-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صدر الكتاب يوم الثلاثاء 12 سبتمبر:

إيلون ماسك.. سيرة تروي قصة رجل يريد إنقاذ البشرية

ماجيد صرّاح
  • 1134
  • 0
إيلون ماسك.. سيرة تروي قصة رجل يريد إنقاذ البشرية
حقوق محفوظة
"إيلون ماسك" هو العنوان الذي اختاره الصحفي وكاتب السير الأمريكي الشهير والتر إيزاكسون لرواية حياة أغنى رجل في العالم.

“إيلون ماسك” هو العنوان الذي اختاره وباختصار، الصحفي وكاتب السير الأمريكي الشهير والتر إيزاكسون لرواية حياة أغنى رجل في العالم وواحدا من بين أكثرهم إثارة للجدل. وهو الكتاب الذي صدر الأمس الثلاثاء 12 سبتمبر عن دار النشر الأمريكية سايمون أند شوستر. 

إيزاكسون، مؤلف السير الذاتية لشخصيات هامة مثل كيسنجر، فرانكلين، أينشتاين أو جوبز، وهي من أكثر الكتب مبيعا، تتبع إيلون ماسك لمدة عامين. حيث ولمدة ساعات، حضر اجتماعات مجلس إدارة “تيسلا” و”سبايس إكس”، التي يديرها ماسك، كما تحدث بالإضافة لماسك، مع عائلته وأصدقائه وزملائه وحتى خصومه.

كتب والتر إيزاكسون أن إيلون ماسك حين كان طفلاً في جنوب أفريقيا، كان يتعرض للضرب بانتظام من قبل المتنمرين. لدرجة أنه دخل المستشفى لمدة أسبوع بعد أن دفعته مجموعة إلى أسفل بعض الدرجات الخرسانية وركلته حتى تحول وجهه إلى كرة منتفخة من اللحم.

وهي طفولة أثرت كثيرا على شخصيته، خصوصا علاقته مع والده الذي لا يزال تأثيره على نفسيته حاضرا.
كبر ماسك بما يكفي وأصبح قادرا على أن “يضرب المتنمرين عليه”. لكنه أصبح “رجلا-طفلا”.

الناقدة الأمريكية، جينيفير سزالاي، تحدثت في نصها حول الكتاب والذي عنونته “يريد إيلون ماسك إنقاذ البشرية. المشكلة الوحيدة : الناس” عن إصابة ماسك بمتلازمة أسبرجر. وهي طيف من أطياف التوحد، التي تتسم بصعوبة المصابين بها بالتفاعل الإجتماعي والتواصل مع الآخرين وبالرغبات والأنماط السلوكية المقيدة.

ما جعل ماسك، يكتب إيزاكسون “سيئًا في التقاط الإشارات الاجتماعية”.  وقد وصفه الأشخاص المقربون منه بأنه يفتقر إلى التعاطف.

يخاف من انهيار الحضارة..

وفي الوقت الذي “يكافح فيه ماسك من أجل التواصل مع البشر الفعليين حوله، فإن خططه للإنسانية عظيمة”، تكتب سزالاي في نصها.

ماسك الذي يسير ست شركات، منها سبايس إكس الفضائية، كان يردد “بجنون” لموظفيه “الصاروخ القابل لإعادة الاستخدام بالكامل هو الفرق بين كوننا حضارة على كوكب واحد أو حضارة متعددة الكواكب”.

إيلون ماسك يدفع موظفي شركته للفضاء والأقمار الاصطناعية لخفض التكاليف والوفاء بالمواعيد النهائية القاسية لأنه يحتاج إلى ضخ الموارد في مشروع استعمار الفضاء “قبل أن تنهار الحضارة”. انهيار يتوقع ماسك أن يأتي من تغير المناخ، أو من انخفاض معدلات المواليد، أو من الذكاء الاصطناعي.

أما عن تسييره لشركة السيارات الكهربائية “تسلا”، فقال إيزاكسون أن ماسك يطارد ذلك مطاردة، ويصدر الأوامر “على الطائر”. فأوضح ماسك “إذا لم نتخذ قرارات، فسوف نموت”.

جينيفير سزالاي كتبت أنه وإن كان من المفترض أن “ماسك” كان يقصد بكلمة “نحن” شركة تسلا في تلك الحالة . لكن “ماسك ” يحب التحدث عن اهتماماته التجارية من خلال مصطلحات الأبطال الخارقين، لذلك يصعب أحيانًا التأكد من ذلك.

غلاف كتاب “إيلون ماسك”، لمؤلفه والتر إيزاكسون. الصورة من موقع أمازون.

الناقدة قالت أن إيزاكسون أوضح وباقتدار أن “ماسك ” لا يحب حقًا التراجع. يصر بعض مساعديه على أنه سيستمع في النهاية إلى العقل. لكن “آيزاكسون” لاحظ أثناء متابعته لماسك أنه عادة ما يسخر من أي شخص يقاومه باعتباره أحمقا ومخربا.

