-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الميراث في الجزائر

آباء يئنون على فراش الموت وأولاد يتنازعون على التركة

الشروق أونلاين
  • 3769
  • 0
آباء يئنون على فراش الموت وأولاد يتنازعون على التركة

إن تكالب البشر على الدنيا نتج عنه تشتيت شمل أسر كثيرة، من أجل منفعة زائلة ومكاسب فانية، أخوة وصلة أرحام ذهبت في مهب الريح، من أجل التنازع على الميراث، الإخوة اليوم أعداء كل في سبيله حتى يقضي الله في أمرهم، انفصال العديد من الأهالي لأجل قطعة تراب أو مسكن قديم، تداولت عليه الكثير من الأجيال، لكن اليوم تحول إلى مكان للصراع بين الأشقاء، كل يريده لنفسه دون مشاركة غيره، لم تقف عن حد هجرتنا بعضنا البعض، لكن في عديد الأحيان تصل إلى ارتكاب جريمة وزهق للروح، ومن بعدها يود الذي فعلها أن يرد فيعمل غير هذا، لكن هيهات فقد قضي الأمر.

     ليس من الضروري وفاة الآباء، من أجل بداية الصراع على “التركة” التي تركوها وراءهم بين الأبناء والحفدة، لأن اليوم نشهد الكثير من الأولاد تبدأ الصراعات بينهم أياما من قبل وحتى في حياة آبائهم، بل سويعات قبل الوفاة أو مباشرة بعد دفنهم، فبدل الدعوة له يبدأ التفكير في عقد الجمعية العامة للعائلة التي ربما لم تجتمع على أمر واحد مند زمن طويل، لكن الأمر أعظم هذه المرة في نظر الكثير منهم، لأن هذه المرة من أجل دنيا يصيبونها فيما ترك الوالد من خلفه، فكل له الحق فيه حتى ولو بالسيف أو الخنجر، ويبدأ التنافر بين الأشقاء الغرباء عندما يخص الأمر المال والسلطان، لا يهم الكم حتى وإن كانت دراهم معدودات والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن للأسف في هذه الدنيا لا يملأ فم ابن آدم إلا التراب.. تراب القبر.

لا صلة أرحام ولا أخوة في حضرة المال والسلطان

  إن هذه الصراعات التي تشهدها الكثير من العائلات من أجل توزيع التركة التي خلفها الآباء، تكون نتيجتها في الكثير من الأحيان وخيمة، فتعصف بصلة الرحم كبداية لهذا التكالب على الدنيا، فكم من أخ لم يزر أخيه لعدة سنين لا في الأعياد ولا المناسبات، وآخر هجر أخته لعقد أو اثنين، لأنها لم تتنازل على إرثها بالرغم من أنه حقها شرعا، وتبقى هذه المشاحنات والبغضاء تطفوا على العلاقات بين أفراد العائلات كلما وقع اللقاء بينهم، بل في الكثير من الأحيان لا تتوقف عند هذا الحد وتلقي بحممها مستقبلا بين الأجيال اللاحقة، فيتربى الكثير من الأولاد على الضغينة لأبناء عمومته أو أخواله من أجل دنيا يصيبها كان الآباء السبب فيها سابقا.

…وتكون “الجريمة” الفيصل في بعض الأحيان

   لم يقف الحد عند بعض العائلات في التشاحن والصراع، بل تعدى إلى أبعد من ذلك، إلى زهق الروح ووقوع جرائم قتل بين الأفراد، وهذا نتيجة حتمية للضغينة التي يحملها البعض، والغريب في الأمر أن الجرائم التي تقع لا تكون حتما بين الأخ وأخيه، لكن تتعدى إلى الجيل اللاحق فتكون بين العم وابن أخيه، أو الولد وخاله، وهذا يعكس الأثر التي يحمله هذا التكالب بين الأفراد من عقود طويلة تظهر مخلفاتها مستقبلا بين الحفدة.

 هو موضوع من المواضيع التي توحي بحق تكالبنا على الدنيا من أجل المال القليل والسلطان الزائل، حتى وعلى حساب الكثير من أخلاقنا، بل لا تهمنا لا صلة رحم ولا حتى الروح من أجل التمتع بزخرف الدنيا من أموال وعقارات نرثها من أسلافنا، وأصبحنا بذلك نسعى وراء الدنيا ونركض وراءها كركض البهائم في البرية، دسنا من خلالها على قيمنا كأفراد عاقلين، وأصبحنا نحمل الدنيا في قلوبنا لا في أيدينا.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • أم هند

    موضوع حساس يعرض واقع مر صرنا إليه، وهذا حدث لي مؤخرا، قمت أنا وزوجي وأبنائي بزيارة حماي المريض منذ مدة، وانفتح نقاش بين زوجي وأمه وأخته المتزوجة في ولاية أخرى حول وضعية الأب المريض والمتاعب التي يسببها لهم، وبمجرد أقتراح زوجي لفكرة الرجوع للعيش معهم حتى يستطيع الإهتمام بوالده المريض حيث أنني أنا زوجته عاملة وأبنائنا يدرسون، حتى تستقر وضعية الأب، والله العظيم أخته أقامت الدنيا ولم تقعدها بمجرد طرح فكرة الرجوع إلى البيت ووصل الأمر إلى حد الضرب وتراشق التهم والسباب بين زوجي وأخته التي جن جنونها وكأننا غرباء أرادوا احتلال منزلهم وهذا لمجرد أوهام