الآذان.. في مالطا

عبد الناصر في كل الإستحقاقات البرلمانية العالمية، الانتخابات سجال مثل الحروب يوم لك ويوم عليك.. إلا عندنا فهي دائما بأيامها ولياليها على الشعب. فعلى الطريقة “البافلوفية” تتحرك الأحزاب كلما اشتمت رائحة الانتخابات، حيث تعود القاعات الثقافية مرتع العناكب لفتح أبوابها لممثلي الأحزاب الذين يصومون دهرا عن الكلام المباح ويفطرون على غير المباح.فعلى بعد أقل من ثلاثة أشهر عن الانتخابات البرلمانية عادت طبول الأحزاب لتقرع في مشهد جنائزي أدخل الشعب في شبه قنوط من المنتخبين الذين أحصت وزارة الداخلية منهم أزيد عن ألفي منتخب محلي متابع قضائيا. أما عن أداء أعضاء المجلس الشعبي الوطني الذي “يلحس” حاليا ما تبقى من القصعة فيمكن اختصاره في مبلغ 1750 مليار سنتيم التي ابتلعتها ميزانيته في أقل من خمس سنوات من دون أن يقدم “لقطة” واحدة تذكرنا بوجوده، اللهم المصادقة على حوالي ألفي تعديل هطلت عليه من سحب علوية في أزيد عن مئتي جلسة عامة كان “الشخير” فيها أقوى من صوت الحق.. والباطل معا”.

رؤساء الأحزاب الذين عادوا من “بياتهم” الشتوي والصيفي في محاولة يائسة لإقناع الناس بأنهم “هنا” أحسّوا هذه المرة أن لا أحد مستعد لسماعهم، حتى صرنا نخشى أن تقام التجمعات الحزبية في الحجرات الضيقة وحتى داخل السيارات في غياب كامل لمتابعي هذه “الأسطوانات” الحزبية التي تعِد ولا تفي وتقول ولا تصدق.. وهي في كل الأحوال تكرّر ذاتها.

الآن ونحن على شفا حفرة من نار الانتخابات البرلمانية من حقنا أن نتساءل ماذا قدم السلف حتى نطمع في الخلف؟ هم صرفوا 1750 مليار سنتيم أي حوالي 200 مليون دولار، فماذا جنى الشعب ماديا وأرقام الفقر تتضخم حدّ النكبة. هم صادقوا على 89 قانونا فهل غيّرت هاته القوانين من أحوال الشعب. هم درسوا 2884 تعديلا، فما محل الشعب من إعراب التعديلات. هم اشتغلوا 590 ساعة حسب إحصاءات سعيداني في خطبته الوداعية، فهل منحوا للشعب من هاته الساعات “دقيقة” رأفة وشفقة أو حتى قراءة فاتحة على روحه. هم طرحوا على الوزراء 559 سؤالا و347 مراسلة، فهل وصلت الشعب إجابات تشفي الغليل.