الأزمة المالية تجفف منابع تموين مهربي النفايات المعدنية بوهران

كشفت مصادر متطابقة عن تسجيل ميل محسوس في منحى عمليات سرقة النحاس خلال الشهور الأخيرة بوهران مقارنة مع السابق، ومعها بالصدفة التماس نفس التراجع تقريبا في نشاط تهريب النفايات الحديدية وغير الحديدية باتجاه المغرب، لأسباب ربطتها بفرض الجهات المختصة حصارا أمنيا ضد قراصنة الليل…

• وزيادة المؤسسات الضحية من تدابير تحصين ممتلكاتها بوسائل وقاية ومقاومة أكثر نجاعة، في حين تبقى النتيجة برأي المطلعين على الوضع من صنع الأزمة الاقتصادية العالمية وما ترتب عنها من إضعاف الطلب على المادة الأولية وتقليص الإنتاج، بما قطع الطريق لتمرير تلك المواد أمام اللصوص وبالتالي على المهربين.
• ويبدو أن الأزمة المالية العالمية التي حلّت معها لعنة السقوط الحر لاقتصاديات الدول الكبرى، وتتمنى في عزها الشركات العالمية عامة هدوء عاصفتها اليوم قبل الغد حتى لا تتكسر في سوق العمالقة ولا تُقوَّض لها أركان، قد جاءت على العكس عندنا بنعمة من نوع خاص، حسب ما كشفت عنه محصلات تدخلات المصالح الأمنية والجمارك التي تجمع على تراجع معدلات سرقة النحاس وتهريبه مع أواخر سنة 2008 بعد ما كان المؤشر في الذروة سنة 2006 و2007، ونفس الملاحظة تغذيها التقييمات السنوية لعديد المؤسسات التجارية التي كانت قد تأثرت في وقت سابق بنشاط العصابات الشرهة لكوابل النحاس والفولاذ وغيرهما من المواد التي تمثل غنائم مودعة في الشوارع وفي متناول خفافيش الظلام التي تلبس الليل كلما حل لكسب “الرزق”، حيث أكدت معظم التقارير الرسمية على رصد قمة الانخفاض المذكور والمثير للانتباه بصفة تلقائية مع ظهور مؤشرات الأزمة الاقتصادية العالمية، بما يعزز من جانب المعطيات السابقة التي كانت تشير إلى وجود علاقة وطيدة بين النشاطين، من خلال الحديث عن تواجد تنظيم إجرامي محكم ينسق في مهماته بين مجندين في الميدان لسرقة أنواع من المعادن الحديدية وغير الحديدية، وتحويل هذه الأخيرة في شكل نفايات على يد طرف ثان لتهريبها باتجاه المغرب، مثلما يلاحظ أن رياح الأزمة قد جنبت مؤسستي اتصالات الجزائر وسونلغاز تحديدا خسائر كانت محتملة، كما خففت العبء عن المصالح الأمنية لاصطياد اللصوص.
• فيما أكد فرع مدينة وهران لمؤسسة سونلغاز أن عصابات سرقة النحاس قد تمكنت في ظرف السنتين الأخيرتين 2007 و2008 من الاستيلاء على أكثر من 2950 متر من هذه المادة على مستوى شبكة توزيعها للطاقة الكهربائية بالمنطقة وحدها من دون احتساب ما تكبدته المؤسسة في ضواحي المدينة من خسائر في هذا السياق، وهو ما يمثل القرصنة على حوالي 3 كيلومتر من طول الشبكة مجزأة على كميات تراوحت بين 100 متر إلى 700 متر في كل عملية، وإن كانت بعض المسروقات النحاسية تشمل إلى جانب موصلات كهربائية، قاطعات ومواد معدنية من مراكز الربط والتوزيع.