ولد علي.. الجزائري الذي أعطى دروسا لرونار وليبي وكيروش

تعول الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على المدرب نور الدين ولد علي لإعطاء دم جديد للمنتخب الوطني أقل من 23 سنة، وهذا بعدما كلفته بتولي هذه المهمة، حيث سيكون أمام تحديات بالجملة لرفع رأس شبان “الخضر”، وبالمرة الاستفادة من خبرته المتنوعة، سواء مع الأندية، أو خلال إشرافه على المنتخب الفلسطيني في فترات متعددة دامت إجمالا نحو 8 سنوات، وعرف خلالها كيف يبرز مع منتخب “الفدائي” في عدة منافسات قارية وإقليمية، من بينها نهائيات كأس أمم آسيا بالإمارات العربية.

يعد المدرب نور الدين ولد علي من التقنيين الجزائريين الذين خاضوا تجربة رفع التحدي خارج الوطن، وفي مقدمة ذلك العمل لمدة 8 سنوات مع المنتخب الفلسطيني في مهمة وصفها بالمهمة والإنسانية، حيث حقق نتائج متميزة سمحت برفع رأس المنتخب الفلسطيني، وقد صرح للشروق في وقت سابق، حيث قال “عملت مع المنتخب الفلسطيني مدة إجمالية تصل 8 سنوات، وكانت التجربة بمثابة اكتشاف هام للرياضة والكرة الفلسطينية، وكذا الوقوف أكثر على الوضع الفلسطيني في ظل العدوان اليومي الذي يتعرض له من طرف الكيان الصهيوني، كما كانت السنوات الأخيرة من إشرافي على المنتخب الفلسطيني مهمة من الناحية الكروية والإنسانية وهذا رغم الظروف الصعبة التي عملت فيها، لأنني أشرفت على منتخب بدون دولة رسمية، والرهان كله منصب من أجل إعلاء راية فلسطين إقليميا وعالميا، والحمد لله حاولت قدر الإمكان تشكيل منتخب سعى جاهدا إلى فرض نفسه رغم كل الظروف والصعوبات، والفضل يعود إلى جهود الاتحاد واجتهاد اللاعبين فوق الميدان”.

من جانب آخر، يحتفظ نور الدين ولد علي بذكريات مهمة مع المنتخب الفلسطيني، حيث قال في تصريح سابق للشروق”: “أهم شيء هو أن تجربتي كانت إنسانية، لأنني دربت منتخبا حاملا لقضية مشروعة، كما حاولت إسعاد الجمهور الفلسطيني بانتصارات ونتائج ايجابية لا تزال في الأذهان، فقد أشرفت على أكثر من 40 مباراة لعبها منتخب “الفدائي” وكل مقابلة لها خصوصياتها، وتبقى طبعا في ذاكرتي مشاركتنا في نهائيات كأس أمم آسيا، وكذا مواجهتي لمدربين كبار مثل مارشيلو ليبي وكارلوس كيروش وهنري رونار وغيرهم من المدربين الذين لم انهزم أمامهم وهناك من فزت عليهم تحت لواء المنتخب الفلسطيني، وهذا كله يعد مفخرة للكرة الفلسطينية، خصوصا وأننا كنا سفراء للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة”، علما أن ولد علي تألق مع المنتخب الفلسطيني حين تعادل أمام منتخب الصين بملعب هذا الأخير، وكان يشرف عليه المدرب مع مارسيلو ليبي، وتعادل ضد منتخب السعودية بمدربه الفرنسي رونار في مباراة جرت قرب القدس “ستاد فيصل” ضمن التصفيات المزدوجة لكأس العالم ونهائيات آسيا، وحقق الفوز وديا على الكويت في الكويت، كما تعادل وديا ضد منتخب إيران في فترة المدرب كيروش، وفاز ثم تعادل ضد منتخب سوريا في غرب آسيا وكان مدربه الألماني شتاغيه الذي أقيل بسبب هذه الخسارة وعين بدلا منه السوري فجر إبراهيم.

وكان التقني الجزائري نورالدين ولد علي قد خاض عدة تجارب مهنية في البطولة الوطنية، حيث عمل مع الفرنسي براتشي وساهما في صعود شباب قسنطينة عام 2004، كما كان مع براتشي في مولودية الجزائر في العام 2006 الذي عرف فوز “العميد” بكأس الجزائر وكأس السوبر، كما عمل مساعدا للفرنسي كوربيس في إتحاد الجزائر، وتوج ذلك بإحراز 4 ألقاب وذلك عامي 2013 و2014، وهي كأس الجزائر والكأس الممتازة وكأس العرب والبطولة الوطنية، في الوقت الذي حصل على ديبلوم من الاتحاد البلجيكي تحت إشراف الجزائري عادل عمروش، وهو آخر دبلوم محترف في التدريب.