-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انهيار القدرة الشرائية وعودة أعراس المنازل

أعراس 2022 بلا مظاهر ترف وبهرجة

نادية سليماني
  • 2930
  • 0
أعراس 2022 بلا مظاهر ترف وبهرجة
أرشيف

يُنتظر استئناف موسم الأعراس وبقوة، الأيام القليلة المقبلة، في ظل استئناف كثير من نشاطات إقامة الأعراس، عبر الوطن، وانحسار فيروس كورونا بالبلاد. ويُتوقع أن تنخفض مظاهر “البهرجة والترف” في أعراسنا، بسبب انهيار القدرة الشرائية، واقتراب عيد الأضحى والدخول الاجتماعي، مع العودة لتقاليدنا السابقة في إقامة الأفراح.
تغيب كثير من مظاهر التبذير عن أعراس 2022، بحسب تأكيد أصحاب قاعات الحفلات ومنظمي الأعراس، بسبب انهيار القدرة الشرائية للعائلات، وتفضيل آخرين استثمار أموال العرس في كراء شقة الزوجية أو لتمضية عطلة ما بعد الزواج.
فقاعات الحفلات التي استأنفت نشاطها مؤخرا، يؤكد أصحابها أن عروض كرائها التي وصلتهم منذ نهاية عيد الفطر المبارك، تعتبر قليلة جدا مقارنة بنفس الفترة في سنوات خلت.. “محمد”، صاحب قاعة حفلات بمدينة خميس مليانة، أكد أنه كان يتلقى طلبات لإقامة الأعراس في قاعته، تصل إلى 50 طلبا في الفترة الممتدة بين بداية شهر ماي إلى نهاية شهر جوان فقط، دون الحديث عن حجوزات شهر أوت. أما حاليا، فقد قام بعشرة حجوزات فقط لقاعته للفترة الممتدة على شهرين مقبلين، “وهو عدد قليل جدا، مقارنة بمواسم صيفية ماضية، ومقارنة أيضا بانخفاض سعر كراء قاعتي، الذي لا يتعدى 5 ملايين سنتيم بكامل تجهيزاتها”، على حد قوله.

قلة حجوزات قاعات الحفلات مقارنة بفترات سابقة
وأكد محدثنا أن كثيرا من العائلات بدأت تستغني في حجوزاتها للقاعات، عن الطباخين والنادلين وحتى “ديسك جوكي”، الذي يوفره لهم مقابل أموال إضافية، وباتت تحضرها بنفسها.
وبرر محدثنا هذا التراجع في الحجوزات بانهيار القدرة الشرائية للعائلة الجزائرية، وأيضا “لأن جائحة كورونا، أدخلت عادات جديدة للأسرة، أو أعادت إحياءها، وهي تنظيم الأعراس والحفلات بالمنازل، في ظل وجود منظمي الديكورات”.

قاعات حفلات أغلقت بسبب إفلاسها
وفي السياق نفسه، كشف رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات، المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، بريكسي رقيق، في اتصال مع “الشروق”، أن كثيرا من أصحاب قاعات الحفلات، قاموا بتخفيض أسعار حجوزاتهم بين 30 إلى 50 بالمائة، بسبب تراجع مداخيلها تتراجع، بينما أغلقت كثير منها تفاديا للإفلاس.
وحتى أصحاب محلات بيع وكراء ديكورات الأعراس، عرفت تراجعا في الطلبات والمداخيل مؤخرا. وعن هذا، كشف مختص في كراء مستلزمات الأفراح، حاج عازم رفيق، من تاجنانت بولاية ميلة، أنه منذ بدأ نشاطه سنة 2011، لم يشهد تراجعا رهيبا في مداخليه، على غرار ثلاث سنوات الماضية من جائحة كورونا.

