزات” في حق هذه النقابة التي وصفتها بالخطيرة، من تجريم لنشاطها النقابي المكفول في الدستور.
كما اعتبرت نقابة “سناب” تسريح وقطع أرزاق الأساتذة خطا أحمر لا يمكن السكوت عنه، حيث عبرت نقابة عمال البريد في هذا السياق، عن مساندتها المطلقة لنقابة الكنابست ووقوفها إلى جانب الأساتذة المضربين كما نددت واستنكرت سياسات التهديد والوعيد بقطع أرزاق الأساتذة المضربين رافضة في نفس الوقت سياسات التضييق وتجريم العمل النقابي.
من جهتها، دعت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف” إلى الرفض التام لقرار استخلاف الأساتذة المضربين، كما دعت نقابة “ساتاف” جميع منخرطيها إلى رفض الساعات الإضافية للأساتذة المضربين في الوقت الذي دعت فيه ذات النقابة إلى فتح أبواب الحوار والتفاوض الجاد من أجل حل مشاكل القطاع بعيدا عن التعنت، وقد جاء هذا الموقف- حسب بيان النقابة- على خلفية ما تشهده الساحة التربوية من مد وجزر بين الوزارة ونقابة الكنابست في إضرابها الوطني المفتوح وما انجر عنه من سياسات التخويف والوعيد والتضييق النقابي، كما نددت نقابة “ساتاف” في نفس السياق بسياسة الكيل بمكيالين وأسلوب التهديد الذي تنتهجه وزارة العمل والضمان الاجتماعي تجاه النقابات المستقلة التي لم يتم ضمها في اللجنة المكلفة بدراسة المهن الشاقة.
من جهتها، عبرت النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز عن تضامنها مع نقابيي الكنابست وعمال قطاع التربية بالقول: “لقد كنتم ومازلتم نبراسا لكل أهل العزائم في الجزائر، إنكم مدرسة يتعلم من خلالها كل العمال والموظفين في الجزائر القيم الأخلاقية والتضامن العمالي في ما بينهم رغم الدسائس واستخدام الحكومة كل الوسائل لكسر إرادتكم للدفاع عن أنفسكم وعن زملائكم”. وأشار البيان إلى “أن النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز تشد على أيديكم وتبارك نضالاتكم المستمرة وتؤكد لكم باسم جميع أعضائها ومنخرطيها تضامنها التام”، كما حذرت النقابة في نفس الوقت، الحكومة من مغبة استخدام وسائلها القمعية ضد الأساتذة “وأنهم سيجدوننا في الميدان لمساندة الأساتذة وبقوة ونؤكد عزمنا على التضامن مع كل القطاعات المقموعة”.
