-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التأهل”المونديالي” المنسي

التأهل”المونديالي” المنسي

عاد لاعبو المنتخب الجزائري لكرة القدم، إلى أهاليهم، بعد أن منحتهم الدولة ما لم تمنحه لغيرهم من متفوقين وعباقرة في مختلف العلوم، من كرم حاتمي، ومنحهم الشعب، الحبّ الذي لم يمنحه لأحد من أبناء الوطن، وبقي رجل واحد هو الحكم جمال حيمودي، من أبناء المدرسة الجزائرية “متأهلا من دون ضجيج”، يصارع من أجل منصب قاض القضاة، في الدور النهائي من هذه المنافسة، التي غادرها الصغار، وبقي فيها كبيران يتنافسان على التاج العالمي، أمام أعين حكم يعطي للمجتهد حقه، وللمخطئ جزاءه..

 وإذا كان الجميع يعلم بأن لعبة كرة القدم هي عالم قائم بذاته، لا يبلغ قمتها إلا القمم الكبرى، كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا التي وضعت نفسها كرويا في مكانها الاقتصادي والعلمي، بعد أن وفرت المنشآت الجيدة والطب الرياضي المتطوّر والإدارة الكُفأة، فإن حامل الكأس هو ثمرة هذا العمل المتقن، الذي يتشعّب وتمتد جذوره إلى عقود من البذل، وعندما يتأهل حكم جزائري تربى رياضيا في ملاعب غليزان وتيارت وأم البواقي والمدية وبسكرة، إلى المربع الذهبي، ويتم وضع اسمه ضمن قضاة الكرة الكبار المرشحين لأن يحبسوا بصافرتهم وبطاقاتهم الملوّنة، أنفاس ملياري نسمة في المباراة النهائية، فمعنى ذلك أن أبناء الجزائر ليست قدراتهم مقتصرة على دحرجة الكرة ووضعها في سلّة الحراس والفوز فقط، وإنما الحُكم بين المتنافسين، ويفتح هذا مجالات أخرى لأن تبني الجزائر قاعدة صلبة في عالم الكرة، وتنقلها إلى رياضات أخرى وطبعا مجالات أخرى.

منذ أكثر من سنة وقعت فضيحة في نهائي كأس الجزائر لكرة القدم عندما خسر نادي مولودية الجزائر أمام جاره الاتحاد، فتعالى اللاعبون ومدربيهم ومسؤوليهم على الوزير الأول، وتركوه في حفلته في المنصة الشرفية وحيدا، ورفضوا أن يمنحهم ميداليات، ومسحوا الموس حينها، في هذا الحكم المتواجد حاليا في البرازيل، واتهموه بالانحياز للمنافس، وبأمور لا أخلاقية أخرى، في محاولة لإخراجه من ساحة التحكيم الكروي في الجزائر، فما بالك بالعالم، ولكن الرجل صبر، وتوالت نجاحاته في مختلف بلاد العالم، إلى أن بلغ هذا الدور المتقدم، بينما تابع كأس العالم بالنظر، بقية اللاعبين الذين اتهموه، مثل كل المتفرجين، يبتلعون الحسرة .. ويتركون فضلاتها ندما.

الدول الكبرى، رفضت دائما أن تمنح شرف تنظيم منافسة كأس العالم على أرض غير تابعة لجغرافيتها، إلا بتنازلات، فما بالك أن تمنح القضاء، لحكام من دول مازالت تراها خارج اللعبة، كما هي خارج الجدّ، لأجل ذلك يبدو ما قدّمه هذا الرجل الجزائري الذي يقطن في قلب الجزائر العميقة، إنجاز كبير، خاصة أنه رفض دائما أن يعتبر نفسه الناجح الوحيد فيه، وهو في كل مرة يقول بأن والديه رحمهما الله هما من زرعا فيه حب التفوّق، فجاء نجاحه ثمرة لزرع امتد لعقود، وامتزج بالأبوة والأمومة والوطنية والإيمان، فقاوم كل العواصف الداخلية والخارجية التي حاولت اقتلاعه، ولكن النبتة المروية بماء زلال، هي التي تناطح دائما بقية الأشجار. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • mhamed terfas

    حيمودي شرف الجزائر

  • mhamed terfas

    قهوة موح عمر الشكارة وروووووووووووح

  • محمد

    الان تفكرتوه لما صرات هذيك المهزلة كنتوا ساكتين ....منافقين

  • خالد تيارتي دبي

    لا اريد تذكر مهزلة نهائي كاس الجزائر و التصريحات الصبيانية لأشباه اللاعبين و أشباه المسيرين
    اما حيمودي فهو نار على علم و إنجازاته تتكلم عليه
    اتمنى ان يحكم النهائي و يوفق باذن الله
    تحياتي

  • جثة

    بإختصار : حيمودي رجل نزيه وسط محيط متعفن

  • لخضر عبدالرحيم

    حقا إنه رجل قاوم العواصف والرياح، أطال الله في عمره، إنه فعلا مفخرة للجزائر، وأنا أتذكر حادثة، فكما تألق فريقنا الوطني و أيضا جمال حيمودي في مونديال البرازيل، تألق فريقنا الوطني وكذلك بلعيد لاكارن في مونديال إسبانيا، سبحان الله، إن التاريخ يعيد نفسه.

  • امال

    الف تحية لجمال حيمود ي الذي رفع رأيسنا عاليا .فعلا مستوى عالمي.اتمنى أن يتم تكريمه من قبل السلطات لانه يستحق كل خير