نشاط تأجير مُستلزمات الأفراح في تراجع رهيب
وقال في اتصال مع “الشروق”، بأن نشاطهم كان “مربحا جدا، سنوات خلت بعدما كانت مداخليهم تفوق 15 مليون سنتيم للعرس”، أما حاليا، فيكاد بيع مستلزمات إقامة الأفراح منعدما جدا، بينما يبقى نشاط كرائها مستمرا ولو على استحياء.
وبحسبه، هو يؤجر حاليا مختلف لوازم إقامة الأفراح، بأسعار بين مليون ونصف إلى 3 ملايين سنتيم بالنسبة للأعراس الكبيرة، أما الصغيرة منها فلا يتجاوز السعر 5 آلاف دج.
وأكد أن انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، تسبب في إفلاس كثير من النشاطات، ومنها مهنتهم التي تقاوم للبقاء، “أصبحنا نساعد أنفسنا بنشاطات ثانية لنتمكن من العيش، أما نشاطنا الرئيسي فتحول بدوره إلى مهنة ثانوية وغير مستقرة”، على حد تعبيره.

كراء سيارات العروس الفاخرة.. في تراجع رهيب
ومن جهتهم، يشكو مؤجرو سيارات العروس الفاخرة، من قلة المداخيل، بسبب تناقص الزبائن. وعن هذا أكد صاحب محل لكراء سيارات الأعراس الفاخرة “كبريولي” من ولاية قسنطينة، أحمد بولمعاني، لـ “الشروق”، أن قلة من العرسان أصبحوا يؤجرون سيارة نقل العروس الفاخرة، “الغالبية باتوا يحضرون العروس بسياراتهم القديمة، بعد تزيينها ببعض الورود، إنقاصا للتكاليف”، على حد قوله.
وبحسب محدثنا، ساهمت جائحة كورونا، في تراجع هذا النشاط كثيرا، بعدما كان مزدهرا قبلها، وكشف: “في فترة قبل كورونا، كنت أؤجر سياراتي الأربع طيلة أيام الأسبوع، إلى درجة كنت أعتذر عن كثير من الحجوزات، أما حاليا، فأنا أعمل في ثلاثة أيام فقط، الخميس والجمعة والسبت فقط، وباقي الأيام جالس بلا عمل”.
أما عن أسعار إيجار سياراته، فتتراوح بين مليون ونصف إلى 3 ملايين سنتيم.
وأشار رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء كراء السيارات، سيف الدين بن يحيى، لـ “الشروق”، بأن كراء سيارات الأعراس نشاط مهدد بالتراجع وبقوة بسبب قلة الإقبال، وهو عنصر من جملة مشاكل باتت تعانيها وكالات كراء السيارات، في غياب تنظيم يؤطرها من طرف السلطات المعنية بالقطاع.
وأبرز أن المواطن في الوقت الراهن، “لم يعد بإمكانه تأجير سيارة عرس فارهة بملغ 2 مليون سنتيم، لاستعمالها لساعات فقط بالموكب، أما وكالة الكراء فتتولى غسل السيارة وتوفير سائق لها وتزيينها بالورود.. فحتى كراء فستان العروس بات سعره أكبر من كراء سيارة عرس”.

تصديرة العروس “لا حدث”
ويشار، أن كثيرا من الشابات المقبلات على الزواج بتن يستغنين عن شراء التصديرة، وحتى كرائها، بل يلجأ البعض إلى “استلاف” تصديرة قديمة من صديقاتها وقريباتها، وأخريات يشترين فساتين سهرة بسيطة وملائمة لجميع المناسبات، بدل شراء ملابس تقليدية غالية، تلبس مرة واحد في العمر.
فجولة لـ “الشروق” بالمركز التجاري “الشاوي” بباش جراح نهاية الأسبوع المنصرم، كشفت لنا قلة النشاط الذي تعانيه محلات كراء ملابس العروس التقليدية، إذ وجدنا صاحبات المحلات المتواجدة في طابق واحد “يكدن” يخطفن الزبونات من كثرة إلحاحهن على النساء المتسوقات لكراء ملابسهن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!