-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكتاب تنشره "ميديا بلوس" بقسنطينة تزامنا مع ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر

“هنا أسقطنا الجزائريين”.. يدعو فرنسا إلى الاعتراف بجريمة الدولة

زهية منصر
  • 1522
  • 0
“هنا أسقطنا الجزائريين”.. يدعو فرنسا إلى الاعتراف بجريمة الدولة
أرشيف

تقدّم منشورات “ميديا بلوس” بقسنطينة كتاب فابريس ريسيبوتي “هنا أسقطنا الجزائريين” الذي يعود لأحداث 17 أكتوبر 1961 والتي ألقت خلالها الشرطة الفرنسية آلاف الجزائريين في نهر السين؟ الكتاب الذي صدر في باريس في سبتمبر الماضي بمقدمة لجيل مانسيرون يعود للأحداث الأليمة بعد 60 عاما من مظاهرات 17 أكتوبر.

المؤرخ جيل مانسيرون: اليمين الفرنسي يتحمّل مسؤولية الاستمرار في إنكار المذبحة

الكتاب يقع في 288 صفحة ويؤرخ للأحداث الدموية التي راح ضحيتها آلاف الجزائريين رميا برصاص شرطة موريس بابون في باريس حيث تحوّل نهر السين إلى اللون الأحمر.
وجاء في كتاب فابريس ريسيبوتي تحت جسر سان ميشيل يتدفق الدم: “في كل مرة أعبر فيها نهر السين في هذا الجزء من باريس، الذي يهيمن عليه مقر الشرطة ودار القضاء القديم، أرتجل هذه النغمة المستمدة من الشعر الذي يفتح لي بونت ميرابو، المشهور قصيدة غيوم أبولينير. تم لصق لوحة سرية على أحد الحواجز، وهي الآن تشهد على هذه المأساة، وهي أقل وضوحًا من الأحرف السوداء الكبيرة التي رسمها في ذلك الوقت نشطاء متضامنون مع القضية الجزائرية المناهضة للاستعمار، والتي تحتفظ بها صورة مجهولة بذكرى”: “هنا نغرق الجزائريين”.
تاريخ 17 أكتوبر 1961 جزء من تاريخنا وعلينا مواجهته. في باريس، جاءت مظاهرة سلمية للعمال الفرنسيين آنذاك – “مسلمون فرنسيون من الجزائر” حسب الاسم الرسمي – للاحتجاج مع أسرهم على حظر التجول العنصري الذي استهدفهم وهم وحدهم. بأمر من رئيسها المحافظ موريس بابون. سان بارتليمي الاستعماري الذي يقدر ضحاياه اليوم عدد القتلى بنحو ثلاثمائة قتيل، ناهيك عن عديد الجرحى وآلاف المعتقلين، وغالبًا ما يتم طردهم إلى معسكرات الاعتقال في الجزائر من خلال الشخصية المثالية “لجان لوك إينودي”، يشيد هذا الكتاب الذي ألفه فابريس ريسيبوتي بالمؤرخين والناشطين والناشطين الذين أصبحوا “مؤرخين” غيرك، من ليسوا أنت هم والذين اختاروا التحدث. وأن يتكلم بوضوح وصراحة، لأنه في هذه المعركة التذكارية الطويلة التي لا تزال مستمرة، لا يتعلق الأمر بسماع الدعوة إلى حقيقة التاريخ فحسب، بل يتعلق باللقاء، اليوم، ماض مليء بالحاضر.
وجاء في مقدمة الكتاب الموقعة بقلم المؤرخ “جيل مانسيرون” هذا الكتاب ينصف المؤلف الذي لم يدع لقب مؤرخ، ولكن مساهمته كانت مع ذلك أساسية لمعرفة حدث مهم في تاريخنا المعاصر. في الواقع، يعود الفضل في التحقيق الانفرادي والدؤوب الذي قاده هذا المعلم في الحماية القضائية للشباب إلى جريمة الدولة الخفية هذه والتي كانت القمع الهائل الذي ارتكبته الشرطة في خريف عام 1961 ضد العمال الجزائريين في منطقة باريس.
يذكرنا فابريس ريسبوتي في هذا الكتاب أنه من خلال عناده كمناضل من أجل الحقيقة، يظهر جان لوك إيناودي، لاستخدام كلمات محمد الحربي، “كبطل أخلاقي”. الكتاب الذي نشره عام 1991 معركة باريس. كان 17 أكتوبر 1961 أول وصف دقيق لهذا الحدث موضوعًا لمدة ثلاثين عامًا من الإخفاء المنهجي من قبل السلطات الفرنسية، دون التناوب السياسي لعام 1981 الذي أحدث أي فرق كبير. لقد كانت نتيجة عمل بعيدًا عن جامعة فرنسية ظلت هذه الحلقة، مرددًا هذا التستر الرسمي، نقطة عمياء في كل من تعليمه وأبحاثه.
ومع ذلك، فقد أظهر عمله الذي يدرس نفسه بنفسه “شمولية بالغة ونزاهة فكرية كبيرة”، على حد تعبير المؤرخ العظيم بيير فيدال ناكيه عندما وافق على تقديم أول كتاب لهذا الشخص الغريب في عام 1986 مما لا شك فيه أن اليمين الفرنسي هو الذي يتحمل المسؤولية الأكبر في إخفاء “حدث الشاهد” في 17 أكتوبر 1961″، حتى لو لم ينجح مثل هذا الغموض على المدى الطويل، في مواجهة حدث كان، كما كتب المؤرخان البريطانيان جيم هاوس ونيل ماكماستر، أعنف قمع لمظاهرة سلمية في كل التاريخ الغربي المعاصر.
ويقر صاحب المقدمة مثلما صاحب الكتاب أن اليمين الفرنسي يتحمل مسؤولية إخفاء جريمة الدولة هذه كما تتحمل فرنسا الرسمية مسؤولية الاستمرار في إنكار هذه الأحداث الشنيعة وعليه يقر صاحب الكتاب أنه يتعين عليهم هناك في فرنسا مواجهة كذبة الدولة هذه، ونتيجة الاستمرار في هذا الإنكار يصبح “المواطن البسيط” باحثًا” حيث يعتبر الكتاب هذا حصيلة نضال طويل خاضه جان لوك ايناودي لمدة ثلاثين عاما حتى أطلق عليه لقب” البطل الأخلاقي” وقد نحج في التغلب على كافة العقابات – أوميرتا، والأرشيفات المقفلة، والمحاكمات – لنشر جرائم الدولة والاعتراف بها. وقد تكفل فابريس ريسيبوتي برواية هذه المعركة الفكرية والقانونية والسياسية.
والجدير بالذكر أن صاحب الكتاب فابريس ريسيبوتي مؤرخ ومدير موقعي histoirecoloniale.net وautres.org وقد اشتغل على قضايا الاستعمار وما بعد الاستعمار وحرب الاستقلال الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!