-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مع تفشي وباء كورونا

فرصة لإعادة التفكير أو من بيت أبوها بالكمامة!

نادية شريف
  • 4492
  • 6
فرصة لإعادة التفكير أو من بيت أبوها بالكمامة!
ح.م

في الوقت الذي تهاوت أحلام فتيات كثيرات بسبب تفشي فيروس كورونا واللجوء إلى تأجيل حفلات الزفاف خوفا من انتقال العدوى، ومع غموض الوضع العام وعدم تجلي الرؤية بخصوص الفترة التي سيبقى فيها الرعب مسيطرا على الجزائريين والعالم، فضل البعض الآخر إقامة أعراسهم على نطاق ضيق جدا، ليكون الرجل هو المستفيد الأول سواء من التأجيل أو التعجيل.

فرصة لإعادة التفكير

الأمر بدأ كمزحة عندما قام أحدهم بوضع منشور يقول: “الذين تأجلت أعراسهم بسبب كورونا لا تنزعجوا فلربما هي فرصة لإعادة التفكير” وتفاعل مع وجهة نظره كثيرون خاصة من الرجال، الذين أكدوا أن لكل تعطيل دلالة، ولربما هي فعلا فرصة ذهبية للنظر مجددا في الاختيار، حيث قال نبيل: “من البداية لم أكن مقتنعا بالعروس وكنت أشعر مع اقتراب شهر أفريل ـ موعد العرس ـ أني مقبل على الانتحار والآن الحمد لله مع انتشار الفيروس القاتل سآخذ وقتي في التفكير الجاد وإن بقي شعوري على حاله فسوف أقوم بفسخ الخطبة”، وقال عبد المجيد: “الفتاة التي وقع اختياري عليها تثير أعصابي دوما بعنادها وتزعجني بكثرة طلباتها.. إنها مادية وأنانية ولست متأكدا بأنها صالحة لتكون شريكة لحياتي لذلك سأعيد التفكير لربما أجد الخلاص”.

بالنسبة للفتيات فوجهة نظرهن غير مخالفة للجنس الآخر لكن في النهاية يرين بأنهن الخاسرات لأن تقدم العمر يؤثر عليهن ونظرة المجتمع لا ترحمهن، فهذه غفران تقول: “فعلا جاء الفيروس في الوقت المناسب لأني لست متأكدة من حبي لخطيبي وفي نفس الوقت أعلم بأن أهلي سيعاقبونني وأقاربي سيطعنونني في الظهر وسنوات عمري الخمسة التي ضاعت في انتظاره لا يوجد ما يعوضها..”، وهذه ساجدة تقول: “الحجر الصحي فرصة لا تقدر بثمن للتفكير في جميع القرارات الخاطئة التي اتخذناها سابقا.. أنا مخطوبة لرجل لا يصلي ويدخن وقد حاولت معه كثيرا ولم يستجب لذلك سأفكر مليا في فسخ الخطبة رغم أني سأكون الخاسرة الوحيدة، لأنه رجل والرجل لا يوجد ما يعيبه، يفسخ الخطبة من هنا يخطب من هنا.”

كمامة وينتهي الموضوع

بعض الشباب الفقراء الذين أرهقتهم تكاليف الزفاف ولم يتمكنوا من تحقيق مرادهم، وجدوا في تفشي الوباء فرصة للزواج بأقل التكاليف الممكنة ورفضوا التأجيل بالرغم من صدور التعليمات بمنع الأعراس والتجمعات، فهذا فريد يقول: ” كنت أفكر في الاستدانة للزواج وكان الأمر يؤرقني، خاصة وأني أطلت كثيرا فترة الخطبة بسبب قلة ذات اليد لكن جاء كورونا وجاء معه الأمل في إخراج العروس بالكمامة وينتهي الأمر.. خطيبتي رفضت في البداية لكني قلت لها بأنه لا يوجد حل وعليها القبول أو يذهب كل واحد في طريقه.”

