-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في غياب الرقابة..

الأغنية الرياضية في الجزائر تدعو إلى العنف وتفكيك المجتمع!

الشروق أونلاين
  • 6323
  • 11
الأغنية الرياضية في الجزائر تدعو إلى العنف وتفكيك المجتمع!

كانت الأغاني الرياضية متنفسا للتعبير عن البهجة والفرح والافتخار بالانتماء، يتخذها الكثير من المطربين للحماسة، ورفع الروح المعنوية في الجمهور واللاعبين، ليست حديثة الوجود، بل عمرت مند عشريات عديدة، كان مضمونها في الغالب رياضيا وللتشجيع فحسب ولإبراز السرور والفرحة، لكن بظهور جيل متشبع بلغة العنف اتخذت منحنى أخر، وأصبحت للقذف والسب والشتم، وساهمت في الكثير من الأحيان في شحن الجمهور على العنف، فرقت بين الأفراد والجماعات، وزرعت الشحناء والتلاسن بين حتى ساكني تحت سقف واحد وصارت للتنابز بالألقاب والدعوة إلى التفرقة من أجل الجلد المنفوح.

“شباب يتنافسون على أرذل الكلام من أجل زرع الضغينة”

     في الوقت الذي تسجل فيه الكثير من الأشرطة والأقراص المضغوطة الدعوة إلى التسامح بين الأفراد، وإلقاء المحاضرات التي توصي بالمكارم ونبذ كل أسباب التفرقة، ظهرت بالتوازي معها أشكال أخرى من هذه الوسائل التي تدعو الى التفرقة والشتم والسب بكل الكلمات الجارحة من دون مراعاة لمقومات المجتمع الجزائري، تسجل في أكبر الأستديوهات حتى بهذه المعايير، الغرض منها التشهير للكره وإحلال الشقاق بين الأشخاص من أجل التحيز إلى فرقة من الفرق، ومن أجل ماذا؟ من أجل لعبة كرة القدم التي جعلتها كل الأوطان للترفيه والمنافسة الشريفة في إظهار القدرات الفكرية والعضلية وكذا التعارف، في المقابل جعلناها نحن للعداوة والبغضاء وإشعال نار الفتنة والتي زادت لهيبها هذه الأبواق عبر الأغاني الرياضية، التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه، فكلما تدحرج مستوى الرياضة عندنا الى الأسفل، زادت هذه الأغاني لهيبا في المدرجات من صناع شباب لم يجدوا من الصنائع كلها إلا هذا الصنيع المشتت للأخوة والداعي للتفرقة من دون مراعاة لقيمنا ولا لمبادئنا، في غياب الضمير.

“أغان تدعو إلى الشغب وأخرى للتمييز”

عندما يكون الحال فيما عدا ملاعبنا فالأمر هين، لكن عندما تتعدى التسجيل والنشر والتداول بين الأشخاص فالأمر أعظم، لقد رسخت هذه الأغاني لأفكار عدائية، يدعو فيها الكثير من الشباب إلى الشغب ونبد الهزيمة وحتى ولو بتهديم أسس الملاعب، وكل ما يحيط بها من أملاك بمختلف أنواعها، زرعت الشحناء والبغضاء، أخذت من نصوص قاموس العنف، ورسخت لثقافة الربح حتى على حساب دماء بعضنا، نحضر في الكثير من الأحيان الى أغاني شتم وسب للعباد وحتى رب العباد، من دون حياء ولا ضمير، وفيها ما يدعو إلى التفرقة بين أبناء البلد الواحد وبين الولايات وجعل البعض منها في مصاف الأحياء الراقية والأخرى ضمن مجال المناطق غير المتحضرة، بل اكثر من هذا يصفونها بأوصاف مشينة، يجعلها مؤدوها مستنقعا لصيد ضعاف النفوس، للوقوع في الملاسنات والشجارات، التي لا تنتهي حتى بنهاية الموسم الرياضي، وتبقى الضغائن بين الأفراد تنتظر حلول الموسم المقبل من أجل الانتقام، هي إذا بعض الرسائل التي تحملها هذه الأغاني التي أصبحت في يومنا هذا وسيلة للدعوة إلى  العنف والتفرقة وليس للتشجيع والروح الرياضية.

