-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قدمت وثائقي "الصيام الأزرق" على التلفزيون الجزائري.. فتيحة بوروينة:

الإنتاج التلفزيوني في الجزائر مازال مجالا ذكوريا وتحكمه الصحبوية والعشائرية

زهية منصر
  • 1999
  • 6
الإنتاج التلفزيوني في الجزائر مازال مجالا ذكوريا وتحكمه الصحبوية والعشائرية
ح.م
فتيحة بوروينة

استقطب الفيلم الوثائقي “الصيام الأزرق”، الذي عرضه التلفزيون الجزائري حول الصيام عند التوارق، الاهتمام بما يطرحه من مضمون ثقافي وسياحي في منطقة من مناطق الجزائر الشاسعة. مخرجة ومنتجة الوثائقي الإعلامية فتيحة بوروينة تتحدث عن مغامرتها في اقتحام هذا المجال.

كيف كانت البداية وهل كانت الانطلاقة سهلة؟

كان قرار الانطلاق من أصعب ما اتخذت من قرارات بعد ترملي قبل 11 سنة، وأعني قرار إنشاء وكالتنا الصغيرة للإنتاج السمعي البصري “فكرة برود” منتصف عام 2017، بالاستفادة من آلية دعم تشغيل الشباب “أونساج”، استثمرت في أولادي الذين استلموا اسمهم الجديد (يتامى) وعمرهم لا يتجاوز 8 و13 سنة، وسهرت على نجاحهم واستثمرت فيه ومنه جاء قرارنا نحن الثلاثة (جميعنا تخصص إعلام واتصال وسمعي بصري)، انطلقنا والإصرار في كف على تجاوز كل العقبات، لقد تركت كل شيء حتى لا أشتّت جهودي وأضمن مرافقتي الدائمة لأولادي نصحا وتوجيها.

لماذا اخترت مجال الوثائقيات وما هي العراقيل التي واجهتك؟

صناعة الوثائقيات هي كل ما ينقصنا في بلد قارة مثل الجزائر باذخ في تنوعه الثقافي والجغرافي والهوياتي، قبالة هذا الزخم، قليلة جدا الأفلام والأشرطة الوثائقية التي تستثمر في هذا التنوع وتشتغل عليه، يشرفني جدا أن أكون أول جزائرية تقرر ترك كل شيء لتتخصص في الوثائقيات، متيقنة من كون ملعبي الوحيد هو صناعة الوثائقيات وسأمضي فيها مهما كلفني الأمر. وقرار بعض المنتجين مثلي الاشتغال على هذا الجنس السينمائي الراكد يعد مغامرة حقا لكنه مغرٍ لتوفر المادة حد التخمة في الجهات الأربع من الوطن.

يعرف قطاع الإنتاج في الجزائر فوضى ومشاكل كيف يمكن برأيك تنظيمه؟

لا يزال مجال الإنتاج السمعي البصري مجالا ذكوريا بامتياز، وأن تجدي كمنتجة مكانة وسط هؤلاء بالأخص إن كانوا يسبقونك في المجال سنوات من قبل، فالأمر معقد، الإنتاج في الجزائر يعاني أزمة تمويل أساسا، قد تحوزين أجمل الأفكار وأجمل السيناريوهات، لكنها ستظل في درجك كغصة في حلقك في حال لم تفلحي في إيجاد ممولين. أنا كمنتجة أحوز كل تجهيزات التصوير، لكن غالبا ما أجدني أقابلها وتقابلني دون حيلة. أرفض أن أحوّل وكالتي الصغيرة للإنتاج إلى دكان لكراء العتاد، أحلامي أكبر من هذا، أي جمع المال فقط، ومشاريعي أهم!! محبِط لكون رجال الأعمال عندنا متأخرين مقارنة ببلدان مجاورة أو بعيدة في التعاطي مع المنتجين. لقد تمكنت بإمكانياتي الخاصة المتواضعة من إنجاز برنامج تنافسي عائلي “من سيربح الرحلة؟” أول برنامج لتعزيز السياحة الداخلية وتشجيع الجزائريين على اكتشاف بلادهم، تلاه فيلمان وثائقيان انتهيت منهما مؤخرا، أحدهما بتمويل من صندوق دعم الإنتاج السينمائي (فداتيك)، التابع لوزارة الثقافة عنوانه “ألقاب الجزائريين.. النقمة الفرنسية”، والآخر بإمكانياتي الخاصة، وهو الذي يعرض هذا رمضان على الجزائرية الثالثة في التلفزيون العمومي وأعني “الصيام الأزرق”.
إلى حد الآن، أجد صعوبة في الظفر بممول لبرنامجي “من سيربح الرحلة؟”، رغم أنه برنامج تنافسي عائلي يهدف إلى تعريف الجزائريين ببلادهم سياحيا، أعتزم إطلاق موسمه الثاني “موسم الصحراء”، لكن ذلك مرهون بالسبونسور!! أعتقد جازمة أن تصويب الوضع في قطاع الإنتاج السمعي البصري يقتضي أولا وضع معايير فنية وتقنية وأخرى تعنى بالمضمون، بناء عليها يتم إجازة الإنتاجات التي تستحق أن تعرض على الناس، حفاظا على الذوق العام، والحرص على إشراك الممولين في هذه العملية، أي حثهم على منح الرعاية المالية لمن يستحق بناء على تلك المعايير لا معايير الصحوبية. مؤسف أن يصير للجزائر ما بعد 12/12 ثلاث هيئات تعنى بالثقافة ونجد أنفسنا أمام وضع بائس يغرق فيه قطاع الإنتاج السمعي البصري ولا منقذ!!

