الحمو.. العدو الذي يحفر لزوجة الأخ!
لا يكف عن التدخل في شؤونها الداخلية، ولا يتورع عن استفزازها وإثارة المشاكل بينها وبين أهله، وعندما تفلت أعصابها يتهمها بسوء الأخلاق وقلة التربية.
من المؤكد أننا لا نتحدث عن امرأة ذات بطش ولسان طويل، بل هو رجل تخلى عما هو متعارف عليه بين الرجال من عدم رغبتهم في التدخل في شؤون النساء، وأصبح بمثابة الضرة التي تضر ولا تنفع، أو لنقل بمثابة الحمى التي تزعج على الأقل لتكون منسجمة مع تعريفه في عائلة الزوج ألا وهو “الحمو”.
فالحمو، أو شقيق الزوج، في بعض العائلات لا يقتصر دوره على أنه عم الأطفال “خفيف الظل” الذي يتوارى عن الأنظار كلما اندلعت المشاكل بين زوجة أخيه وبين أمه وأخواته، أو يبدي مساندته لـ “ابنة الناس” لأنها غريبة وبدون ظهر، فالحمو في هذه الحالات التي سنسردها هو الطرف الذي يستدرج زوجة أخيه إلى المشاكل لحاجة في نفسه.
تبدأ إحدى الزوجات التي أشارت إلى نفسها بحرف “ج” أن مشكلتها ليست مع حماتها أو “سلفتها”، بل مع شقيق زوجها الذي لم يكف عن اختلاق المشاكل لها منذ أن دخلت بيتهم، في الوقت الذي يتظاهر بأنه من النوع الذي يترفع عن التحدث إلى النساء.
وحول تصرفاته المزعجة، تقول هذه السيدة، إنها بمجرد أن تمرض ولا تستطيع أن تنجز الأعمال المنزلية يثير زوبعة في البيت ويحرّض أمه على تطليقها، ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل بات يتدخل في طريقة لبسها، حيث يرسل لها تعليمات مع والدته بأن تتخلى عن هذا اللباس الذي تقول إنه محترم وليس فيه ما يعيب.
وحتى لا تتسبب في إثارة المشاكل، كانت تختفي تدخلاته السافرة عن أبيها وزوجها، ولكنه عندما أصبح يضرب طفلها ذو السنيتين ويصفه بأنه قليل التربية ويتجرأ ويطلب منها أن تغادر البيت، انفجر بركان الغضب داخلها وردت عليه بما يليق به، فأصرّ على أن تترك البيت ما جعلها تخبر زوجها الذي طلب منها أن “تصبر” عليه لأنه لا يزال صغيرا مع العلم أنه في الـ 25 من عمره.
السيدة( ح.ل ) عانت الأمرين أيضا من شقيق زوجها قبل أن تستقل بيتها، حيث كان يضرب أطفالها هو وزوجته ويطردهم من بيت جدهم، وعندما وقفت في وجهه كاد أن يضربها بالعصا.
تقول هذه السيدة، إنها لم تكتم ما جرى عن أبيها الذي قرر أن يشتكيه للشرطة ولولا تدخل حماها وحماتها لتهدئته لمضى في شكواه، منذ ذلك الحين توقف عن استفزازها وإثارة المشاكل معها، ولكن علاقتها انقطعت معه منذ ثلاث سنوات وبات ذهابها إلى حماتها يقتصر على الأعياد فقط بسببه.
وبإحدى مراكز البريد بالعاصمة، التقينا بالسيدة حنان، التي بدأت تتحدث عن مشكلتها مع شقيق زوجها بتوتر شديد، حيث تقول إنها تعاني من تدخلاته الكثيرة خاصة وأنه لا يكاد يغادر المنزل، إذ يقوم بتحريض والدته عليها ولا يمل من تنبيهها إلى أي ثغرة بسيطة.
وتؤكد حنان القادمة من ولاية جيجل، أن أخوات زوجها لم يتسببن في إيذائها بالقدر الذي تسبب فيه شقيقه لأنهن متزوجات، فهو مثل الضرة التي لا تترك شيئا إلا وصنعت منه مشكلة.
وترجع السيدة كنزة هذا التصرف من شقيق الزوج، إلى كونه يغار من أخيه الأكبر الذي نجده يترصد تحركاته ويفتش وراءه.
وتعتقد كنزة أن هذا النوع من الرجال غالبا ما يرتبط بامرأة تشبهه في أخلاقه وتصرفاته، ولكنه يعيش تحت سيطرتها ولا يستطيع أن يرد لها طلبا أو يرفض لها أمرا.