“نعيمة… اللحم لحلو… ألقاب للسخرية تجر إلى العنف”

    هي تعابير جارحة وألفاظ شارع، صفت إلى كلمات توافقها في التشجيع فأصبحت أبياتا لأغان تغنى في كل المناسبات الرياضية، من أجل التحريض والسخرية، سهر عليها البعض من الشباب في ليالي طويلة من أجل وضعها في إطار غنائي، استغلت المناسبات الرياضية للتشهير بها وتسجيلها في أسطوانات مضغوطة والدفع بها إلى السوق، ووزعت وحفظها العديد من الشباب والمشجعين المتعصبين لفرقهم وأصبحت الملاعب مسرحا لها في معزوفات جماعية، بل يحضر الكثير منهم من أجلها وليس لأمر آخر لمتابعة أحداث المقابلات.

ألقاب تطلق على الكثير من الأشخاص والأندية من أجل الاستفزاز، تحمل العديد منها آثارا سلبية على نفسية اللاعبين أو المشجعين تؤتي آثارها بالسلب على العلاقات بين الأندية، تترجم فيما بعد في العنف الذي يكون سببا في مخلفات وخيمة تصل إلى حد عاهات دائمة يحملها الكثير من الأفراد بذكريات سيئة على أجسادهم.

إن انتشار مثل هذه الألقاب كان في الماضي ينحصر داخل الملعب ويسمعها ماعدا من يحضر المقابلات في الملاعب، وكانت هذه الأخيرة مسرحا لها، لكن لما أصبحت تسجل وتوزع من طرف شباب يروجون لها عبر الأقراص المضغوطة، وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية، فقد مست شريحة كبيرة من المجتمع، بل أصبح الكثير من الشباب يكون فرقة مضادة للفرقة الأخرى دفاعا عن ألوان الفريق المحبوب عندهم، لكن بترجيع عنيف يساويه في الشدة أو يفوقه، وتحول الكثير من الشباب إلى ناطق رسمي للفريق لا للتشجيع فحسب، بل للرد على كل من يصف فريقه بصفات سيئة، تتصاعد بذلك اللهجة بينهم بألفاظ عنيفة، وغير موزونة، المهم فيها هو رد الكيل بمكيالين، ومن هنا تنتشر البغضاء والفرقة بين حتى أقرب الناس إلى بعضهم.

“ضغينة معلنة… في غياب الرقابة”

   إن هذه الأغاني التي تسوق في الكثير من الأماكن بعد تسجيلها في استوديوهات معروفة، لا تخضع لمعيار الرقابة، كيف لا، وهي تسوق بالرغم من كل النوايا السيئة، وما تحمله من العنف اللفظي، الذي أصبح لدى العديد من الشباب الطريق الأسهل في الوصول إلى الأعراض وشرف الغير من لاعبين ومشجعين وغيرهم من دون استثناء، يختفون وراء اسم المناصرين الأوفياء، وفي طيات أغانيهم يحملون الكره والحقد للغير، بل لا تقوم هذه الأغاني إن صح هذا الاسم عليها إلا على كل لفظ يدعو إلى الانتقام وكل ما هو شر.

 “فرق بأسماء مستعارة… وبأفواه عفنة”

  لعل الملاحظ في الكثير من هؤلاء الشباب هو اتخاذهم لأسماء مستعارة سواء لأندية أوربية أو لفرق مشهورة في العالم، لا ندري لماذا، هل تبركا او تأثرا بالرغم من الاختلاف في المبادئ والعقيدة، غير أنها تضم الكثير من الشباب بأفواه نتنة، لا تنطق إلا بالفتنة والسخرية والدعوة إلى الخصام، مستعملة في ذلك كل ألفاظ التجريح والطعن في شرف الغير من دون سبب مقنع، بل منهم من يحرض على سفك الدماء باستعمال كل ما هو ضار ولو لأهداف غير معروفة، المهم في رأيهم هو إثبات الرجولة والشجاعة من وراء أبواق خاوية، لا تنطق بالحق، تراهم يتفننون في السب والشتم من دون رادع ولا حياء. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • امحمد الأول

    وسائل الإعلام هي سبب هذا الداء والأحداث التي سبقت مقابلات الجزائر ومصر الثلاثة أثناء التصفيات المؤهلة إلى جنوب إفريقيا2010 خير دليل على ذلك:موقعة-معركة -الزحف -نصر أكتوبر....... والهدف من هذا هو تأجيج المشاعر لمؤازرة الفريق بهذه الطريقة الخاطئة.
    من الضروري جدا رسكلة مستخدمي وسائل الإعلام حول اجتناب استعمال خطاب يدعو بأي طريقة ما إلى العنف وتجريم هذا الفعل.

