أثرياء ينافسون سكان القصدير في سرقة الكهرباء

قيَدت مديرية سونلغاز بالسانيا، خلال السنة الماضية 276 شكوى متعلقة بسرقة الكهرباء عبر مناطق متفرقة لإقليم ولاية وهران، تسببت في شلّ وصول الطاقة للزبائن المعتمدين، وإحداث انقطاعات متكررة، نظرا لتفشي ظاهرة قرصنة الكهرباء على حسب ما وقفت عليه الفرقة المتخصصة في مراقبة الطاقة التابعة للمديرية الجهوية.

والشيء المحير أن سرقة واستغلال الطاقة لم يعد حكرا على الطبقات الهشة أو قاطني القصدير كما كان مألوفا في السابق، بل دخل ضمن رواق اللصوص الأثرياء وملاك مصانع وغيرهم حسب المصدر نفسه.
وفي سياق الموضوع أفادت المكلفة بالإعلام على مستوى المديرية السيدة وارث فاطمة، أنه تمّ تحرير 82 شكوى خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، تخص عمليات نهب وسرقة الكهرباء، أغلب المتورطين فيها هم أصحاب محلات تجارية، وملاك فيلات وأبراج سكنية وحتى مطاعم وفنادق وغيرهم، حسب ما رصدته الفرق المتخصصة في معاينة وضبط شبكات الكهرباء والغاز، حيث يتم اكتشاف سرقتهم لهذه الطاقة الحيوية في أوقات ممارستهم لنشاطاتهم اليومية، من خلال عمليات مداهمة مباغتة ومفاجئة، وحتى وإن اعتمد الفاعلون على طرق وسبل احتيالية لتفادي أعين الرقابة، إلا أن خبرة الأعوان تمكنهم في الكثير من المرات من ضبط هذه التجاوزات والممارسات.
وأضافت المتحدثة، أن الحالات التي يتم اكتشافها متنوعة، فهناك من يقوم بالربط المباشر من الشبكة عن طريق أشخاص غير مختصين بمقابل مادي، ما يجعل حياة الساكنة في خطر دائم، في حين أن هناك فئة أخرى تقوم بالتلاعب بالعدادات الكهربائية الخاصة باستهلاك الطاقة، كإحداث تعديلات وتغييرات في معدات يحتوي عليها العداد مثل الشفرات، أو فتح أو توسيع مكان البراغي، وهي كلها طرق وحيل يلجأ إليها هؤلاء من باب تخفيض فاتورة الاستهلاك.
ومن بين المناطق التي سجلت فيها أكبر العمليات من هذا النوع، حي صحراوى بعين الترك، دوار المروك بعين البيضاء، شطيبو ببلدية سيدي الشحمي، مسرغين، حاسي بونيف وحي الشهيد محمود وغيرها من الأحياء التي تحولت بمرور الزمن إلى نقاط سوداء تستدعي التدخل العاجل من السلطات المحلية للمحافظة على خزينة الدولة، علما أن القرصنة تكبد مديرية سونلغاز السانية سنويا، خسائر طاقوية قدرت بـ 85 ميغاواط ما يعادل قيمة 41 مليار سنتيم، وهو رقم مهول تقول نفس المصادر.