-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كشفت عن صور نُزعت عنها السرية

أمريكا تتهم النظام السوري بإنشاء محرقة للجثث في سجن صيدنايا

الشروق أونلاين
  • 2671
  • 0

اتهمت الولايات المتحدة، الاثنين، النظام السوري بإقامة “محرقة للجثث” للتخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم في السنوات الأخيرة، وحضت روسيا على ممارسة ضغط على حليفها السوري للتوقف عن عمليات “القتل الجماعي”.

ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية صوراً “نُزعت عنها السرية” والتقطت عبر الأقمار الصناعية لما قالت إنه مجمع سجن صيدنايا سيئ السمعة في شمال دمشق.

وتُظهر الصور عدداً من المباني، ويعود تاريخها إلى أفريل 2017 وأفريل 2016 وجانفي 2015 وأوت 2013. وكُتب في أسفل إحدى الصور عبارة “السجن الرئيسي”، وفي أسفل صورة أخرى عبارة مبنى “يُحتمل أنه محرقة”.

وقال مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط ستيوارت جونز: “نعتقد أن بناء محرقة هو محاولة لإخفاء حجم عمليات القتل الجماعية المرتكبة في صيدنايا”.


“ثلوج تذوب”

وعرض جونز على الصحافيين صورة تعود إلى جانفي 2015، تظهر ما بدا وكأنها ثلوج تذوب على جزء من سطح المجمع، وهو ما قد يشير إلى الحرارة المنبعثة من داخله.

وأوضح جونز، إن واشنطن حصلت على معلوماتها من وكالات إنسانية ذات صدقية ومن “المجتمع الاستخباري” في الولايات المتحدة.

وكانت منظمة العفو الدولية نشرت في فيفري تقريراً مرفقاً بصور، واتهمت النظام السوري بأنه أقدم على إعدام 13 ألف شخص بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا، منددة بـ”سياسة إبادة” تشكل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، لكنها لم تتحدث عن وجود “محرقة”.

وكان النظام السوري قد نفى صحة هذا التقرير واعتبره “كاذباً تماماً”.

وبحسب جونز، فإن “النظام السوري بدأ عام 2013 إدخال تعديلات على مبنى في مجمع صيدنايا ليصبح قادراً على احتواء ما نعتقد أنها محرقة“.

وقال نقلاً عن منظمة العفو الدولية، إنه يعتقد أن “ما بين خمسة آلاف وأحد عشر ألف شخص قُتلوا في صيدنايا بين 2011 و2015” ما يعني “50 جريمة قتل في اليوم”. لكن لم يستطع تأكيد ما إذا كانت “محرقة الجثث” لا تزال تُستخدم.

وتأتي هذه الاتهامات بعد زيارة للبيت الأبيض أجراها في 10 ماي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تُعدّ بلاده الحليف العسكري لسوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر ناويرت، إن “وزير الخارجية (ريكس) تيلرسون كان حازماً وواضحاً مع الوزير لافروف: روسيا لديها تأثير كبير على (الرئيس) بشار الأسد”. وقد طلبت واشنطن من موسكو “احتواء” نظام الأسد.

ولم يذهب جونز إلى حد اتهام روسيا بأنها شريكة في “الجرائم الجماعية” المرتكبة في صيدنايا تحديداً. لكنه ذكّر بأن “الولايات المتحدة أعربت مراراً عن استيائها من الفظائع التي ارتكبها النظام السوري“.


“دعم روسي غير مشروط” 

واعتبر الدبلوماسي، أن “هذه الفظاعات ارتُكبت على ما يبدو بدعم غير مشروط من روسيا وإيران“.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد رحّب، الأربعاء، إثر لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”التفاهم المتبادل” وبالرغبة في “التعاون” بين القوتين اللتين كانت العلاقات بينهما سيئة جداً منذ العام 2012 بسبب النزاع في سوريا بشكل خاص.

وأودت الحرب في سوريا منذ مارس 2011 بحياة “أكثر من 400 ألف شخص” حسب ما نقل جونز عن الأمم المتحدة. كما أدت إلى تشريد أكثر من نصف السكان وتسببت في فرار ملايين اللاجئين.

وعلى مدى ست سنوات، لم تتمكن واشنطن الداعمة للمعارضة وموسكو حليفة النظام من الاتفاق من أجل وقف المجازر.

ومع انتهاء رئاسة باراك أوباما (2009-2017) مالت الولايات المتحدة إلى الانسحاب من العملية الدبلوماسية وسمحت لروسيا بأن تمسك بزمام الأمور.

واتفقت روسيا وتركيا وإيران في بداية ماي، في سياق مناقشات كازاخستان، على إنشاء أربع مناطق لـ”تخفيف التصعيد” و”مناطق آمنة” للحد من العنف.

وأبدت الخارجية الأمريكية “تشكيكها” وفضلت “دعم” محادثات جنيف غير المباشرة بين النظام السوري والمعارضة برعاية الأمم المتحدة. وتُستأنف هذه المحادثات، الثلاثاء، من دون أن تُعقد عليها آمال كبيرة.

وقال نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف تعليقاً على اتهام النظام السوري بإقامة “محرقة جثث”، إن “هذا غيض من فيض، ما يحدث في سجون النظام أبشع من هذا بكثير“.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ليس لديه معلومات تثبت أن عملية إحراق جثث قد حصلت. لكنه أشار إلى أن هناك عدداً كبيراً من المعتقلين الذين تم إعدامهم وتتم تصفيتهم يومياً في سجن صيدنايا.

فهل يدفع ذلك دونالد ترامب إلى التصرف كما فعل عندما قصف قاعدة عسكرية سورية في أفريل؟ حسب شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض: “عندما يُصبح (ترامب) مستعداً” لاتخاذ خطوة “فإنه سيُعلم الجميع بذلك“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!