  • الاسم

    إننا نعيش في مجتمع بلغ فيه التعفن إلى حد التحلل التام؟

  • abd

    one two thre four
    l'Algérie mon amor
    nous sommes toujours forts

  • الاسم

    هذا نتاج أربعة و عشرين عاما من محاربة الفضيلة و الأخلاق و الاستقامة و التربية الرشيدة و الدروس المسجدية التي كان يحضرها الآلاف في السبعينات و الثمانينات تحت مسى محاربة التطرف و الإرهاب ... فها قد جاءكم جيل ممسوخ مفرغ من أي محتوى و أي قيمة يفسد و لا يصلح يخرب و لا يعمر فافرحوا بزرعكم الذي ربيتم ؟؟؟

  • الاسم

    الركاكة في المستوى طالت كل المجلات في الجزائر و و صلت حتى لتفكير المواطن الجزئري البسيط مرورا بالإعلاميين فلن تجد اية جريدة او قناة في العالم تشتم و تحتقر و تصغر الآخرين كما تفعل وسائل إعلامنا المحترمة و تكملها تعليقات البسطاء من المواطنين الذين سارو على طريق وسائل إعلامنا فأصبحنا مثالا لا يقتدى به في نظرتنا للآخرين و عدم إحترامنا لمن يخالفنا الرأي !! مشكلتنا اننا منغلقون عن العالم لا نرى إلا بعيون القائمين على إعلامنا .

  • حسام الدين

    طبعا الأغاني الوطنية عدائية فالكل يعرف أن الحكومة (عاجبها الحال) لا تريد أن يتحد الشعب و إلا سيصبح كارثة عليهم

  • الاسم

    الرياضة في حد ذاتها تدعو للعنف ، و ما الخياة الدنيا إلا لعب و لهو و تفاخر بينكم ، و الرياضى هي وسيلة "حضرية" لإبراز القوة و التفوق على الغير و لا يمكن هذا إلا بتطبيق شعار إبليس "أنا خير منه" و هل سمعتم بالشيطان ينصح بالأخوة و الصداقة ؟

  • الاسم

    أغلب الفرق الموسيقي الرياضية التي تدعو للعنف هي من العاصمة وحتى إن وجدت في ولايات أخرى فتأثيرها لا يصل لتأثير الفرق العاصمية المنسلخة عن هويتها بالطول و العرض إنطلاقا من تسمية هذه الفرق والتي أغلبها تنسب لمدن إيطاليا؟؟ الى استعمال اللغة الفرنسية في كلماتهم بكثرة مرورة بأفكار العنف و التكبر و إهانة الغير التي يستعملونها في كلماتهم و كل هذا راجع لسياسة فلو كان يوجد فريقين فقط في العاصمة لتم الحد من العنف القاهرة التي بها 20 مليون نسمة ولا يوجد بها 4فرق تنشط في درجة الاولى و 5 في الثانية و لست أدري كم في الثالثة

  • مصطفى باب الواد

    شباب اكثرهم جاهل وامي مادا تنتظر منهم رفضتهم المدارس وبين عشية وضحها اضبحوا في الشوارع بلا رقيب ولا حسيب لا من الاولياء ولا من المجتمع لا نوادي ترفيهية ولا ثقافية تقود وتنظم هده الفئة وتنقدها من الضياع و الهلاك ومادا نريد ان ننجب من الشارع غير المخدرات و المؤثرات العقلية و المشروبات الكحولية لتي تؤدي الى العنف وماجرى من جريمة قتل مند ثلاثة ايام في باب الواد خير دليل علا ما وصلنا اليه من اخطار و حتى الادهى و الامر المؤسسات التربوية لم تسلم من هده الافاة ادا المسؤلية اولا ملقات على الاب بدرجة الاولى ثم الام ثم الدولة في المرحلة الثانية

  • نصرو الجزائري تحيا الاغنية الرياضية الجزائرية بكل ماتحمله من معاني سامية وروح وطنية

    تحيا الاغنية الرياضية الجزائرية النزيهة والى الامام اما عن
    اشباه الاغاني وهي ليست من الروح الرياضية ولا من الادب في شيء فان اول من يرفضها الجمهور الرياضي الحقيقي ولاشك انها الاقل انتشارا ونجاحا على عكس الروائع التي زادت من حماسة ووطنية الانصار والجمهور ككل وتركت بصمة فنية ورياضية جزائرية بامتياز بلغت العالمية وجلبت الاعجاب والغيرة

  • الاسم

    ماعندوا مابقى وتفنى دنيا علامة ساعة فاحشة انتشرت بشكل رهيب حتى نهي عن منكر انقرض كاش نهار تبلعنى ارض