-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استمرّ في الكذب حتى تصدق نفسك

عمار يزلي
  • 860
  • 0
استمرّ في الكذب حتى تصدق نفسك

في المجتمعات الشمولية، حيث الرقابة المفروضة على الكلمة وعلى الخبر وعلى المعلومة وعلى الرأي المخالف (..لا أريكم إلا ما أرى..)، تلجأ “الجماعات الاجتماعية”، إلى تهريب وتناقل المعلومة عبر الحامل الشفهي السمعي: من فم إلى فم ومن أذن إلى أذن، محاولة اختراق جدار المنع والرقابة والتحريم والتجريم! فالمعلومة خطر أحيانا والخبر في كثير من الأحايين “مهدد للمصالح العليا” والصورة تكون أخطر! القلق من انتشار الخبر والصورة، سياسيا كان أم اجتماعيا، كما رأينا ذلك لدى إعلام الكيان الصيهوني في حربه على الشعب الأعزل في غزة، هو الدافع ظاهريا وراء التشويه والفبركة والدعاية واستعمال كل الأساليب لللوصل إلى غاية واحدة، ولو بالكذب والافتراء والتلفيق. وهذا ما كان يقوله “غوبلز” وزير دعاية هتلر: “اكذب ثم اكذب.. حتى تصدق نفسك”!

فالوسيلة الأكثر فاعلية للدعاية للشيء، هي منعه من التداول أولا، ثم نشر نقيضه!

على المستوى المجتمعي، تقوم عناصر التلفيق باجتياز الحواجز القانونية عن طريق الالتفاف على التضييق، كما شاهدنا على مستوى محتويات المادة الداعمة لفسلطين إبان العدوان على غزة، وقبله، على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي التي تتحكم فيها خوارزميات “سيلكيون فالي”: المجتمع الافتراضي المعارض، عادة ما يجد ثغرات لمخادعة الخوارزميات ونشر مواد ومحتويات دفاعية أو حتى هجومية تصل إلى القارئ أو المشاهد، صورة ثابتة أو متحركة أو نصا أو رمزا: رمز البطيخ الأحمر مثلا الذي يمثل علم فلسطين بألوانه الأربعة. رمز المثلث الأحمر الموجه رأسه إلى أسفل، وهو رمز كتائب القسام في التدليل والإشارة للدبابات المراد إيضاحها للمشاهد على فيدوهات الإعلام الحربي. هذا المثلت، تحول إلى رمز، يستعمل في وسائل التواصل الاجتماعي، ليدل على الرغبة في قصف شيء لدى الناشر. هذا المثلث، هو مثلث العلم الفلسطني باللون الأحمر، قد يتحول إلى رمز وطني وهكذا، تنشأ الرموز.

المجتمع المرغم على استقبال السرديات الرسمية وفقط الرسمية ويمنع ما دونها، سيطور من آليات فك الرقابة من أجل اختراق جدار الصمت، وذلك بمختلف الآليات: نقل خبر عن ناقل الخبر، ترويج لخبر حتى ولو كان مفبركا، تغيير مضمون الخبر والمعلومة لسبب ذاتي أو موضوعي، تحوير وتغيير مصدر المعلومة أو إسقاطه على فاعل آخر، التغيير في الزمن أو في المكان أو في كليهما معا، التعمد في نقل ونشر المعلومة “المشوشة” أو نشرها بعفوية بتصديقه أو من دون تصديق أو حتى بالتشكيك! كلها أساليب في إحداث “الخبر” ونقل “المعلومة”: من هنا تنبع الإشاعة أو الترويج لخبر أو معلومة كاذبة “فاك نيوز”، ومن هنا يحدث الانتشار والتداول والاستهلاك وأحيانا رد فعل على فعل مانع لنشر الحقيقة، كما هي الحال في الإعلام الغربي والصهيوني، خلال العدوان الغاشم على غزة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!