-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تغلّبت على الفرنسية

الانجليزية تزيح الفرنسية من واجهات محلات بالمدن الجديدة

عصام بن منية
  • 5918
  • 1
الانجليزية تزيح الفرنسية من واجهات محلات بالمدن الجديدة
أرشيف

يبدو أن خيار الإنجليزية، لتعويض الفرنسية، كلغة ثالثة في البلاد، بعد اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، لم يبق مجرد برامج للتدريس فقط، وإنما صار خيارا شعبيا لاحظته “الشروق اليومي” في استطلاع قامت به في بعض شوارع ولايتي قسنطينة وقالمة، كنموذج ينطبق على غالبية المحلات التجارية بشكل عام، وخاصة منها الجديدة أو المتواجدة في المدن الجديدة بمختلف الولايات.
وهي لافتة للأنظار في المحلات ذات الأعمال الشبابية،والتي يدريها تجار شباب مثل صالونات الحلاقة والأكلات الخفيفة والبيتزيريات والملابس العصرية وحتى المدارس الخاصة والروضات، إذ لا تجد غير كلمات إنجليزية مثل: shop, school, center, best، وغيرها من الكلمات الطاغية المكتوبة في مختلف المساحات التجارية التي صار يحفظها حتى المتقدمون في السن من النساء والرجال.
سألنا صاحب محل لبيع المواد كهربائية يدعى سفيان في الثانية والثلاثين من العمر، عن تركيزه على اللغة الإنجليزية فقط في محله، فقال بأن السلعة أصلا مستقدمة من بلدان تتعامل باللغة الانجليزية، وقال، بأنه وجد نفسه مجبرا على تعلم اللغة الإنجليزية من أجل التعامل مع المؤسسات المتواجدة في تركيا والصين وبلاد أوربية أخرى مثل إيطاليا عبر البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، كما أنها تقدم نبذة عن منتجاتها في صفحاتها وعن كيفية الاستعمال وكلها باللغة الإنجليزية، أما الفرنسية فاعتبرها سفيان لغة تجارية عرجاء، لا يمكن أن تفيد من يتقنها لوحدها إذا أراد النجاح في تجارته.
ويرى محدثنا بأن تغيير الكتابات الإشهارية على واجهة محله، أمرا صار يلقى التجاوب من الزبائن الذين يقتنون مختلف المواد الكهربائية وأحيانا يطلبونها بلغة إنجليزية سليمة، وقدّم لنا علبا لمختلف المواد المستعملة حاليا كلها مكتوبة باللغة الانجليزية، وقال بأنه لم يعد يرى الفرنسية إلا على ألسن البعض فقط.
أما سلمى وهي صاحبة مطعم، فابتسمت وهي تقول: “لم يعد الجزائريون ينطقون سوى مرطب الميلفاي بالفرنسية، أما بقية الأكلات الخفيفة التي ظهرت مؤخرا فهي تحمل أسماء بلغات أخرى مثل الإنجليزية في الهامبرغر أو التركية والشامية مع الشوارما أو مكسيكية مثل التاكوس”، واعتبرت حمل مطعمها لكتابات باللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية أمرا عاديا وتحوّل ضروري من لغة تحتضر في ديارها وفي لسان أهلها،إلى لغة مساعدة لولوج العالم مع الجزائر الجديدة.
وقال سفيان وهو عامل في مطعم، بأن كلمة “فاست فود” مثلا، تغلبت على كلمة “ريستورون” بالفرنسية، منذ سنوات عديدة، أما عن المحلات التي تبيع الماكياج أو صالونات الحلاقة ورياضة كمال الأجسام والصيدليات ومدارس تعليم مختلف اللغات ومحلات بيع الهواتف النقالة وأجهزة الاستقبال أو الحواسيب، فقد انتقلت في غالبيتها من الفرنسية إلى الإنجليزية مع بقاء اللغة العربية العنوان الأكبر في الحكاية.
الزبائن في مجملهم استحسنوا مثل هذا التحول اللغوي، الذي ترجمته الأستاذة علجية وهي معلمة متقاعدة كانت تدرّس الفرنسية بالقول: ” كنا في زمن سابق لا نقرأ سوى الفرنسية على المحلات التجارية، بل إن أطفالنا الصغار تعلموا هذه اللغة من كتابات المحلات التجارية مثل سودار وبولنجيي وفرماسي وكوردوني، قبل أن يجبر الرئيس الراحل هواري بومدين التجار على نزع اللغة الفرنسية وتعويضها بالعربية في مرحلة التعريب الشهيرة، ثم عادت فوضى اللغات على المحلات، قبل أن يصبح الخيار شعبيا وهو تثبيت الإنجليزية كأول لغة أجنبية في الجزائر، ليس على المستوى الرسمي وإنّما الشعبي أيضا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • kamal

    من المفروض و الواجب أن تكتب كل لافتات المحلات التجارية بالعربية.