-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدرس من وحدتنا مع غزة

الدرس من وحدتنا مع غزة

اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة التي يرأسها المجاهد سي لخضر بورقعة، أبرزت كم هي فلسطين موحِّدة للشعب الجزائري، وكم هو مُوَحَدٌ الشعب الجزائري بشأن فلسطين. مواطنون، أساتذة، شباب، أحزاب، شخصيات وطنية من مختلف الحساسيات والمشارب الفكرية والفئات الاجتماعية، لم يمانعوا أن يكونوا جزءا من هذه اللجنة التي سمّت نفسها شعبية، وهي شعبية بحق. وأكدوا مرة أخرى أن الجزائريين لا يمنعهم أن يتحولوا إلى العمل الشعبي، متخلِّين عن كل العناوين التي يحملونها أو الأطر التي يتحركون ضمنها إذا ما وجدوا القضية المركزية التي يلتفون حولها أو وجدوا الغاية التي يضحون من أجلها.

وقد وجدوها هذه المرة في فلسطين في غزة، والتفوا حولها، بما يوحي أنه بإمكانهم أن يجدوها في قضايا أخرى ومهام أسمى. إن كل ما يريده الجزائريون ليضعوا خلافاتهم جانبا وصراعاتهم جانبا وحتى أحزابهم جانبا، هو وجود قضية كبيرة تجمعهم.

وقد وجدوها اليوم في فلسطين وفي غزة بحق. ما يعني أن تلك الفسيفساء الحزبية التي نعرف، وتلك الأنانية السياسية التي أصبحنا نعيشها، وذلك الانكماش الكبير في الساحة السياسية إنما هو نتيجة مسألة واحدة: غياب القضية.

فلسطين اليوم تُنبهنا إلى ذلك. تقول لنا بأنها بحق قضية الأمة المركزية، جامعة المشتت، والمانعة من التشتت، ما علينا سوى أن نلتف حولها. وقد فعل الجزائريون ذلك من خلال موقفهم الموحد من نصرة غزة. وعلينا أن نستخلص العبرة من هذا. أن نفهم أن مشكلتنا بالأساس هي في افتقادنا لقضية مركزية نهتم بشأنها ونضحي من أجلها ونلتف حولها، إن على مستوى الأمة الإسلامية أو على مستوى الدولة الواحدة والشعب الواحد، وإن خطأنا الأكبر هو في اللهث المستمر حول مسائل ثانوية لا ترقي إلى مستوى القضايا المركزية، في خَلطنا بين الجوهري  والثانوي. هذه مشكلتنا وقد نبهتنا لها القضية الفلسطينية وحركت وأعيننا بشأنها الثورة العارمة التي تعرفها غزة. وما علينا سوى أن نستخلص الدرس، أن نعود مرة أخرى إلى اعتبار أنه لا انتصار لنا في أي شأن من الشؤون ما لم يكن ذلك مقرونا بالتحام شعبي كبير. وأنه لا التحاما شعبيا كبيرا دون تحديات كبرى.

واليوم لدينا أكثر من تحد كبير، داخلي وخارجي، كل ما نحتاجه هو أن تَتكتل حوله القدرات، وأن يتحول إلى زخم شعبي حول قيادات شعبية مثلما حدث مع اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك هو الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • الحر

    لقد قالها بومدين رحمة الله عليه منقبل:فلسطين هو الاسمنت الذي يوحدنا وهو الدينماميت الذي يفجرنا.

  • عبد الناصر

    اولا شكرا لك على كتباتك الرائعة دائما وبحق ان الحرب على غزة ارجعت مرة اخرى سؤال الهوية وهل نجح دعاة التغريب

  • المازري

    تحية اخوية حارة و شكرا جزيلا على مساهماتكم البناءة والمستمرة من أجل خدمة الأمة و يشرفني كثيرا أن ألازم مقالاتكم التي وجدت فيها الأنيس الدائم و الصحبة الفاضلة و ادعو كل من يحمل بين جنباته بواعث الأمل أن يساهم في تغذية الفكر الجامع و تقويم الاعوجاج الحاصل الذي سببه اللهث وراء المصالح الضيقة ـ رب ضارة نافعة " اليوم وجب الصدع بكلمة الحق انه فرض عين ولا يجوز التلكؤ ينبغي على الجميع حاكم و محكوم أن يرمي بثقله وسط الزخم الذي يطبع حياة الأمة و أن التخلف من صفات التولي يوم الزحف الذي يميز الخبيث من الط

  • سامي الجزائري

    بارك الله فيك ياستاذ لطالما كنت ولازالت كتاباتك تثير إهتمام إنك تصنع من الشمعة ضياءا ومن الحبت طعاما و من الشروق إشراقا.

  • عبد الكريم يحياوي

    شكرًا لك يأستاذ قلالة على هذه العبارات التي تحمل في طياتها دائماً بريق الأمل ، بالرغم من أن الإخوة المعلقون على كتاباتك يميلون إلى أنك تبالغ في الأمل ، لكنني أوافقك الرأي ، فالأمل هو زاد المستقبل ، كما يقول المثل " ماأضيق العيش لولا فصحة الأمل" لكن يجب العمل والعمل هو مفتاح النجاح ، أمل بدون عمل هو سراب ينهيه أجل ثم يحاسب كل إمرئ على مافعل (والفعل هنا عمل وليس أمل) وإذا بقي الأمل بدون عمل تحول إلى تمني ، وهنا التمني بدون عمل يوافق قول الشاعر : مانيل لمطالب بالتمني...لكن تؤخذ الدنيا غلابا