يعود الحديث في كل مناسبة عن مشاكل السيناريو في الإنتاج التلفزيوني بصفتك كاتبة سيناريو الوثائقي ما رأيك في هذه المسألة؟

نناقش هذه المسألة منذ سنوات، وفي رمضان تحديدا، بعدما نصدم في كمّ الرداءة التي تسيطر على معظم الإنتاجات الخاصة بالشهر الكريم، هذا مؤسف! في العام الثاني من إطلاق “فكرة برود”، تواصلت مع كاتبة السيناريو المعروفة نادية درابلية، اقترحت علينا سيناريو جميل الحبكة واللغة والبناء الفني، لقد أمضيت به قرابة العام وأنا أبحث كمنتجة منفذة عن ممولين أو قنوات خاصة تشارك في التمويل، ولكن لا شيء، فقط خيبة وإحباط، لقد وجدت بعدها سيناريوهات تافهة ومبتذلة تعرض في الشهر الكريم وتحظى بالتمويل بالملايير لأن أصحابها لهم علاقات صحوبية أو عشائرية أو جهوية مع الممولين تجعلهم يحتكرون المجال. نشعر بامتعاض العامة من بعض ما يعرض الآن في رمضان وليس كله، تلمس ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي لا شك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • علي الجزائري

    للاسف لم نستفد من جوهر الحضارة الغربية بعدة مجالات ومنها الوثائقيات واكتشاف المحيط والقارات والفضاء
    بل العكس الانتاج السينمائي بالجزائر وبقية عالمنا المسلم مهووس باعادة رسكلة قشور الحضارة الغربية
    وهدفه ضرب القيم والانتماء والاصل والعادات والتقاليد لدينا وتخريج جيل مهجن لا اصل ولا انتماء له

    انصحك اخت فتيحة بفتح قناة على اليوتيوب والتعريف ببرنامجك وافكارك واهداف مشروعك
    وستجدين دعم من اناس كثر ,
    الاعلام الرسمي بعالمنا المتخلف لن يسمح لاي كان ان يعرض به افكاره واهدافه لانه لا يراد لنا النهوض والتقدم بل يراد لنا ان نبقى متخلفين ونباع ونشترى مثل القطعان بالاسواق من يدفع اكثر يحكمنا .

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    شكارة تع حليب ما قدرناش نتحكمو فيها ، و راكم تهدرو على الانتاج التلفزيوني ، عجب

  • محمد☪Mohamed

    وهل يوجد أصل إنتاج !!
    غيرالشكيل تاع البهاليل.

  • العراب النبيل

    الانتاج في الجزائر لا يعاني مجرد ضعف التمويل فحسب، بل هم مستعمر من طرف شرذمة ( يحسبون كل صيحة عليهم ) شرذمة تقول باعلى صوتها ( انا و بعدي الطوفان ) و سبب ذلك و غيره من مصائب الفن و الثقافة هو تردي المشهد الثقافي العام برمته .. بعض المسؤوليين لا زالو يعدون المشهد الثقافي مجرد زائدة دودية. ناهيك عن شح الحقيبة الثقافية و سؤ تسيير المنظومة الثقافية بسبب تعينات الكوطا سابقا.. لكن نامل التغيير لاحقا مع المنظومة السياسية لبلادنا و الاصلاحات القادمة، كلها امور تبعث فينا بصيص من الامل و الا لاشرفنا كلنا على انتحار ثقافي وطني بامتياز.

  • لعجب

    احكموا دياركم وتصرفو كنساء وربوا اجيال صالحة مش تضالو هاملين برا ورا الخدمة ومبعد تقولو الراجل يحوس عليها خدامة حابين تختلطو بالرجال بالسيف بوتفليقة زرع فيكم الفيروس وراح

  • مومن - بشار

    الانتاج التلفزيوني حكرا على الدزيريين و من يدور في فلكهم ، أمّا المواهب الاخرى الكبرى المنتشرة عبر كامل التراب الوطني المتنوعة فلا اثر لها .