-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحرب الإلكترونية على غزة: من كوريا الشمالية قد يأتي المدد؟

الحرب الإلكترونية على غزة: من كوريا الشمالية قد يأتي المدد؟

لم يَكفِ الكيانَ الصهيونية التدميرُ الشَّامل الذي أوقعه بغزة، وقتلُه الآلافَ بطريقة انتقامية بشعة لم يعرف لها التاريخ مثيلا، بل يُريد اليوم مَنع سكان القطاع من الاتصال، ويطلب الدعم من “إيلون ماسك” صاحب تويتر وأكبر شبكة أقمار اصطناعية للاتصال “ستارلينك” والملياردير الأمريكي الذي كان له موقفٌ محايد في الحرب، لِيتحول إلى جانبه ويَدعمه في حصار غزة من ناحية الاتصالات من خلال منع استخدام أقماره الاصطناعية إلا بالموافقة المسبقة من أجهزته.. وهكذا ينكشف لنا الوجه الآخر من معركة “طوفان الأقصى” الذي لم تُرِنَا إيَّاه وسائلُ الإعلام بالقدر الكافي، ذلك المُتَعلِّق بجبهة الصراع التكنولوجي التي انتصر فيها الفلسطينيون بشكل مُلفِت برغم الفارق الكبير بين ما لديهم من إمكانات وما لدى الكيان وحليفته الولايات الأمريكية والغرب المدَعِّم لهما.
لقد زعم جيش الاحتلال في سنة 2020، أنه غيَّر عقيدته العسكرية السابقة وتَبنَّى عقيدة جديدة سمّاها: “الزخم” تقوم على الاعتماد المُفرط على التكنولوجيا المتقدِّمة والذكاء الاصطناعي، وتَعتمد بدل الحرب طويلة الأمد، الضربات العسكرية السريعة وتحقيق الانتصار من دون خسائر تُذكَر.. وتباهى بهذه العقيدة أمام جيرانه العرب خاصة المولَعِين بمظاهر التقدُّم من المُطبِّعين الجدد اللاَّبسين ثوب العصرنة، وقام بتسويقها على أساس أنها أساس تغيير موازين القوى العسكرية وأساس الدفاع والأمن مستقبلا. وكان يقوم بذلك من خلال تعاون وثيق مع شركات الصِّناعات العسكرية المتقدِّمة في وادي السليكون Skydio وغرب الولايات المتحدة Shield AI، وبدا واثقا من أنه أصبح بالفعل رائد الثورة في الشؤون العسكرية RMA من الجيل الخامس، ليس فقط بالنسبة لجيرانه والدول النامية الأخرى، إنما لكل دول العالم التي تتعامل معه في المجال العسكري…
لم يكن هناك من يجرؤ على التشكيك في هذا التقدّم أو يطعن فيه، وكاد الكيان أن يفرض نفسه عالميا في هذا الموقع.
وتأتي معركة “طوفان الأقصى” لتكشف هذه الحقائق الزائفة وهذه الحرب الواهمة التي كان فيها الكيان يهزم خصومه تكنولوجيًّا قبل بدء الحرب. تَبيَّن للعالم أن شباب المقاومة، برغم ظروف الحصار ونقص الوسائل، قد تمكَّنوا من فك شفرة راداراته وقبّته الحديدية وكاميراته وأجهزة التصنُّت والاستشعار لديه… دخلوا إلى أكثر الأماكن تحصينا بثكناته العسكرية وأخذوا ما أخذوا من معلومات إضافية وهو في غفلة من أمره، لم تنفعه تكنولوجيته المتقدمة ولا ذكاؤه الاصطناعي..
لذلك كان انتقامه شديدا، وكان من بين أهدافه، ليس فقط القضاء على سلاح المقاومة، إنما على عقولها المُفَكِّرة أوَّلا، إلا أنه في هذا المجال مُنِيَ بالفشل أيضا وهو في قلب المعركة حتى أن طائراته من دون طيار ثلاثية الأبعاد المُعزَّزَة بقدرات الذكاء الاصطناعي المُتخصِّصة في التعرف على ما بداخل البنايات المُعَقَّدَة والتحصينات Nova 2 لم تُسعفه في تحديد المواقع التي سيخرج منها أبطالُ المقاومة، ولا نَفعته أجهزة التَّصنُّت المتقدِّمة التي يملكها في تَحَسُّس وجود مُعتَقَليه، فضلا عن التَّشويش على وسائل الاتصال التي تملكها المقاومة.. ولا نَفَعَه نظام الحماية النشط Trophy الذي وضعه على دباباته من صد قذائف الياسين 105…
لذلك استدعى “إيلون ماسك” لِيمدّ له يد المساعدة في مجال الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية، ولعله سيفعل، رغم حياديته إلى حد الآن، ولكن هذا الكيان ربما لم يعلم بعد، أن العالم قد تغيَّر وأن الغرب لم يعد وحده من يمتلك هذه التكنولوجيا كما كان ذلك في العقود الماضية، اليوم هنالك الأقمار الاصطناعية للصين وروسيا إذا لم تنفع الأقمار الاصطناعية الإيرانية، وإذا لم تنفع كل هذه، هناك من كوريا الشمالية قد يأتي المدد…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!