غرايمز، وهي طليقة ماسك التي أنجب منها ثلاثة أبناء تصف غضب ماسك الشديد بـ “الوضع الشيطاني”، وهو ما يتسبب حسبها في الكثير من “الفوضى”. لكنها تصر أيضًا على أن ذلك يسمح له بإنجاز الأمور.

وهو ما كتب عليه إيزاكسون “كما يعلمنا شكسبير، فإن جميع الأبطال لديهم عيوب، بعضهم مأساوي، وبعضهم مهزوم، وأولئك الذين نصفهم كأشرار يمكن أن يكونوا معقدين”.

وقد أنجب إيلون ماسك 10 أطفال من ثلاثة نساء. إحداهن هي شيفون زيليس، التي تعمل مديرة تنفيذية في إحدى شركاته، تقول عنه “إنه يريد حقا أن ينجب الأشخاص الأذكياء أطفالا”.

بالرغم من علاقاته، يكتب إيزاكسون أن ماسك منشغل في الغالب بأعماله، أين يكرر الحديث عن “الخواريزمية” ويتوقع من موظفيه “التشكيك في كل المتطلبات”، فهو يعتبر أن القواعد الوحيدة هي تلك التي تمليها قوانين الفيزياء”.

ماسك ينقذ البشرية

الناقدة تقول عن ماسك أنه اكتسب ما يكفي من القوة لإملاء قواعده. وتتحدث عن أهم سبق صحفي أوردته السيرة التي نشرها إيزاكسون، وهي رفضه طلبا بتوسيع تغطية الأنترنيت عبر أقماره الإصطناعية “ستار لينك”، وذلك بهدف منع أوكرانيا من شن هجوم على القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بطائرة بدون طيار. وهو قرار اعتبر ماسك أنه “ينقذ البشرية من حرب نووية” بذلك.

وقد دعا ماسك الأوكرانيين أنذاك إلى ”السعي إلى السلام”، وهو الذي وبعيدا عن لغة السلام “تنشطه التهديدات الخطيرة” حتى أنه دعى منافسه مارك زوكربيرغ إلى نزال داخل حلبة.

والتر إيزاكسون الذي لاحق ماسك مدة سنتين واطلع حتى على إيمايلاته، قال أن ما استنتجه هو أن ماسك وإن كان يتحدث عن “الخوارزمية” التي ستغير العالم، إلا أنه كان في الأخير يفعل ما يريد. وهو ما أثر كثيرا على ميزانيات شركاته.

ومن بين هذه الشركات، شركة تويتر التي اشتراها ماسك وغير إسمها إلى “إكس”. إضافة لتغيير تسمية “العصفور الأزرق” تويتر إلى إكس، فماسك غير القواعد في المنصة. وأعاد حسابات عدد من “المغضوب عليهم” سابقا والذين تم منع حساباتهم، مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وهو تصرف وبالرغم من أنه كبد الشركة خسائر كبيرة إلا أن ماسك تمسك به “دفاع عن حرية التعبير”.

حولها كتب إيزاكسون “لقد اعتبرها شركة تكنولوجيا، في حين أنها كانت في الواقع وسيلة إعلانية تعتمد على المشاعر والعلاقات الإنسانية”.

وعبر حسابه في “إكس” -تويتر ما قبل ماسك- يعبر بكل أريحية ودون قيود أو رسميات ويتفاعل مع أكثر من 156 مليون متابع.

ندوب الطفولة

إيكزاكسون لخص حياة ماسك بالقول أن الندوب التي تركتها طفولة ماسك في جنوب إفريقيا لم تندمل. وقد تطور اليوم ليصبح رجلًا طفلا قويًا ولكنه ضعيف، وعرضة لتقلبات مزاجية مفاجئة، مع قدرة عالية جدًا على تحمل المخاطر، وشغف للدراما، وإحساس ملحمي بالمهمة، وهوس قاسي وعنيد، يبلغ التدمير أحيانا. وقال إيزاكسون عن ماسك أنه و”على مر السنين، كلما كان في مكان مظلم، كان ذهنه يعود إلى التعرض للتنمر في الملعب. الآن أتيحت له الفرصة لامتلاك الملعب.”، وأكبر ملعب في العالم أراد ماسك إمتلاكه كان “تويتر”.

الكتاب مكتوب بالإنجليزية وفي 688 صفحة، ويروي حكايات مذهلة عن الأنتصارات والإضطرابات التي عاشها واحد من بين أكثر الناس تأثيرا في عالمنا اليوم. في أول يوم من إطلاقه، تصدر الكتاب قائمة الكتب الأكثر مبيعا على منصة أمازون.

ويمكن أن نقرأ في تقديم أمازون الكتاب بأنه يروي “القصة الحميمة بشكل مدهش للمبتكر الأكثر روعة وإثارة للجدل في عصرنا. وهو صاحب رؤية ينتهك القواعد ويساعد في قيادة العالم إلى عصر السيارات الكهربائية، واستكشاف الفضاء الخاص، والذكاء الاصطناعي. أوه، واستحوذ على تويتر.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!