-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التنافس بين الأزواج .. كيف يمكن لروح التحدي التأثير على العلاقة !

نسيبة علال
  • 637
  • 0
التنافس بين الأزواج .. كيف يمكن لروح التحدي التأثير على العلاقة !

أثبتت الدراسات الميدانية، التي يجريها خبراء اجتماعيون وقانونيون وأخصائيون نفسيون، أن العلاقات التنافسية هي الأكثر عرضة للانفصال ولعدم الاستقرار الأسري، حيث لا يزال الرجل في الكثير من المجتمعات يرفض تفوق الزوجة من الناحية العلمية أو المادية أو العملية، ويعتبر هذا انتقاصا من قوامته، لذا، فإن المنافسة بين الزوجين باتت تحكم الكثير من العلاقات في وقتنا.

هناك الكثير من الدوافع، التي تجعل من شريكين يتقاسمان الحياة معا، يتنافسان كالأعداء لتحقيق الصدارة، فالتنشئة الأسرية التي حصلا عليها في السابق، تلعب دورا مهما في النظر للطرف الآخر، وتجعل طبيعة العلاقة غير واضحة، بالإضافة إلى بعض العوامل والاضطرابات النفسية كمعاناة أحد الطرفين من الأنانية المفرطة أو عدم الثقة في النفس، والغيرة العمياء، وقد يتسبب المستوى العلمي أو المادي في جعل الشريك دائم الركض للحاق بشريكه أو التفوق عليه.

التنافس الإيجابي البناء بين الأزواج

قد يكون للتنافس بين الشريكين جوانب إيجابية، حيث يتحول هذا الشعور إلى محفز للتطور وتحسين نمط العيش، تقول أنيسة، 34 سنة، مهندسة متزوجة من 6 سنوات: “أعمل مع زوجي لصالح الشركة ذاتها، ونعتبر بعضنا خصوما في العمل وحتى في بعض جوانب الحياة الأخرى، إذ لا يزال كلانا يجتهد ليكون عمله الأفضل وينال به أجرا، كما أننا نتنافس دائما أينا يستطيع أن يدخر من راتبه، ومن يقدم أكثر للعائلة، مثلا أفضل الهدايا لابننا، وأينا يجلب آلات كهرومنزلية وأثاثا.. التنافس بيننا إيجابي يجعلنا نحسن من أنفسنا أيضا، كأن نتنافس على إيجاد وقت للأصدقاء ولممارسة الرياضة والالتزام بحمية غذائية لجسم سليم”.

يشير خبراء إلى أنه عندما يكون الشريك مصدرا للتحدي، يمكن أن يشجع ذلك على تطوير المهارات وتحقيق الأهداف، خاصة إذا كان الهدف مشتركا، كالنهوض بالوضع المالي للأسرة، أو السفر أو تقديم رعاية وتربية حسنة للأولاد.

سفينة بربانين.. تغرق

حتى وإن كان للتنافس بين الزوجين جوانب إيجابية، يظل هذا الأمر مصدرا للضغط النفسي، فما بالك بشريكين متنافسين للظهور واحدا أفضل من الآخر على جميع الأصعدة، كسفينة يقودها ربانان اثنان، يسعى كل واحد لإثبات قدرته على القيادة، كذلك الأمر بالنسبة لأسرة على رأسها زوجان متنافسان على التحكم في شؤونها، وفقا لمنظور ضيق، دون مراعاة المصلحة العامة لها.. يقول رضا: “كبرت في عائلة تنافس فيها أمي بمالها وجاهها، وينافس فيها أبي بقوامته، كل منهما يريد أن يقودنا إلى قيم مختلفة، ويزرع فينا أفكارا مغايرة، ولا أذكر أن الزوجين اتفقا يوما على قرار واحد، ورغم استمرار العلاقة لأزيد من 40 سنة، إلا أن بيتنا المنشق كان دائما مضغوطا ووكرا للخلافات والخناق، لم نعش الاستقرار يوما بسبب التنافس الشديد بين الوالدين، لهذا، أتمنى أن يراجع المتزوجون الجدد هذه النقطة، لكل مكانته في الأسرة حتى تستمر على الود”.

إظهار القوة والقدرة على الاستقلالية يفقد الزوجة أنوثتها

تقول الأخصائية في علم النفس، نادية جوادي: “العلاقة الزوجية هي علاقة تبنى في الأساس على التكامل لا على التنافس، ووجود الندية بين الطرفين يعد من أهم الأسباب التي تخلق المشاكل والخلافات، وتؤدي إلى الكراهية، حتى إن منافسة الزوجة للزوج تفقدها أنوثتها وتجعلها تركض دائما خلف مسؤوليات ليست من صلاحيتها، تنسيها الاهتمام بذاتها والتركيز على نفسها فقط، لتظهر قوية قادرة على التحمل، مستعدة للاستقلالية، وهذا الأمر مدمر للكثير من العلاقات في وقتنا”.

رشا، مثال حي عن الوضع، تروي كيف فقدت الكثير من شخصيتها وأنوثتها، بينما تسعى للوصول إلى العكس: “لطالما كان نقاشي مع زوجي حادا، أعمل ما بوسعي لفرض أفكاري وقراراتي، لأجد في النهاية أنني أقوم ببعض واجباته، أو أتحمل مصاريف ومسؤوليات ليست من صلاحيتي، أنا مرتاحة الآن في وضعي كزوجة تعرف حدودها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!