-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إن لم تكن مصالحة، فمصلحة!

الشروق أونلاين
  • 2645
  • 0
إن لم تكن مصالحة، فمصلحة!

بشائر الخير توالت تترى من داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد الحديث عن اتفاق يجمع الفرقاء الفلسطينيين المتمثلين في حماس وفتح

  •  أو لنقل في حماس والسلطة الفلسطينية التي يتهمها خصومها باختطاف منظمة التحرير الفلسطينية.
  •  واستبشر الناس، لأنهم رأوا كيف تحولت وحشية الصهاينة إلى ذرة في كومة قش، بعد ما طفت إلى السطح قضية الخلافات الداخلية التي عصفت بلذة الإنجاز الذي حققته المقاومة، وبدا وكأن الأمر تمركز حول من يمتلك أحقية إعمار غزة والاستفادة من الاموال العربية التي بذلتها بعد ما فقدت ماء وجهها: حماس التي كانت في قلب المعركة وفقدت نخبة من خيرة أبنائها؟ أم السلطة الفلسطينية التي تحاول أن تجعل من الريع العربي نقطة ارتكاز أخرى بعد ما فقدت مصداقيتها وكثيرا من ألقها، عندما ظهر للعيان أنها تحافظ على أمن إسرائيل أكثر من محافظتها على أمن الفلسطينيين، وبعدما خبت جذوة النضال وصار الحديث عن المقاومة مربوطا بالإرهاب ولا ينفك عنه.
  • لكنّ النقطة الأساسية التي ينبغي الالتفات إليها، هي مدى صدق العواطف الجياشة عندما يتعلق الأمر بالمصالح والنظرات والمواقف واختلاف أوجه الرؤى، ومدى صمود نقاط الالتقاء التي يتفق عليها الطرفان المتصارعان إذا هبت عليها عواصف الخلاف والفرقة والمصالح؟
  • من منا يريد أن يخيب مسعى الصلح بين الإخوة في حماس وفتح؟ ومن منا يريد أن تذهب ريح المقاومة التائهة بين آمال الماضي وآلام الواقع، ومسار أوسلو واتفاقيات دايتون؟ ولكننا مع ذلك لا نريد أن يطغى الأمل فيسلبنا نظرتنا الواقعية.
  • ما الذي تغيّر اليوم حتى تصبح المصالحة الفلسطينية ثابتا من الثوابت؟ وهل انتقلت السلطة الفلسطينية في نظر حماس من دائرة “الخيانة والعمالة” إلى دائرة “النزاهة وتغليب مصلحة الوطن”، كما انتقلت حماس من دائرة “تطبيق أجندة إيرانية أو إرهابية” إلى دائرة “الوطنية”؟ وهل يمكن بجرة قلم أن نمحو مآسي ما حدث بين الطرفين: من اغتيالات واعتقالات وسياسات مغالبة وشد وجذب، وانجذاب إلى محور دمشق وطهران، أو محور الرياض والقاهرة وواشنطن؟
  • لقد سبق وأن حاول الطرفان الالتزام بمصالحة لم تصمد أمام الانفلات الذي أفرزه الواقع: فاتفاق مكة لم يُكتب له العيش طويلا رغم تفاعل الجميع به بسبب مدلوله الروحي، واتفاق اليمن ولد ميتا وانقلب عليه المتخاصمان قبل جفاف مداد توقيع الزعماء، وها هو الاتفاق الجديد نفسه يبرز إلى الوجود تزامنا مع مطالبة السلطة الفلسطينية بضرورة احترام خياراتها، واتهام حماس لحكومة أبو مازن بممارسة الاعتقال حتى أثناء الحوار بين الطرفين، والله يعلم كم سيصمد هذا الاتفاق الذي لا يعدو أن يكون صمت كل طرف عن اتهام الطرف الآخر. 
  • على الطرفين، فتح وحماس، أن يتشبثا وسط هذه الكومة الكبيرة من الخلافات والتناقضات، بضرورة تغليب المصلحة الفلسطينية، وأنهما إن لم يتوصلا إلى مصالحة فعلية، فعليهما على الأقل أن يفكرا بمنطق المصلحة.. مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يزعم كل منهما تمثيله.   

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!