-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غزو العارضين ونجوم المواقع للدراما.. محمد شرشال يكتب

الإنتاج التلفزيوني تحت رحمة السماسرة

زهية منصر
  • 1193
  • 2
الإنتاج التلفزيوني تحت رحمة السماسرة
ح.م

انتقد المخرج محمد شرشال الأعمال الرمضانية المقترحة على المشاهد الجزائري خلال هذا الموسم.

وقال شرشال إن “برامج التلفزيونات لهذا رمضان، لا ترقى لمستوى وطموحات المشاهد الجزائري، بل تجاوزت حدها إلى الاستهتار بذوقه، والتعدي على ذكائه من خلال مسلسلات ساذجة لا طرح ولا فكر ولا شخصية ولا حتى تقنية، وسلاسل سطحية مستهلكة ومستنسخة، إلى سكاتشات بالية قديمة رثة إلى كاميرات خفية رخيسة، تعتمد العنف بكل أشكاله من أجل الإضحاك. “

وأرجع كاتب سيناريو الجمعي فاميلي سبب فشل الشبكة البرامجية إلى جشع المنتجين المكلفين بالتنفيذ أو السماسرة كما سماهم شرشال حيث يقدم هؤلاء مشاريعهم إلى التليفزيونات ويأخذون المال للإنتاج ويتصرفون فيه بمنطق يضمن لهم الشكارة حيث يتعمد المنتج الاستعانة بالأيادي الرخيصة والتي لا يهم مستواها من السناريست الى الممثلين والتقنين.. وقد يحدث هذا بالاتفاق وتواطؤ مع المخرج بما يضمن للمنتج نسبة ربح كبيرة من المشروع دون تقديم عمل في المستوى.

وأضاف شرشال في ورقة تحليلية تناولت البرامج الرمضانية نشرها على صفحته بالفايسبوك أن المنتج يستعين عادة بأصدقائه ومعارفه كما يقتصد في أماكن التصوير قد تصل إلى مكانين على الأكثر والتسريع في عملية الإنتاج لتوفير المال رغم أن المنتج يتحصل على المال الكافي للتصوير من التلفزيونات.

هذا إضافة إلى تضخيم الفواتير “لتبرير سرقته لأكبر نسبة من ميزانية المنتوج والتعدي حتى على حقوق الفنانين والتقنيين، حيث شهدنا في كثير التجارب شكوى هؤلاء من عدم تلقي مستحقاتهم حتى بعد بث أعمالهم.”

كما تناول شرشال أيضا في ذات الورقة معاناة الإنتاج التلفزيوني مع الدخلاء والانتهازيين والمتطفلين الذين يتخذون من هذا المجال وسيلة للربح السريع بحيث ينتظرون حلولا شهر رمضان للإسراع في إنتاج أي شيء فيسقطون في التسرع والاستسهال.
وانتقد شرشال الاستعانة بـ “أشباه مخرجين”، وأنصاف سيناريست، من عارضي الأزياء والمطربين الذين انقلبوا دون تمكن إلى مهنة التمثيل التلفزيوني لا لشيء إلا لكونهم جميلي الوجه وذوي قوام فتان إضافة إلى ظاهرة البودكاستر الذين غزوا التلفزيون، فالقنوات أصبحت تغازل الجمهور من خلال استغلال شعبية هؤلاء البودكاست، فيستدرجون محبيهم من خلال منحهم فضاء التلفزيون يعبثون فيه كيفما شاؤوا، على حساب المتكونين في الميدان ومختصيه. فالمنتج هنا وبدل أن يبحث عن أهل الاختصاص ليصنع جمهورا، أصبح يجري وراء من لهم شعبية في اليوتيب أو الأنستغرام أو السنابشات ليكسب جمهورا جاهزا على طبق من لايكات”.

في سياق آخر انتقد صاحب “جي بي اس” اللجوء إلى التحايل على المشاهد بالاستعانة بنجوم مستهلكة لا تعمل على تجديد نفسها بتكرار ما تم مشاهدته في السابق حتى أصبح هؤلاء “ممثلون نمطيون يكررون أنفسهم في كل مرة، هذا زيادة على كثافة تواجدهم، حيث تجدهم في كل الأعمال “. كما استغرب المتحدث “رضوخ بعض الوجوه المحترمة الأكاديمية، المتمكنة والمعروفة والمشاركة في أعمال لا ترقى إلى مستواهم، بل تسيء إلى سمعتهم وفنهم. لقد لاحظت وبكثير من الأسف والحسرة قبول ممثلات وممثلين محترمين لأدوار ثانوية أمام بطولة أناس هم أصلا إهانة للتمثيل. إن هذا التنازل لا يمكن أن يبرئ هؤلاء حتى وإن كان السبب العوز” .

ودعا شرشال إلى التحرك لإنقاذ القطاع وتقنين المجال لمنع الدخلاء والانتهازيين من استغلاله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • نحن هنا

    ومتى كان الانتاج التيليفيزونى خارج رحمة السماسرة؟؟؟

  • الحكمة

    عندما تصبح الكاميرا الخفية تبحث عن مشاهدين ، بالتجوال بين القبور و نبشها ، و كسر حرمتها ، من أجل اضحاك المتفرجين ، و عندما تقدم صور صادمة لأطفالنا الصغار ، فأعلم أنك لا تحمل رسالة بريئة صادقة ، بل تؤرخ للركاكة و البزنسة و السرقة ، و هم السمات التي تميز المشهد الرمضاني .