-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المجاهد والإعلامي عبد القادر نور في ذمة الله

الراحل كان بصدد تأسيس منظمة وطنية لأعيان الجزائر وعلمائها

أحمد قرطي
  • 813
  • 0
الراحل كان بصدد تأسيس منظمة وطنية لأعيان الجزائر وعلمائها
ح.م
الفقيد عبد القادر نور

توفي المجاهد والإعلامي، عبد القادر نور، عن عمر يناهز 87 سنة، الثلاثاء، بعد سنوات من العطاء والجهد بالسلاح والقلم، مدافعا عن وطنه وقضاياه الجوهرية، وبذلك تكون قد انطفأت شعلة أحد أبرز الإعلاميين الجزائريين من الجيل القديم، الذين أسسوا للعمل الإعلامي تحديدا الإذاعي بالجزائر. الفقيد ترك بصمة لا تزول بزوال السنين في حقل الإعلام والفكر والثقافة.
عبد القادر نور، خريج المدرسة الباديسية والحركة الوطنية انتقل الثلاثاء، إلى دار الخلد تاركا فراغا رهيبا في الحقل الإعلامي لا يملؤه إلا هو، ولد فقيدنا في 23 أكتوبر 1931 بقرية الشرفة التابعة إداريا لبلدية أولاد عدي لقبالة الواقعة شرق المسيلة، بدأ تعليمه على يد والده، تعلم اللغة العربية وأتم حفظ كتاب الله كاملا بقرية شلاطة، التحق بمعهد عبد الحميد بن باديس في الخمسينيات من القرن الماضي تخرج منه بعد 4 سنوات وكان من بين الطلبة المتفوقين آنذاك.
غادر سنة 1954، إلى القاهرة من أجل استكمال مشواره الدراسي، كما التحق بجبهة التحرير الوطني على يد الرئيس الراحل أحمد بن وبلة ومحمد خيضر، هذا الأخير الذي كلفه آنذاك بإلحاق الطلبة بالجبهة في ذلك الوقت.
التحق عبد القادر نور، بصفوف الجبهة حينما كان طالبا بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وتحصل على شهادة الليسانس بعد تدخل الرئيس الأسبق محمد بوخروبة “هواري بومدين”.
وكان المرحوم عضوا ناشطا بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بالقاهرة، كما يعد أحد محرري ومذيعي صوت الجزائر الذي كان يبث من القاهرة مع مجموعة من الطلبة تولوا مهمة الإعلام المسموع. وبقي مرتبطا في مكانه إلى غاية الأيام الأولى للاستقلال ليعود بعد ذلك إلى أرض الوطن بعد أكثر من 6 سنوات من الاغتراب والغياب.
اشتغل عبد القادر نور، بعد الاستقلال عدة أشهر بالسلك الدبلوماسي وبالضبط بتاريخ 15 ماي 1962، إلا أنه فضل المغادرة والبقاء في مجال الإعلام، يُعد رابع أربعة الذين أنزلوا العلم الفرنسي على مبنى التلفزيون يوم 28 أكتوبر 1962 رفقة كل من خالد سافر، عيسى مسعودي وعبد العزيز شكيري، وعين أول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزة مكلفا بالإذاعة
كما ترأس أول لجنة لتقييم البرامج القديمة في الإذاعة الجزائرية، وترأس لجنة البرامج لاتحاد إذاعات الدول العربية، كما يعتبر من بين الأعضاء المؤسسين لإذاعة الدول الإسلامية وعضوا في مجلس إدارتها بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، إلى أن أنهى مسيرته المهنية الإذاعية كمدير للقناتين الأولى والثانية، إلى أن تقاعد سنة 1986.
الراحل خلف وراءه عديد المشاركات في الملتقيات والنشاطات، وبعض المؤلفات حسب ما أكده الدكتور الإعلامي سي حمدي بركاتي الذي رافق المرحوم لأكثر من ربع قرن في حديث مع “الشروق اليومي” أبرزها صوت العرب شاهد على ميلاد صوت الجزائر وذكريات وحقائق، وكتاب آخر حول الحركة الطلابية أثناء الثورة الجزائرية من 1954 إلى 1962، وكتاب عن الغزالي وآخر عن البشير الإبراهيمي.
كما كانت له عديد الأنشطة في مجالات مختلفة خاصة الثقافة والفكر، كان حسب محدثنا بصدد مشروع لتأسيس منظمة وطنية لم يكتب لها أن تكتمل فصولها حول أعيان وعلماء الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!