-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعيات ومحسنون استبدلوها بالقفة والوجبات الجاهزة

“كوفيد 19” يغيّب مطاعم الرحمة لأوّل مرّة في رمضان

كريمة خلاص
  • 831
  • 1
“كوفيد 19” يغيّب مطاعم الرحمة لأوّل مرّة في رمضان
الشروق أونلاين

غابت لأول مرّة مطاعم إفطار الصائم أو مطاعم الرحمة، كما تعرف لدى الجزائريين عن المشهد الرمضاني بسبب انتشار فيروس كورونا والحرص على تجنب انتقال العدوى أثناء التجمعات التي تتخللها سواء أثناء تحضير الوجبات أو تناولها من قبل عابري السبيل والمحتاجين.

أمر حزّ في نفوس كثير من الجمعيات والمحسنين والمتطوعين الذين حاولوا تكييف نشاطهم في اتجاهات أخرى مشابهة تمكن من مساعدة المحتاجين والأشخاص من دون مأوى وكذا العالقين في الولايات وعابري السبيل فيها.
ودخلت الأطقم الطبية ومستخدمو الصحة هذا العام على الخط، نظرا لتجندهم في المؤسسات الصحية للتكفل بالحالات المصابة بفيروس كورونا، حيث ساهمت عديد الجمعيات في تقديم وجبات ساخنة للمرابطين بها.

1200 وجبة يوميا للمؤسسات الصحية

وقامت في هذا السياق جمعية “سنابل الخير” في إطار التنسيق بين الجمعيات بتقديم وجبات ساخنة منذ بداية الشهر الكريم لإفطار الطاقم الطبي والأمني بعديد المستشفيات لولاية الجزائر منها المستشفى الجامعي مصطفى باشا وبارني ومايو وزميرلي وكذا بعض المؤسسات الصحية.

وأفاد بلال توتي رئيس جمعية “سنابل الخير” في حديث للشروق أن جمعيته تعودت على تقديم برنامج ثري في شهر الصيام منها مطاعم الرحمة وحملة “لا تستعجل” لإفطار السائقين على الطرقات وإفطار جماعي بدور العجزة وغيرها من الأمور، إلا أن الوباء المنتشر بسبب فيروس كورونا حال دون ذلك ليتم تكييف البرنامج وفق المستجدات الحالية من خلال حملات تعقيم واسعة لعديد المؤسسات والفضاءات والأماكن المكتظة من قبل أعضاء الجمعية المتطوعين فيها بالإضافة إلى القفة للمحتاجين وكذا تقديم وجبات إفطار لمستخدمي الصحة من أعوان امن وممرضين وأطباء.

ويتم تحضير الوجبات بالتعاون مع أكثر من 10 جمعيات بين وطنية وولائية وبلدية كل واحد منها يقدم إسهاماته اليومية وفق برنامج مسطر ومتفق عليه وتحضر الوجبات في دار القرآن بحي الوئام “لاكونكورد” من قبل 3 فرق “صباحية ومسائية وليلية” لتجنب الاكتظاظ في المقر في إطار التدابير الوقائية ضد “كوفيد19”.

وتوزع التنسيقية، حسب بلال توتي، ما يناهز 1200 وجبة يوميا لمختلف المستشفيات وهو ما يتطلب عونا كبيرا من قبل المحسنين الذين دعاهم إلى التعاون معهم وتقديم المساعدة بمختلف أشكالها ووضع المتحدث رقم الجمعية تحت تصرف المحسنين وهو كالآتي: “0540000020”.

وبحلول الساعة الخامسة مساء يقول بلال توتي تشرع كل جمعية بوسائلها الخاصة في توزيع الحصص المكلفة بها وفق قائمة يومية تتحصل عليها من قبل إدارة المؤسسات الصحية حيث تتوجه نحو مختلف المصالح وتسلم الوجبات لأصحابها مباشرة، مؤكدا أن الفكرة راقت كثيرا للمستفيدين منها الذين عبروا لهم عن شكرهم لتضامنهم معهم والتفكير فيهم في مثل هذه الأوقات العصيبة.

“جزائر الخير” تقدّم وجبات للمشردين والمتضررين من الوباء

بدورها بادرت جمعية جزائر الخير التي تعوّدت على برنامج مكثف خيري وعلمي إلى أقلمة نشاطها مع الظروف الحالية، حسب ما أدلى به للشروق، ممثلها وعضو مكتبها الوطني بورنان عبد الحكيم، حيث ألغيت مطاعم الخير في أغلب ولايات الوطن بينما بادرت بعض الولايات على غرار قسنطينة ووهران وتلمسان والجلفة والمسيلة بإعداد وجبات ساخنة تحضرها العائلات في البيوت وتوزعها المكاتب الولائية على المشردين والفقراء والأطباء المتواجدين في الحجر الصحي.

بالإضافة إلى كسوة العيد وقفة المحتاج التي أضيف لها أصحاب الدخل اليومي الذين تضرروا من جائحة كورونا، حسب الدكتور بورنان ووعزت القفة 3 أيام قبل شهر رمضان على أن توزع في المرحلة الثانية منتصف الشهر.
وتحت شعار “عائلة واحدة” قام مركز تطوير المواهب والتدريب الذاتي بالتنسيق مع قلب للطفولة والشباب بإطلاق مبادرة تتمثل في إفطار عائلات معوزة وشباب يعملون خارج ولايتهم العملية بدأت بـ 100 وجبة ووصلت 1500 شخص، ويقوم المركز أيضا بالتعقيم اليومي، الإسعاف، تقديم المساعدات بكل أشكالها للعائلات تدريب وتدريس عن بعد.

أئمة.. أبواب الخير كثيرة ولا ترتبط بمطاعم الرحمة فقط

وفي سياق ذي صلة أفاد الدكتور محمد إيدير مشنان عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية أنّ شهر رمضان فرصة للتقرّب إلى الله تعالى بمختلف أنواع العبادات والطاعات وأن المجال فسيح لتقديم المساعدات للمعوزين، وأن الأمر لا يقتصر على مطاعم الرحمة التي ضربت أروع الصور التضامنية على مرّ السنوات الماضية، غير أنّ الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجزائر بسبب جائحة كورونا تجعل من غير الممكن تنظيمها لما قد يشكل خطرا على صحة المتطوّعين والمستفيدين منها أيضا.

ودعا الدكتور مشنان إلى تكييف العمليات التضامنية بما يتناسب مع المستجدات الصحية ويجلب المصلحة ويدفع المفسدة، وهو ما يضمن إعانة الأسر المحتاجة التي تضررت كثيرا بعد توقف معيليها عن العمل وتأثر مداخيلهم اليومية أو الشهرية، إمّا في شكل مساعدات عينية أو مالية.

أمّا الإمام سليم محمدي فقال إنّ أبواب الخير في رمضان كثيرة وليست مرتبطة بمطاعم الرحمة فقط ويمكن للمحسنين مساعدة الفقراء والمحتاجين بطرق أنفع وأأمن مثل القفف أو الوجبات الساخنة.

وأعرب محمدي عن أمله في أن يتفهم الجميع دوافع منع تلك المطاعم حفاظا على أرواحهم وسلامتهم أثناء تحضيراتهم اليومية للوجبات وكذا تجمع عدد كبير من الصائمين في مساحات محددة ما من شأنه أن يكون فضاء وبيئة معززين لانتقال العدوى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Mohamed

    Il y a d'autres choses plus importantes que ces restaurants !les mosquées sont fermées pour la première fois , dans histoire les mosquées se ferment pour la première fois, normalement si on respecte le confinement chaque personne mange chez lui et sutoui.