-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمريكا الغارقة في وحل ميليشيات طائفية

أمريكا الغارقة في وحل ميليشيات طائفية
أرشيف

انتهى المشروع الأمريكي – الإيراني في العراق، وعباءة المرجع الطائفي في النجف، فقدت بريقها “القدسي” الزائف، فقد أسقط الشعب العراقي المنتفض شرعية وجودها، ولم تعد قادرة على إخفاء مساوئ التحالف /الصليبي – الفارسي/ الذي بنى سيء الصيت جورج بوش وعلي خامنئي قواعده التدميرية.

انكشف هذا التحالف الثنائي البغيض، وبات بلا غطاء مرجعي، والطرف الأمريكي يتنصل عنه ببطء دون خسائر، فقد انتهى دوره، طالما أضحى الطرف الإيراني بخططه التوسعية، عبءا ثقيلا على الأمن العالمي وأمن الشرق الأوسط تحديدا.

أما كان نظام “الولي الفقيه” يدرك أنه مجرد أداة مرحلية تخريبية، أجاد المحافظون الجدد بقيادة جورج بوش، توظيفها حسب أهوائهم، وهم يخوضون حربا صليبية تبشيرية، لم يخفوا الإعلان عنها، استدرجوا إليها المرجع الإسلامي الشيعي الأعلى، واستقطبوه في تخدير طائفة دينية، وإيهامها بصلاح ما اختاره لها من مسار جديد.

حرب جورج بوش الصليبية لملمت أوزار فشلها، وأدركت أمريكا عمق أخطائها الجنونية، لكن “ولاية الفقيه” لم تفق بعد، وتمادت في جنون الفتنة والترهيب والقتل، عائدة إلى تاريخ انهيار الإمبراطورية الفارسية في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب.

أمريكا مازالت غارقة في وحل أخطائها العسكرية/السياسية الموروثة، حتى كشفت عن ضعفها في الشرق الأوسط، هذا الضعف الذي لا يبرر انعدام تحمل مسؤولياتها، في إعادة الحليف المنتهية صلاحيته إلى قواعده، وإعادة الأمن النسبي لمنطقة الشرق الأوسط، وإيقاف آلة الموت التي تحركها “ولاية الفقيه” دون توقف.

حان الوقت للأمريكيين الذين يتقاسمون مع إيران إدارة الشأن العراقي لحد هذه اللحظة، وضع حد لأنهار الدم الجارية في العراق بدل جريان نهري دجلة والفرات بعد جفافهما، ووضع إدارة البيت الأبيض أمام الرأي العام العالمي في موضع الرافض لإرهاب مليشيات القتل الحاكمة في بغداد.

خطوة تتلكأ إدارة البيت الأبيض في اتخاذها، تخرجها مبدئيا من دائرة الأخطاء الإستراتيجية، التي تحاصرها الآن، هي إلغاء جميع الاتفاقيات السرية التي أبرمتها مع النظام الإيراني، لضمان نجاح غزوة جورج بوش العسكرية عام 2003، وترسيخ احتلاله للعراق.

أحداث الأيام الراهنة تعد الأسوأ على الصعيد الأمني، حيث تصاعدت جرائم الإرهاب وتنامى قمع وفساد السلطات الحاكمة والأحزاب الميليشاوية المؤتمنة في ديمقراطية زرعها جورج بوش على مصالح الدولة وشعبها، وأصبحت غطاء لجرائم القتل اليومي للمواطنين، في حملات إعدام فوضوية يتحول فيها المعدومون على يد فرق الموت الآتية من خلف البوابة الشرقية، إلى جثث مجهولة تنتشر في شوارع العراق.

لا وجود لحكومة مدنية حقيقية في المنطقة الخضراء، فالوجود المتنفذ مضمون للميليشيات الخارجة عن القانون، تتمظهر في شكل أحزاب سياسية ترعرعت في حاضنات إيرانية، دورها يكمن في بث الخراب والفوضى وتعطيل عجلة التنمية، وإذلال الشعب العراقي.

مسؤولون أميركيون لا يكشفون سرا خطيرا وهم يشيرون إلى أن مشكلة القواعد الأميركية المتواجدة في العراق تكمن في كونها ممنوعة من قبل قادتها بشكل كبير من مواجهة الميليشيات التي يتغلغل قادتها داخل المؤسسات الحكومية والعسكرية والدينية.

ويكمن الفشل الأمريكي في السيطرة على الميليشات وفرق الموت المتنفذة التي يديرها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، يكمن في انفلات من كان في نطاق سيطرة البنتاغون في مراحل النمو الأولى، واعتاد على تنفيذ الجريمة أيا كان شكلها، فالمجرم المنحرف لن يتحول إلى قديس في لباس “فقيه” سياسي قاتل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كمال الاوراسي

    اللهم انصر الاسلام والمسلمين ودمر الشرك ولمشركين ودمر اليهود الصهاينة الملاعين والامريكان الصليبيون وكل من تحالف معهم من حكام العرب الخونة الجبناء عديمي الشرف والدين والرجولة وعلمائهم الفاسدون علماء الدين الدنيويون الذين باعوا دينهم بدنياهم امين امين

  • كمال الاوراسي

    يا هذا ان امريكا هي الدخيلة والغريبة علي الوطن العربي وليست ايران الفارسية - العرب يخاطبون الناس حسب عرقهم وجنسهم وانتمائهم القبلي للاسف الشديد وهذه عنصرية مقيتة جدا عفا عنها الدهر - الجارة القديمة للعرب وقد اصبحت الان مسلمة بفضل الله عز وجل ..
    ايران تدافع عن جيرانها من الدخلاء والصهاينة والصليبيين النصاري الذين تقودهم امريكا المارقة الارهابية التي غرست الكيان الصهيوني في قلب عالمنا العربي وتدافع عنه -الصهاينة يحاصرون اهلنا بغزة ويقتلونهم ويدمرون بيوتهم ويشردونهم ويهودون مقدساتهم كالاقصي المبارك - وهي من زرعت مليشيا الرعب والقتل داعش السلفية واختها جبهة النصرة بتمويل سعودي صرف .