من جهته يقول منذر الذي أقام حفل زفافه بحضور أهله وأهل زوجته فقط: “يا لها من لحظة تاريخية تلك التي وجدت فيها نفسي مخيرا إما بالتعجيل في الزواج على نطاق ضيق أو الانتظار إلى أجل غير مسمى.. لم أفكر كثيرا أنا وزوجتي واتخذنا القرار بإقامة حفل بسيط وقد تفهم الجميع الموقف، حتى أن والدها قال مازحا: “هات كمامة وخذ عروسك”.. أحيانا نجد الرحمة في الشدة”.

الحلم تلاشى ونسأل الله اللطف

سليمة كانت تحلم بإقامة عرس ملكي، قضت في التحضير له ثلاث سنوات.. وضعت جميع اللمسات بمساعدة الأهل والصديقات.. قامت بكراء الألبسة التقليدية الفاخرة وقاعة الحفلات.. لم يتبق على زفافها سوى أياما معدودات حين هز خبر انتشار الفيروس القاتل كل العالم وحصد أرواح الآلاف والمئات.. لم تعرف ماذا تفعل ولا كيف تتصرف، هل تؤجل وهي لا تدري هل سيطول الأمر؟ هل تعجل وتذهب لبيت زوجها دون حفل زفاف كما تمنته؟ هل تستبدل الطرحة بالكمامة وقفازات الحرير بقفازات البلاستيك؟

حال هذه الفتاة الحالمة هو نفسه حال الكثيرات اللواتي وضعن الخطوط العريضة لأعراسهن وربما وصلن لآخر اللمسات قبل أن يتلاشى الحلم الجميل ويحل محلة كابوس مرعب قلب موازين الأمور وأصبحت أبسط الأمنيات عيشة عادية بلا خوف من الموت الذي صار متربصا خلف الأبواب المغلقة وفي كل الأماكن العامة والطرقات، تقول سميرة: “نسأل الله اللطف وإني اعجب ممن أقاموا الأعراس برغم صرامة التعليمات.. لا يهم الزواج بقدر ما تهم السلامة.. الرجل هو المستفيد بحق ولكن فرصة الحياة أهم من كل شيء”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • متتبع كغيره

    إلى / جزائري ح 3
    مافيها لا حجر صحي ولا هم يحزنون # هذا وين أخلالهم الجو , أسنا منا أعلا شهر تلقاهم كامل حاملات وبعد فترة سيصبح عندنا جيل من الشباب الصالح المثقف الواعي ووطني يسمى " أشبال عمي الصالح والصالحين من أبناء الجزائر برعاية السيد الرئيس تبون ومن معه من الرجال المشكل للعمود الفقري والأساس المتين لبناء الجمهورية الجزائرية الأولى في العصر الحديث .

  • جزائري حر

    لماه ليهم وياك اللي مزوجين راهم دارو الحجر الصحي بناتهم إد أصبحوا ينامون منفصلين

  • الماضي

    نحن لم نطعن احدا نحن انتقدنا بعض الاخطاء التي كان واجبا عينا انتقادها انتم الذين طعنتم في الظهر
    من طعنوك في الظهر انت تعرفينهم جيداااااااااااا لذا لا داعي باءلصاق التهم في الاخرين

  • الحاجة كرنونة

    تحدّث بين الصّــحاب رفيق
    بما في تـــــــــقاليده يسلك
    فقال لعرس ابنتي قد صرفت
    جميع و كامل مـــــــــا أملك
    ضحكنا عليه و قلنا جميعا
    يجاري الضلال و لا يدرك
    و شرّ البليّة مـــــا يضحك

  • قصائد وبنود المنظمة العفو الدولية

    ليس علينا تقليد ما بالصين من مصاب فهم شعب اكل من بيته في الظلام ولا يلزمنا ان نستفيق لذعرهم ما ابكى مقلتا ابي كيف حول الكعبة مشافي واستعجالات وليس هجرها بوقايةبل الاسوء من الوقاية تحذير يأت به من لا يؤمن به اصلا

  • كرونا والدفء العائلي

    ما احلى ان نستغيث بمن يطعن في قلوبنا ٣٠٠٠طعنة ونحن نبتسم في عيونهم نخاف ان يستفيق احدهم فيجدنا لسنا في جواره نطلب منه العفو اليسير ولعل بلاء سيأخذ كلينا فتفترق خشية الموت وخشية الصلة التي تمنعنا ان نقترب اكثر